ظهور «قمر القمح» واقترانات للكواكب وشهب البرشاويات ضمن الخريطة الفلكية في أغسطس
كشف أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والچيوفيزيقية الدكتور أشرف تادرس، تفاصيل اقترانات الكواكب وظهور القمر العملاق الثالث والأخير للعام الحالي 2022، وشهب البرشاويات، التي ينتظرها هواة الفلك في العالم التي تزين السماء، خلال شهر أغسطس الحالي.
وقال تادرس- في تصريح له اليوم /الثلاثاء/- إن مثلث الصيف المكون من النجوم الثلاثة اللامعة (النسر الطائر - النسر الواقع - ذنب الدجاجة) يظهر في السماء طوال شهر أغسطس عند دخول الليل وحتى الساعة الثالثة صباحا تقريبا.
وأضاف أن الكواكب الثلاثة (المريخ - المشترى - زحل) تظهر في السماء كذلك بعد منتصف الليل وحتى ظهور الشفق الصباحي حتى ما قبل نهاية الشهر، كما تتراءى مجموعة العقرب ومجموعة القوس (براد الشاي) باتجاه الجنوب عند دخول الليل طوال شهر أغسطس، بينما تبدأ مجموعة "الجبار الشهيرة" في الشروق في الثالثة صباحا تقريبا.
وأشار إلى اقتران كوكب عطارد مع نجم "قلب الأسد"، بعد غد /الخميس/، حيث نراهما متجاورين في السماء باتجاه الغرب لفترة قصيرة بعد غروب الشمس مباشرة وحتى الساعة السابعة و30 دقيقة مساء تقريبا.
وأوضح أن في 6 أغسطس يقترن كوكب الزهرة مع النجم "بولوكس" في برج الجوزاء، حيث نراهما متجاورين في السماء باتجاه الشرق الساعة الثالثة و45 دقيقة صباحا إلى أن يختفيا في ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
ولفت إلى أنه يوم 7 أغسطس سيقترن القمر مع النجم "أنتاريوس- قلب العقرب" المائل إلى الحمرة، حيث نراهما متجاورين في السماء باتجاه الغرب عند دخول الليل وحتى غروبهما عند منتصف الليل تقريبا.
وأضاف أن يومي 11 و12 أغسطس سيقترن القمر مع كوكب زحل، ونراهما متجاورين في السماء باتجاه الجنوب الشرقي عند دخول الليل وحتى ظهور الشفق الصباحي في اليوم التالي.
وأكد اكتمال القمر "بدر شهر المحرم" يوم 12 أغسطس، حيث يكتمل قرص القمر ويبلغ لمعانه 99.9% وهو القمر العملاق الثالث والأخير لهذا العام، حيث يكون القمر في منطقة الحضيض في مداره، وهي المنطقة القريبة من الأرض، لذلك يبدو حجمه أكبر قليلا وأكثر إشراقا من المعتاد.
وأوضح أن هذا القمر يعرف عند القبائل الأمريكية باسم (قمر الحفش)؛ لأن هذا الوقت من العام يسهل صيد سمك (الحفش) الكبير من البحيرات كما يعرف أيضا بقمر "القمح" أو "الذرة الخضراء".
وأضاف أن وقت اكتمال القمر هو أفضل وقت في الشهر لرصد التضاريس والفوهات البركانية والحفر النيزكية على سطح القمر باستخدام النظارات المعظمة والتلسكوبات الصغيرة.
وقال إن يومي 12 و13 أغسطس تضيء زخة شهب البرشاويات السماء وهي أفضل زخات الشهب السنوية التي ينتظرها هواة الفلك في جميع أنحاء العالم، حيث يصل عددها إلى 60 شهابا في الساعة عند الذروة، ولكن سيعمل ضوء القمر البدر هذا العام على حجب رؤية عدد كبير من الشهب خاصة الضعيف منها.
وأشار إلى أن هذه الشهب تأتي بفعل دخول بقايا مخلفات المذنب "Swift-Tuttle" الذي تم اكتشافه عام 1862، وتستمر دخول هذه المخلفات المسببة للشهب من 17 يوليو إلى 24 أغسطس، وتبلغ ذروتها هذا العام في ليلة 12 وفجر 13 أغسطس.
وأكد أن أفضل الظروف لمشاهدة زخات الشهب عموما يكون من مكان مظلم تماما بعيدا عن أضواء المدينة بعد منتصف الليل بشرط صفاء السماء وخلوها من الغبار والسحب.
