متوسط عمر الأمريكيين يشهد أكبر انخفاض يستمر لعامين منذ قرن
امتد تراجع متوسط العمر المتوقَّع في الولايات المتحدة من عام 2020 ليستمر في عام 2021، في أكبر انخفاض بمتوسط عمر السكان على مدار عامين تشهده البلاد منذ قرن، وذلك إثر فيروس كورونا والجرعات الزائدة من المواد الأفيونية التي أضرّت بأعمار السكان.
ووفقاً لتقرير صادر عن المركز الوطني للإحصاءات الصحية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها؛ انخفض متوسط العمر المتوقَّع للأشخاص عند ولادتهم بنحو 3 سنوات تقريباً منذ 2019 إلى 2021 ليصل إلى 76.1 من الأعوام، وهو أدنى مستوى منذ عام 1996.
وكانت التوقُّعات الأكثر قتامة من نصيب الأمريكيين الأصليين، الذين انخفض متوسط العمر المتوقَّع بينهم بمقدار 6.6 سنوات ليصل إلى 65.2 من الأعوام في 2021، وهو ما يعادل مستوى متوسط العمر المتوقَّع لسكان الولايات المتحدة في عام 1944، وأعلنت الولايات المتحدة عن أكبر عدد من الوفيات في العالم بسبب كوفيد، إذ وصل عدد الوفيات في البلاد إلى أكثر من مليون منذ بداية الوباء عام 2020، في حين أنَّ الإحصائيات من البرازيل والهند وروسيا كانت أقل من ذلك الرقم بمئات الآلاف.
تقول نورين جولدمان، أستاذة علم السكان في "جامعة برينستون" إنَّ انتشار الوفيات المرتبطة بفيروس كوفيد كان مدفوعاً بعدم استعداد البلاد لتوزيع الموارد بشكل فعال في الأشهر الأولى.
وتضيف جولدمان: "لم تكن لدينا جهود محلية منسقة قوية للحد من انتقال العدوى"، وتشير إلى أنَّ معدلات التطعيم والجرعات المعززة المنخفضة نسبياً في جميع أنحاء البلاد هي من بين العوامل المساهمة بذلك.
ليس كورونا فقط
نحو نصف انخفاض متوسط العمر المتوقَّع في الفترة بين عامي 2020 و2021 يمكن أن يعزى إلى كوفيد-19؛ إلا أنَّ 16% من الانخفاض ارتبط بإصابات غير مقصودة، وسط حدوث حوالي نصف تلك الحالات بسبب تناول جرعات زائدة من الأدوية مثل المواد الأفيونية، حيث تظهر أحدث البيانات الصادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أكثر من 109 آلاف حالة وفاة بجرعة زائدة في العام المنتهي في مارس الماضي.
وتعد هذه هي المرة الثانية فقط خلال قرن التي ينخفض فيها متوسط العمر المتوقَّع في الولايات المتحدة لمدة عامين متتاليين، بعد الانخفاض الذي كان بدرجة أقل خلال الفترة من عام 1921 حتى 1923، وتشمل الأسباب الأخرى للوفاة التي ساهمت في الانخفاض الحاد الأخير كلاً من الأمراض المزمنة والانتحار.
اختلافات إقليمية
تم الاعتراف بالاختلافات الإقليمية المرتبطة بالصحة على أنَّها أمر يلعب دوراً في انخفاض متوسط العمر المتوقَّع في الولايات المتحدة، فوفقاً لتقرير حكومي صدر الأسبوع الماضي؛ يعيش الأمريكيون المولودون في هاواي تسعة أعوام أطول - في المتوسط - من سكان ميسيسيبي الأصليين، وكان متوسط العمر المتوقَّع هو الأقصر في العديد من ولايات جنوب الولايات المتحدة، إذ أتت ولاية ميسيسيبي في المرتبة الأخيرة عند متوسط عمر يقل عن 72 عاماً، وفقاً لتقرير سابق صادر عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
تضيف جولدمان أنَّ عوامل مثل التمييز العنصري والفقر ومحدودية إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية الجيدة تؤدي إلى تفاقم الاتجاهات الهبوطية في متوسط العمر المتوقَّع بين الأميركيين الأصليين.
وشهد الأمريكيون البيض والسود انخفاضات أقل بقليل من سكان أمريكا الأصليين، لكنَّهم برغم ذلك حصلوا على أقصر متوسط عمر متوقَّع لهم منذ أكثر من عقدين، وكان الانخفاض بالنسبة للأشخاص البيض يبلغ عاماً واحداً بينما كان 0.7 من الأعوام بالنسبة للسود، وقال التقرير إنَّ الأشخاص من ذوي الأصول اللاتينية في الولايات المتحدة شهدوا انخفاضاً طفيفاً في عام 2021 بلغ 0.2 عام ليصل متوسط العمر المتوقَّع 77.6 عام، وانخفض المتوسط بالنسبة للأمريكيين من أصحاب الأصول الآسيوية بمقدار 0.1 عام إلى 83.5 عام، وهو أعلى معدل للأعمار بين أي عرق.