انتعاش عمليات الطرح العام الأولي في الصين رغم التباطؤ عالميًا

في عام شهد تراجعًا في عمليات الطرح الأولي للاكتتاب العام على مستوى العالم بأكثر من الثلثين، يُتوقع أن تكون العطلة الصيفية هادئة إلى حد كبير، لكن الأمر لم يكن كذلك في آسيا، التي سجلت حركة إدراج الأسهم فيها ثاني أعلى وتيرة شهرية على الإطلاق في شهر أغسطس.

بلغ إجمالي قيمة مبيعات الأسهم أول مرة في آسيا والمحيط الهادئ 14.9 مليار دولار هذا الشهر، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرج، ويعزى هذا العرض القوي بأكلمه تقريبا إلى جهات الإصدار من الصين وهونج كونج، التي استحوذت على جميع الطروحات باستثناء طرحين جمعا نحو 100 مليون دولار على الأقل.

تصدرت القائمة شركة "تشاينا توريزم غروب ديوتي فري كورب"، أكبر شركة لخدمات السفر للأفراد في العالم، بإدراج في هونغ كونغ بلغت قيمته 2.1 مليار دولار، يليها طرحان أوليان لشركتي: "شنغهاي يونايتد إيماجينغ هيلث كير" (Shanghai United Imaging Healthcare)، و"هايغون إنفورميشن تكنولوجي" (.Hygon Information Technology Co).

شهر أغسطس المفعم بالنشاط في آسيا يبرز عالمياً وسط خمول صيفي معتاد بنصف الكرة الشمالي متزامنا مع ركود عمليات طرح الأسهم في 2022 نتيجة مخاوف تشديد السياسة النقدية للحد من التضخم المتسارع، ما قد يدفع الاقتصاد العالمي إلى الركود، إلى جانب بقاء مؤشرات الأسهم في المنطقة الحمراء.

بلغت حصيلة الاكتتابات الأولية في أوروبا 510 ملايين دولار فقط خلال الشهر، بينما بلغت حصيلة الاكتتابات في الولايات المتحدة الأميركية 637 مليون دولار فقط.

قال غاري نيغ، كبير الاقتصاديين لدى بنك "ناتيكسيس" (Natixis) في هونغ كونغ: "قد تمتد مسيرة تألق عمليات الطرح الأولي للاكتتاب العام في الصين مع بيئة السيولة الأكثر مرونة مقارنة بباقي العالم، وعلى الرغم من زيادة الضغوط بشأن نمو وربحية الشركات، لكن الأمر لا يتطلب سوى سيولة كافية لتهدئة مخاوف المستثمرين مؤقتاً، خاصة بالنسبة للقطاعات التي تتمتع بنمو طويل الأجل".

كانت حصيلة أغسطس هذا العام في آسيا أقل فقط من العام الماضي عندما بلغت قيمتها أكثر من الضعف مسجلة 30 مليار دولار، حيث شجع ارتفاع أسواق الأسهم وسياسات البنوك المركزية التيسيرية وقتها على تدفق عمليات طرح الأسهم.

باقي أسواق آسيا منفردة ليست محصنة ضد تباطؤ وتيرة الإدراج، إذ تراجعت حصيلة الاكتتابات العامة الأولية في هونغ كونغ 80% على أساس سنوي، لكن مخالفة الصين الاتجاه العالمي، وتسجيل سنة قياسية من مبيعات الأسهم لأول مرة ساهم في تخفيف حدة تباطؤ وتيرة الإدراج على مستوى آسيا.

وكشفت البيانات عن انخفاض طروحات الأسهم الجديدة في آسيا بنسبة 23% فقط على أساس سنوي، مقارنة بانخفاض بنسبة 68% عالمياً.

استطاعت سوق الطرح الأولي للاكتتاب العام في الصين تجنب الركود العالمي بفضل السياسة النقدية التيسيرية – التي انفردت بها بين البنوك المركزية الرئيسية - إضافة إلى ضخامة قاعدة المستثمرين المحليين، كما عزز الأداء القوي للأسهم المدرجة حديثاً من الأمر، حيث حلقت أسهم "شنغهاي يونايتد إيماجينغ هيلث كير" بنسبة 57% مقارنة بسعر الطرح الأول، بينما قفزت أسهم "هايغون إنفورميشن تكنولوجي" بنسبة 39%.