البرلمان العربي يدعو وسائل الإعلام إلى الاهتمام بقضايا الطفل في مناطق الصراعات
دعا البرلمان العربي، وسائل الإعلام بأنواعها المختلفة إلى إيلاء اهتمام خاص بالطفل العربي في مناطق الصراعات والأزمات، لاسيما وأن الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها هؤلاء الأطفال، تجعلهم فئة أولى بالاهتمام والرعاية، مشيراً إلى ما يجري في الأراضي اليمنية كنموذج صارخ في هذا الشأن.
جاء ذلك في كلمة رئيس لجنة الشؤون الاقتصادية والمالية بالبرلمان العربي إنصاف مايو، والتي ألقاها باسم البرلمان أمام المؤتمر الذي نظمه المجلس العربي للطفولة والتنمية بمناسبة إطلاق دليل "تصحيح المصطلحات والصور الخطأ المتداولة حول الأطفال في وسائل الإعلام العربية"، والذي عقد بالقاهرة، بحضور الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية، ورئيس برنامج الخليج العربي للتنمية، وعدد من الوزراء وكبار المسئولين.
وأشار مايو، في هذا السياق، إلى الانتهاكات الجسيمة وغير الإنسانية التي تقوم بها مليشيا الحوثي الانقلابية بحق أطفال اليمن الأبرياء، من خلال تجنيدهم وإشراكهم في الصراع المسلح، واستخدامهم كدروع بشرية وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية، فضلاً عن خلق حالة من الخوف الدائم لدى الأطفال، وتهجير الآلاف منهم بشكل قسري، مما يفاقم من معاناتهم الإنسانية بشكل يومي على مرأى ومسمع من العالم أجمع.
وقال إن تنظيم هذا المؤتمر تحت شعار "إعلام صديق للطفولة"، يأتي في توقيت نحتاج فيه إلى ضبط اللغة المتداولة في وسائل الإعلام خاصة فيما يتعلق بقضايا الطفل العربي، وذلك انطلاقاً من الأهمية المحورية التي يمثلها الإعلام في إعداد وتأهيل النشء الصغير، الذي يمثل عماد مستقبل أمتنا العربية، مؤكداً ضرورة الابتعاد عن الصورة النمطية السلبية عن حقوق الطفل، التي ترسخت لسنوات عديدة وتجاوزتها تطورات الواقع المعاصر، كما دعا إلى إتاحة الفرصة للطفل العربي بأن يكون له دور فاعل في إنتاج المحتوى الإعلامي الخاص به، ومراعاة حقه في إبداء رأيه بشأن هذا المحتوى والاستماع إلى صوته.
وأكد مايو أن البرلمان العربي يولي اهتماماً كبيراً بالطفل وقضاياه، ويحرص على دعم كافة الجهود التي تسهم في تحسين حاضره، ورسم مستقبل أفضل له، ويأتي ذلك في إطار حرص البرلمان العربي على بناء الإنسان العربي، وتشكيل وعيه ووجدانه، إدراكا منه بأن ذلك يبدأ من التنشئة السليمة للطفل العربي.
وأعرب عن ثقته في أن دليل "تصحيح المصطلحات والصور الخطأ المتداولة حول الأطفال في وسائل الإعلام العربية"، سيكون له دور محوري في توجيه بوصلة الأداء الإعلامي إلى الطريق الصحيح خاصة فيما يتعلق بقضايا الطفل العربي، داعيا إلى الاعتماد على هذا الدليل النوعي وغير المسبوق في إعداد "مدونة سلوك إعلامي داعمة لحقوق وقضايا الطفل العربي"، كمبادرة مكملة لهذا الدليل، تساعد في تحقيق الهدف المنشود منه، وهو الوصول إلى إعلام صديق للطفولة، على نحو يسهم بشكل فاعل في خلق جيل عربي واعٍ ومستنير، ومخلص لوطنه ومشارك في النهوض به.