حكم الشرع في البشعة بعد انتشارها في المدن والمحافظات
حكم الشرع في البشعة، حيث انتشر "المبشعون" في الكثير من الأماكن، وخاصة في المناطق التي يعيش فيها البدو، ما يجعل معرفة حكم الشرع في البشعة من الأمور الضرورية.
ونستعرض في سياق التقرير التالي حكم الشرع في البشعة من خلال دار الإفتاء التي أجابت على سؤال: ما حكم الشرع في البشعة، واستدلت في الإجابة بحديث للنبي صلى الله عليه وسلم
حكم الشرع في البشعة
قالت دار الإفتاء عن حكم الشرع في البشعة إن البشعة ليس لها أصل في الشرع في تحديد السارق، وإنما يجب أن نعمل بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الْبَيِّنَةُ عَلَى مَنِ ادَّعَى، وَالْيَمِينُ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ» رواه الدارقطني.
وأضافت دار الإفتاء: هذا الحديث الشريف رسم لنا طريق المطالبة بالحق وإثباته أو نفي الادعاء الباطل، وهذا ما يجب على المسلمين أن يتمسكوا به دون سواه من الطرق السَّيِّئَة التي لا أصل لها في الشرع، فإن الشرع لم يجعل إثبات الحقوق المستولى عليها منوطًا بغير ما رتَّبه طريقًا لإثبات ذلك من إقرار أو بينات أو نحوها.
مفتي الجمهورية وحكم الشرع في البشعة
وأجاب مفتي الديار المصرية د. شوقي علام عن سؤال يقول: ما حكم الشرع في البشعة؛ وهي عبارةٌ عن نارٍ توقد في الخشب ويوضع عليها إناءٌ نحاسيٌّ يَتم تسخينه إلى درجة الاحمرار، ويقوم المُتَّهَم بِلَعْق هذا الإناء: فإن كان بريئًا لم يُصِبه شيءٌ في لسانه، وإن كان مُدَانًا يُصاب في فمه؟
قال الدكتور شوقي علام في الإجابة على السؤال: البشعة ليس لها أصلٌ في الشرع في إثباتِ التُّهَمِ أو مَعرِفة فاعِلِها، والتعامل بها حرامٌ ولا يجوز شرعًا؛ لِمَا فيها مِن الإيذاء والتعذيب، ولَمَا فيها مِن التَّخَرُّص بالباطل بدعوى إثبات الحَقِّ، وإنَّمَا يجب أن نَعمَل بالطُّرُق الشرعية التي سَنَّتْها لنا الشريعة مِن التراضي أو التقاضي، مُستَهْدِينَ بنحو قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «البَيِّنةُ على مَنِ ادَّعى واليَمِينُ على مَن أَنكَرَ» رواه الدارقطني؛ فقد رَسَمَت لنا الشريعةُ السَّمْحَة طُرُقَ المُطالَبَةِ بالحَقِّ وإثباته، أو نَفي الادِّعاءِ الباطل، وهذا ما يجب على المسلمين أن يَتمسَّكوا به دون سواه مِن الطُّرُق السيِّئة التي لا أصلَ لها في الشرع؛ فإن الشرع لم يَجعل إثباتَ التُّهَمِ مَنوطًا بغيرِ ما رَتَّبه طريقًا لإثباتِ ذلك مِن إقرارٍ أو بَيِّناتٍ أو نَحوِها.
ما هي البشعة؟
البشعة، إحدى الطرق التي كانت تستخدم قديما ومازال يتم استخدامها حتى الآن في قبائل البدو، لإصدار الحكم على المتهم ببراءته أو إدانته بعد استنفاذ جميع الأدلة، لإظهار الحقائق، وذلك عن طريق تلحيس النار للسان، وإذا حرقت النار لسان الشخص يكون كاذبا.
ويتكون جهاز البشعة من عصا من المعدن أو معلقة كبيرة توضع على الفحم لتسخينها حتى تصبح بلون الجمر، ثم يجتمع مجموعة من أهالي المنطقة وعلى رأسهم المبشع ثم يحضر المتهم بجريمة ليوضع على أقدم جهاز لكشف الكذب كما يعتقدون، انه أداة فاصلة بين الحق والباطل.
وبعد حرق لسان "المتهم"، يقوم بالمضمضة ثلاث مرات ثم يخرج لسانه حتى يتأكد الحاضرين أن لسانه سليم ثم يلحس المتهم "المعلقة الكبيرة" بعد تسخينها ثلاث مرات، وحال كان صادقا فلن يضره شيئا، فيما يخاف الكاذب عند تعرضه لهذا الجهاز ويعترف على الفور بجريمته.