وأشار إلى أن يوم 14 أغسطس سيكون كوكب زحل (جوهرة المجموعة الشمسية ذو الحلقات) في أفضل وضع له بالنسبة للأرض، حيث يضيء وجهه بالكامل بواسطة الشمس، ويكون أكثر إشراقا من أي وقت آخر في العام، وسيتراءى طوال الليل في ذلك اليوم.
وأوضح أنه يمكن رؤية كوكب زحل بالعين المجردة كنقطة لامعة في السماء، ولكن باستخدام التلسكوبات نستطيع مشاهدة وتصوير حلقات زحل وأقماره اللامعة.
ونوه إلى اقتران القمر مع كوكب المشترى (عملاق المجموعة الشمسية) يومي 14 و15 أغسطس، حيث نراهما متجاورين في السماء باتجاه الشرق الساعة التاسعة مساء تقريبا وحتى ظهور الشفق الصباحي في اليوم التالي، مع ملاحظة أن القمر سيكون عن يمين المشترى يوم 14 أغسطس ثم أسفل يسار المشترى يوم 15 أغسطس.
ولفت إلى أن يوم 17 أغسطس سيقترن كوكب الزهرة مع "الحشد النجمي خلية النحل- Beehive" في برج السرطان، ويمكن مشاهدة هذا الاقتران الساعة الرابعة و15 دقيقة صباحا حتى اختفاء المشهد في ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس، ولصعوبة رؤية الحشد النجمي خلية النحل بالعين المجردة لذا يتطلب الأمر إستخدام تلسكوب صغير.
وأشار إلى أن في يومي 19 و20 أغسطس يقترن القمر مع كوكب المريخ و"الحشد النجمي الأخوات السبع (الثريا)- Pleiades" في مشهد ثلاثي جميل عند منتصف الليل تقريبا ويظل بالسماء حتى ظهور الشفق الصباحي في اليوم التالي، مع ملاحظة أن القمر سيكون أعلى يمين المريخ يوم 19 أغسطس ثم أسفل يسار المريخ في 20 أغسطس.
وأضاف أن في 24 أغسطس سيقترن القمر مع النجم بولوكس في برج الجوزاء/ التوأم، حيث نراهما متجاورين في السماء باتجاه الشرق عند الساعة الثانية و45 دقيقة صباحا حتى ظهور الشفق الصباحي في اليوم التالي.
وأوضح أن في 25 أغسطس يقترن القمر مع كوكب الزهرة و"الحشد النجمي خلية النحل- Beehive" في برج السرطان لفترة قصيرة، حيث يمكن مشاهدة هذا الاقتران الساعة الرابعة و30 دقيقة صباحا إلى أن يختفي المشهد في ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس ولصعوبة رؤية الحشد النجمي خلية النحل بالعين المجردة لذا يتطلب الأمر استخدام تلسكوب صغير.
وقال إن في 27 أغسطس يظهر القمر الجديد (محاق شهر صفر)، حيث يشرق القمر مع الشمس ويغرب معها في ذلك اليوم، ويكون وجهه المضيء مواجها للشمس ووجهه المظلم أو ظله مواجها للأرض، لذلك لن يكون القمر مرئيا في السماء طوال الليل في ذلك اليوم، وتعتبر هذه الليلة هي أفضل الليالي خلال الشهر عموما، والتي يفضلها الفلكيون كثيرا، حيث يتم رصد الأجرام السماوية الخافتة مثل المجرات والحشود النجمية ونجوم الكوكبات البعيدة.
وأشار إلى أن كوكب عطارد يصل إلى أقصى استطالة شرقية له يوم 27 أغسطس تبلغ 27.3 درجة من الشمس، وهو أفضل وقت لمشاهدة عطارد وتصويره؛ لأنه سيكون في أعلى نقطة له فوق الأفق الغربي في سماء المساء بعد غروب الشمس مباشرة حتى غروبه في الساعة السابعة و20 دقيقة مساء تقريبا.
وأوضح أن القمر يقترن مع كوكب عطارد في 29 أغسطس، حيث نراهما متجاورين في السماء باتجاه الغرب بعد غروب الشمس مباشرة حتى غروب عطارد عند الساعة السابعة و20 دقيقة مساء تقريبا.
وأكد أن جميع مشاهدات الظواهر الفلكية ليس لها أي أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض باستثناء الظواهر النهارية مثل كسوف الشمس أو مرور كوكب عطارد أو الزهرة أمام قرص الشمس، حيث أن النظر إلى الشمس بالعين المجردة يضر العين كثيرا، أما باقي الظواهر الفلكية فتحدث ليلا أثناء غياب الشمس ومشاهدتها ممتعة ويحبها الهواة لمتابعتها وتصويرها بشرط صفاء الجو وخلو السماء من السحب والغبار وبخار الماء.