الجيش الأمريكي يزود مركباته القتالية بـ«رصاصات الضوء»
يخطط الجيش الأمريكي للبدء في تزويد وحدات مركبات المشاة الميكانيكية القتالية من طرازات "سترايكر" بأول تسليح قتالي بالليزر، أو فيما يطلق عليه "رصاصات الضوء"، في غضون أسابيع قليلة مقبلة، كما يعتزم المضي قدماً في مشروع لتركيب أجهزة تسليح الليزر القتالية على مركبات من طرازات أخرى.
ونقلت مجلة "بريكينج ديفينس" الأمريكية عن رئيس "مكتب القدرات العاجلة والتكنولوجيات الحرجة" RCCTO للجيش الأمريكي، الجنرال نيل ثورجوود، قوله إن أولى "بطاريات طاقة المناورة - الموجهة للدفاع الجوي قصيرة الأجل العاملة" DEM-SHORAD ستذهب إلى بطارية دفاع جوي في قاعدة "فورت سيل"، بولاية أوكلاهوما، في غضون الـ45 يوماً المقبلة.
وتعرف قاعدة "فورت سيل"، التي تقع على مساحة 378 كيلومترا مربعاً، بأنها موطن مدفعية الجيش الأميركي وتحتضن كليات المدفعية الميدانية ومدفعية الدفاع الجوي إلى جانب فرق ووحدات ولواءات المدفعية الميدانية، وكانت "فورت سيل" في السابق مهداً لسلاح الفرسان الأمريكي.
وتبين المجلة المعنية بالشؤون العسكرية أن برنامج DEM-SHORAD (ديم- شوراد)، الذي يعد واحداً من بين أبرز 35 برنامج تحديث يوليه الجيش الأمريكي أولوية قصوى، يستهدف تزويد مركبات "استرايكر" بأجهزة تسليح ليزري بقدرة 50 كيلو وات. وقد صمم لحماية الجنود من هجمات الطائرات المسيرة بدون طيار (المسيرات) التي تندرج ضمن الفئة الأولى (التي يزيد وزنها على 20 باونداً) وحتى الفئة الثالثة (التي يصل وزنها إلى 1320 باونداً)، إضافة إلى حمايتهم أيضاً من الصواريخ وقذائف الهاون والمدفعية.
وقال الجنرال ثورجود، أثناء حديثه أمام "منتدى الدفاع الصاروخي" الذي عقد أخيراً في هانتسفيل بولاية ألاباما، إن الجيش لا يزال أمامه الكثير ليتعلمه بشأن الطاقة الموجهة، لكن "التكتيكات والتقنيات والتدابير" TTPs تبقى هي نفسها في الغالب الأعم.
ولفت إلى أن "تكتيكات وتقنيات وتدابير إطلاق الليزر تحاكي في الغالب مثيلاتها عند إطلاق رصاصة"، قائلاً "كل ما هنالك أن الرصاصة مصنوعة من ضوء- تلك هي الاختلافات الوحيدة. إذ أن سلسلة القتل واحدة"، على حد وصفه.
وبيّن الجنرال ثورجوود أن منظومة DE M-SHORAD شاركت فعلياً في عمليتين بالدخيرة الحية؛ في الأولى تمكنت المنصة من "اقتفاء" طلقات هاون، لكنها لم تسقطها. وبعد ستة أشهر من العمل الإضافي، نجح برنامج "ديم شوراد" في دحر قذائف الهاون والتغلب عليها.
ولتحقيق حماية أفضل لوحدات المشاة الأصغر حجماً، فإن "مكتب القدرات العاجلة والتكنولوجيات الحرجة" RCCTO، أطلق أخيراً مشروعاً لتركيب جهاز تسليح ليزري بقوة 20 كيلو وات على مركبة فصيلة مشاة، وهي عربة صغيرة لنقل جند وبوسعها أن تحمل تسعة جنود. ومن المقرر أن يتم تسليم المشروع الجديد، الذي أطلق عليه "جهاز ليزر عالي الطاقة متعدد الأغراض للجيش" AMP-HEL، في العام المالي 2023.
وتقل قدرات تسليح الليزر بقدرة 20 كيلو وات لمشروع "أمب –هيل" كثيراً عن نظيره المثبت على مركبات "سترايكر"، كما أنه مضاد فقط للمنظومات الجوية المسيرة بدون طيار (المسيرات) من الفئتين الأولى والثانية. ويبقى الجنود في تلك الفصائل عرضة لهجمات الفئة الثالثة من المسيرات والصواريخ وقذائف المدفعية والهاون.
ويستثمر الجيش الأميركي مئات الملايين من الدولارات لمواجهة نظم الطيران الجوي المسيرة بدون طيار (المسيرات)، نظراً لما يمثله انتشار تلك النوعية من المسيرات زهيدة التكلفة من تهديدات خطيرة على الجنود والمنشآت في الخارج والداخل على حد سواء. وتشير المجلة المعنية بالشؤون العسكرية إلى أن الطائرات المسيرة برهنت أثناء صراعات خارجية خلال السنوات القليلة الماضية، مدى فعالياتها في توجيه ذخائرها ضد أهدافها، ومواقع المدفعية، فضلاً عن القيام بمهام استطلاعية.
وقد قدم الكونجرس للجيش الأمريكي، ضمن مخصصات العام المالي 2022، نحو 434 مليون دولار لدعم جهود مواجهة المنظومات الجوية المسيّرة، بزيادة 60 مليون دولار عمّا طلبه الجيش الأمريكى في موازنته.