خطبة عرفة: البعد عن كل ما يؤدي للتنافر والبغضاء من قيم الإسلام
أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عضو هيئة كبار العلماء، الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، أن من قيم الإسلام البعد عن كل ما يؤدي إلى التنافر والبغضاء والفرقة، وأن يسود التعاملات التواد والتراحم.
وقال العيسى، في مستهل خطبة عرفة التي ألقاها، اليوم الجمعة، في مسجد نمرة بمشعر عرفات: "يا أيها المسلمون في كل مكان اتقوا الله تنالوا الفوز والنجاة والسعادة دنيا وآخرة".
وأوصى العيسى، حجاج بيت الله ونفسه والمسلمين في كل مكان، بتقوى الله تعالى فإنها خير الزاد، وقال " اعلموا عباد الله أن من المسارعة في الخير الحرص على امتثال قيم الإسلام التي صاغت سلوك المسلم فهذبته خير تهذيب، وكان بها نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم على ما وصفه ربه جل وعلا : ( وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ) وهو عليه الصلاة والسلام القائل: (( إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً)).
وأضاف: "أن حسن الخلق قيمة مشتركة بين الناس كافة، وسلوك رشيد للمجتمع، وأن قيم الإسلام البعد عن كل ما هو متنافر ويحث على الفرقة، ويجب التصدي للمفاهيم المغلوطة عن الإسلام، فالإسلام روح جامعة، ونبيه الكريم هو القائد".
وأوصى حجاج بيت الله الحرام بتقوى الله - عز وجل - وأن نكون مستجيبين لما دعا الله إليه من التوحيد بإفراده بالعبادة وعدم صرف شيء من العبادات لغيره.
ودعا العيسى، المسلمين إلى أغتنام فرصة هذا الموسم العظيم يوم عرفة الذي نزل فيه قوله تعالى (الۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ )، والذي قال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة وأن الله ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة)) فأكثروا من الدعاء فإن الله قد وعدكم بإجابة دعواتكم قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) وقال: ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَان ).