«البحوث الإسلامية»: مبادئ التشريع الإسلامي تتسم بشمول الحكم الشرعي
أكد الدكتور عبدالله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن مبادئ التشريع الإسلامي تتسم بشمول الحكم الشرعي بما يحقق سعادة الناس في دنياهم وأخراهم، وأن كل ما يحقق هذه الغايات الكبرى هو من صميم مقاصد الأديان.
جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها الدكتور عبدالله النجار تحت عنوان "الفهم المقاصدي .. السنة النبوية"، خلال انطلاق دورة المكونات العلمية والتثقيفية للدفعة الخامسة من الدورة المتكاملة، بأكاديمية الأوقاف الدولية، وذلك لعدد (73) إمامًا وواعظة، وذلك في إطار اهتمام وزارة الأوقاف بأبنائها لتنمية الجوانب العلمية لديهم، وشيوع روح التنافس الكريم بينهم والسعي الدؤوب لمواكبة مستجدات العصر، واستمرارًا لخطة وزارة الأوقاف في التدريب والتأهيل، وفي إطار الجهود المبذولة من الوزارة للإعداد المتميز للأئمة والواعظات وصقلهم بمختلف المعارف والعلوم.
وتوجه عضو مجمع البحوث الإسلامية، بالشكر إلى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على جهوده الملموسة في خدمة الفكر الوسطي المستنير وبيان سماحة الإسلام ورفع الحرج عن الناس ومواجهة المستجدات، مؤكدًا أنه راعي الدعوة الإسلامية وراعي التجديد الفقهي والدعوي في مصر والعالم الإسلامي، وأنه استغل الوسائل الحديثة في خدمة الخطاب الديني، مما يؤكد للجميع أن الدين وسيلة لإسعاد الناس ونجاتهم في الدنيا والآخرة.
وأضاف أن الإسلام دين مكارم الأخلاق حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ"، فحيث يكون الصدقُ، والأمانةُ، والبرُ، وصلةُ الرحم، وإماطةُ الأذى عن الطريق، وتفريجُ كروب المكروبين، يكون صحيح الإسلام ومقصده، وحيث تجد الكذبَ والغدرَ، والفجورَ في الخصومةَ، وضيقَ الصدر، فانفض يدك ممن يتصف بهذه الصفات ومن تديُّنهم الشكلي، واعلم أنهم عبءٌ ثقيل على الدين الذي يحسبون أنفسهم عليه، لأنهم بهذه الأخلاق وتلك الصفات، صادُّون عن دين الحق لا دعاة إليه، وإن أعجبك قولهم وأدهشتك بلاغتهم.
كما أكد أن الإقدام على التجديد في فهم وعرض القضايا الفقهية، والنظر في المستجدات العصرية يحتاج إلى رؤية ودراية وفهم عميق وشجاعة وجرأة محسوبة، وحسن تقدير للأمور في آن واحد، كما أنه يحتاج من صاحبه إلى إخلاص النيّة لله (عز وجل) بما يعينه على حسن الفهم وعلى تحمل النقد والسهام اللاذعة ممن أغلقوا باب الاجتهاد، وأقسموا جهد أيمانهم أن الأمة لم ولن تلد مجتهدًا بعد، متناسين أو متجاهلين أن الله (عز وجل) لم يخص بالعلم ولا بالفقه قومًا دون قوم، أو زمانًا دون زمان، وأن الخير في أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى يوم القيامة.