«أوبك»: سوق النفط تواجه خطورة عالية بسبب نقص المعروض
قال الأمين العام الجديد لمنظمة "أوبك" إن أسواق النفط تواجه خطورة عالية تتمثل في أزمة معروض العام الجاري في ظل بقاء الطلب قوياً وتدهور القدرة الإنتاجية الفائضة.
وصف هيثم الغيص، الأمين الجديد لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ"، المخاوف بشأن تباطؤ الاستهلاك في الصين والعالم بشكل أوسع - والتي تسبّبت في هبوط الخام 16% الشهر الجاري - بأنها مبالغ فيها.
في الوقت نفسه، تنفد قدرة المنتجين في المنظمة على توفير إمدادات إضافية في السوق، حسبما صرح الغيص اليوم من مقر "أوبك" في فيينا. عُيّن الكويتي والتنفيذي في قطاع النفط أميناً عاماً للمنظمة الشهر الجاري.
قدرة إنتاجية نادرة
قال الغيص: "نحن نمرّ بمرحلة حرِجة، إذا جاز لي استخدام هذا التعبير، لأن القدرة الإنتاجية الفائضة تصبح نادرة. وهناك احتمالية قائمة لحدوث أزمة".
تراجعت أسعار النفط العالمية إلى ما يقرب من 90 دولاراً للبرميل نتيجة علامات على تباطؤ الاقتصاد في الصين - حيث انخفض استخدام الوقود خلال يوليو إلى أدنى مستوى له في عامين - فضلاً عن حالة فتور تسود موسم العطلات بالولايات المتحدة، ومع ذلك، لا يزال رئيس أوبك واثقاً من أن الطلب العالمي على النفط سيرتفع بنحو 3 ملايين برميل يومياً العام الجاري بدعم من انتعاش الصين بعد عمليات الإغلاق المرتبطة بـ"كوفيد".
أضاف: "لا تزال الصين مصدر نمو استثنائي. ونحن لم نشهد انفتاح الاقتصاد الصيني تماماً - لأن هناك سياسة صفر كوفيد صارمة - وأعتقد أنه سيكون لذلك تأثير عندما تعود الصين للنشاط بكامل طاقتها".
زيادة رمزية
فاجأ تحالف "أوبك+" المتداولين في وقت سابق من الشهر الجاري بالموافقة على زيادة إنتاج رمزية تبلغ 100 ألف برميل فقط يومياً على الرغم من الدعوات إلى مزيد من الإمدادات من قبل الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي قام برحلة تاريخية في يوليو إلى السعودية، قائدة التحالف.
أوضح التحالف الذي يضم 23 دولة، وهي مزيج من دول أعضاء في "أوبك" وغير أعضاء، أنه اضطر إلى إدارة احتياطياته "المحدودة للغاية" من الإنتاج "بحذر شديد". قال الغيص إن "أوبك" وشركاءها لديهم طاقة غير مستغلّة تتراوح بين مليونين وثلاثة ملايين برميل يومياً، أي نحو 3% من الإنتاج العالمي.
أشار الغيص إلى أن الأزمة نشأت من سنوات نتيجة انخفاض الاستثمار في قطاع النفط العالمي، سواء في تطوير إمدادات جديدة أو بناء المصافي وغيرها من البنية التحتية اللازمة لمعالجتها، قائلاً: "انخفاض الاستثمار المزمن لسنوات عديدة هو حقاً ما أوصلنا إلى ما نحن فيه الآن".
أيضاً قد تواجه الأسواق العالمية ضغوطاً مع سريان عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا العضوة في "أوبك+" بسبب غزوها لأوكرانيا في ديسمبر. ورغم الاضطرابات السياسية، أظهر التحالف حرصه على الحفاظ على العلاقات مع موسكو التي يرى الغيص أنها لعبت "دوراً هاماً" في استقرار الأسواق العالمية.
الإمدادات الإيرانية
تفاقمت خسائر النفط الأسبوع الجاري وسط المؤشرات على اقتراب إيران، العضوة في منظمة الدول المصدرة للنفط، من إحياء الاتفاق النووي، ما قد يخفف العقوبات الأميركية على تجارتها للنفط. ويمكن لطهران أن تضيف حوالي 1.3 مليون برميل يومياً في غضون ستة أشهر من الاتفاق، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.
مع ذلك، لا يزال الطلب العالمي جيداً بما يكفي لاستيعاب أي إمدادات إضافية من إيران، شريطة أن تتدفق للسوق بطريقة مسؤولة وتدريجية، وفق رئيس "أوبك".
قال الغيص إنه في ظل حالة عدم اليقين العالية، من السابق لأوانه تحديد ما سيقرره تحالف "أوبك+" عندما يجتمع في الخامس من سبتمبر. أضاف إن المجموعة، التي اجتمعت افتراضياً منذ بداية وباء كورونا أوائل 2020، تعتزم عقد اجتماع يتضمن حضوراً بمقر الانعقاد في فيينا خلال ديسمبر المقبل.
اختتم الغيص بالقول: "لقد أوضحنا مراراً وتكراراً سابقاً أننا مستعدون للقيام بما تقتضيه الأمور لكي نوفر ما يحتاجه السوق حقاً".