أسعار النفط ترتفع مع انحسار المخاوف بشأن العرض والطلب
ارتفعت أسعار النفط، اليوم الإثنين، مع انحسار المخاوف بشأن توقعات العرض والطلب، في ظل تلميحات من تحالف "أوبك+" بالتدخل لدعم استقرار أسواق الخام إذا لزم الأمر، كما لقيت الأسعار دعماً من تفاقم الأوضاع الأمنية في ليبيا ما قد يؤثر على الإنتاج والتصدير.
في المقابل، تتعرض العقود الآجلة للنفط لضغوط، بعد أن أطلقت البنوك المركزية تحذيرات شديدة اللهجة بشأن تشديد السياسيات النقدية، مشيرة إلى أن ارتفاع أسعار الفائدة سيستمر لفترة أطول.
تعززت أسعار النفط بفضل تلميحات من السعودية وأعضاء آخرين من أوبك وخارجها فيما يُسمى بتحالف "أوبك+"، بأنهم قد يخفضون الإنتاج من أجل تحقيق التوازن في السوق.
خلفت اشتباكات بين الميليشيات في العاصمة الليبية طرابلس ما لا يقل عن 23 قتيلاً، مما أثار مخاوف من مزيد من الاضطرابات في الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والتي قد تعرض شحنات النفط مرة أخرى للخطر في الوقت الذي تنتعش فيه أوروبا من أزمة طاقة.
قال "جولدمان ساكس" في مذكرة بحثية، إن النفط الخام لديه مجال للارتفاع، خاصة في ظل نقص المواد الخام الأخرى للطاقة بما في ذلك الغاز الطبيعي، بحسب وكالة بلومبرج.
وكتب المحللون بما في ذلك سابين شيلز: "مع كون النفط سلعة الملاذ الأخير في عصر النقص الحاد في الطاقة، نعتقد أن التراجع في إمدادات النفط يوفر نقطة دخول جذابة للاستثمارات طويلة الأجل فقط".
وارتفع خام غرب تكساس الوسيط لتسليم أكتوبر بنسبة 1.2% إلى 94.19 دولارًا للبرميل في بورصة نيويورك التجارية في الساعة 11:23 صباحًا في سنغافورة، بعد ارتفاعه بنسبة 2.5% الأسبوع الماضي.
وزاد خام برنت تسليم شهر أكتوبر بنسبة 0.9% إلى 101.89 دولار للبرميل في بورصة أوروبا للعقود الآجلة ICE.
وأعلنت إيران إن المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن اقتراح الاتحاد الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي ستستمر حتى الشهر المقبل، مما يقوض التكهنات بأن اتفاقية تمهد الطريق أمام زيادة تدفقات النفط باتت وشيكة.
وقالت تينا تنج المحللة في "سي.إم.سي" ماركتس لوكالة رويترز، "في حين أن الدولار القوي يحد من أسعار السلع الأساسية فمن المحتمل أن تستمر قضية نقص المعروض في أسواق النفط في دعم الاتجاه الصعودي".
ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع يوم الجمعة، قوله إن الإمارات تتفق مع ما تفكر فيه السعودية بشأن سياسة الإنتاج، بينما قالت وزارة النفط العمانية إنها تدعم جهود أوبك+ للحفاظ على استقرار السوق.
النفط الخام في طريقه للانخفاض الشهري الثالث على التوالي وسط مخاوف من تباطؤ النمو العالمي مع تشديد البنوك المركزية لسياستها بشدة، مما يضر بالاستهلاك.
وحذر رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول من الحاجة إلى معدلات أعلى، في حين قال مسؤول كبير في البنك المركزي الأوروبي إنه ليس هناك "خيار كبير" سوى الضغط حتى لو كان اقتصاد المنطقة ينزلق إلى الركود.