الجندي: «الأوقاف» تبذل جهود دعوية وتثقيفية تسري في شرايين المجتمع فتعيد له الحياة
قال الدكتور محمد الجندي وكيل كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر إن وزارة الأوقاف تقوم بجهود دعوية وتثقيفية تسري في شرايين المجتمع فتعيد له الحياة.
جاء ذلك في كلمة الدكتور محمد الجندي، خلال انطلاق فعاليات الأسبوع الثقافي الرئيسي الثامن بمسجد (عباد الرحمن بزهراء المعادي) بالقاهرة اليوم /الأحد/ تحت عنوان: "حقوق ذوي الأرحام"، وذلك في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف.
وحاضر في الفعاليات إلى جانب الدكتور الجندي، الدكتور ياسر مرسي أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وقدم لها بهاء عبادة المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وكان فيها القارئ الشيخ محمد الصعيدي قارئًا، والمبتهل الشيخ حجاج مصطفى مبتهلا، وبحضور الدكتور ياسر معروف مدير إدارة المعادي، والدكتور عبد الله عبد الفتاح مفتش بالإدارة، والشيخ علاء صقر مفتش بالإدارة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وأوضح الدكتور محمد الجندي – في كلمته – أن صلة الرحم في الإسلام تعني الإحسان إلى الأقارب، وإيصال ما أمكن من الخير إليهم، ودفع ما أمكن من الشر عنهم، والرحم تضم الأقارب وتجمع بين الإنسان ونسبه، وأن على الإنسان الاهتمام برحمه والاعتناء بها، حيث يثاب الإنسان بصلته لها، ويذم ويعاقب على إهمالها.
وأشار إلى أن تصحيح المفاهيم المتعلقة بالرحم والقرابة ضرورة لإقامة المجتمع القوي المتماسك، يقول (سبحانه): "وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا"، ويقول رسول الله (صلى الله عليه وسلّم): "إنَّ الرَّحِمَ شِجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، فقالَ اللَّهُ: مَن وصَلَكِ وصَلْتُهُ، ومَن قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ"، مبينًا أن الله اشتق اسم الرحم من اسمه الرحمن ليضفي عليها القداسة والمهابة، حيث يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "قال اللهُ تبارَك وتعالى: أنا الرَّحمنُ خلَقْتُ الرَّحِمَ وشقَقْتُ لها اسمًا مِن اسمي فمَن وصَلها وصَلْتُه ومَن قطَعها بَتَتُّه"، وذلك تعظيمًا لشأن الرحم وفضيلة لمن وصلها، حيث يتغمدهم رب العزة (جل وعلا) بلطفه ورحمته وعطفه وإحسانه ونعمه.
واختتم الدكتور محمد الجندي كلمته بأن "الواصل الحقيقي هو الذي إذا قطعت رحمُهُ وصلها"، قال (صلى الله عليه وسلم): "لَيْسَ الوَاصِلُ بِالمُكَافِئ، وَلكِنَّ الوَاصِلَ الَّذِي إِذَا قَطَعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا"، مؤكدًا أن أثر صلة الرحم يظهر في الدنيا قبل الآخرة، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: "مَن سَرَّهُ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، أوْ يُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ".
من جانبه، أكد الدكتور ياسر مرسي أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين – في كلمته – أن الصلة بالله مطلب كل عاقل في هذه الحياة، لأن الصلة بالله تفتح للعبد كل أبواب التوفيق والرحمات، ومن أراد أن يصله رب العالمين عليه بصلة الرحم، فصلة الرحم تقوي أواصر المحبة، وتعمر الديار، وتجلب الخير، وتدفع السوء.
وأكد أن الإسلامَ يهدِف إلى بناءِ مجتمعٍ متراحمٍ متعاطِف، تسودُه المحبّةُ والإخاء ويهيمِن عليه حبّ الخيرِ والعطاء، والأسرة وحدةُ المجتمع، تسعد بطاعة الله وصلة الرّحِم لذلك اهتمّ الإسلامُ بتوثيق عُراها، وتثبيت بُنيانها، فجاء الأمر برعايةِ حقّها بعد توحيد الله وبرّ الوالدين، قال تعالى: "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا"، وقرنت مع إفرادِ الله بالعبادةِ والصّلاةِ والزّكاة، فعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "تَعْبُدُ اللَّهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ".
وفي سياق آخر، وضمن إطار خطة الإدارة العامة لمراكز التدريب بوزارة الأوقاف وحرصها على الاهتمام بأئمتها علميًا ومهاريًّا وفنيًّا، وفي ضوء جهودها في تجديد الخطاب الديني ونشر صحيح الإسلام وتصحيح المفاهيم الخاطئة ومواكبة مستجدات العصر، انطلقت اليوم أربع دورات تدريبية تحت عنوان: (فن بناء الخطبة العصرية).
وانطلقت الدورات بالمديريات الإقليمية التالية: الأولى: لعدد (200) إمام من أئمة القاهرة والجيزة والقليوبية، وذلك بكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، بحضور الدكتور أحمد حسين عميد كلية الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر، والدكتور أحمد ربيع عميد كلية الدعوة الإسلامية الأسبق، والثانية: لعدد (200) إمام بكلية أصول الدين بأسيوط، بحضور الدكتور محمد عبد المالك مصطفى نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي، والدكتور عبد المحسن وهبه عميد كلية أصول الدين والدعوة بجامعة الأزهر فرع أسيوط، والدورة الثالثة: لعدد (100) إمام بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بسوهاج، بحضور الدكتور علي عبد الموجود نور الدين عميد الكلية، والدكتورة فاطمة المهدي وكيل الكلية للدراسات العليا، والرابعة: لعدد (50) إماما، بكلية أصول الدين والدعوة بطنطا، وحاضر فيها: الدكتور أحمد أبو شنب عميد الكلية.