واشنطن ترجح مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة بشكل «غير متعمد» من موقع إسرائيلي
قالت الخارجية الأميركية، إن فحص الرصاصة التي قتلت الصحافية الفلسطينية الأميركية شيرين أبو عاقلة "لا يتيح استخلاص نتائج نهائية"، مشيرة في بيان إلى أن الرصاصة التي سلمتها السلطة الفلسطينية لخبراء أميركيين قبل يومين "تضررت بشدة بشكل يمنع الوصول لنتيجة قاطعة".
وأوضح البيان، أن المنسق الأمني الأميركي خلص إلى أن إطلاق النار من مواقع القوات الإسرائيلية، "هو المسؤول على الأرجح عن قتل شيرين أبو عاقلة"، مضيفاً "لكن ما من سبب يؤكد أنه إطلاق نار متعمد".
ونددت عائلة الصحافية الفلسطينية-الأميركية بنتائج التحقيق قائلة في بيان "بالنسبة لإعلان وزارة الخارجية الأميركية اليوم 4 يوليو، بأن الاختبار الذي أجري للرصاصة التي قتلت شيرين أبو عاقلة، وهي مواطنة أميركية، لم يكن حاسما بشأن مصدر السلاح الناري الذي أطلقت منه، لا يسعنا أن نصدق الأمر".
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس أن "خبراء بالستيين خلصوا إلى أن الرصاصة تعرضت للضرر بشكل كبير، وهو ما حال دون التوصل إلى استنتاج نهائي"، بعد "تحليل جنائي شديد التفصيل" بمشاركة خبراء من الخارج.
واتّهمت السلطة الفلسطينية وقناة الجزيرة اسرائيل بقتل ابو عاقلة في 11 مايو، خلال مداهمة القوات الاسرائيلية منزل احد المطلوبين في جوار مخيم جنين.
وقُتِلت أبو عاقلة التي كانت تعمل لدى قناة "الجزيرة" القطريّة، منذ 25 عاما إثر إصابتها برصاصة في الرأس أثناء تغطيتها عمليّة عسكريّة إسرائيليّة عند أطراف مخيّم جنين شمال الضفّة الغربيّة.
وقال المنسّق الأمني الأميركي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، إن الطرفين أتاحا الاطلاع الكامل على تحقيقاتهما الخاصة في الأسابيع الأخيرة.
وأعلنت الخارجية الأميركية أنه بناء على نتائج التحقيقين "خلص المنسق الأمني الأميركي إلى أنه من المرجح أن تكون أبو عاقلة قتلت بإطلاق نار من موقع للجيش الإسرائيلي".
وشددت على أن "المنسق الأمني الأميركي لم يجد ما يدعو إلى الاعتقاد بأن الأمر متعمد بل جاء نتيجة ظروف مأسوية خلال عملية للجيش الإسرائيلي ضد فصائل تابعة لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني".
والإثنين جاء في بيان للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بالعربية أفيخاي أدرعي: "تم إخضاع الرصاصة لاختبار بالستي في مختبر الطب الشرعي بحضور هيئات مهنية إسرائيلية وممثلين محترفين عن USSC (المنسق الأمني الأميركي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية)، من أجل تحديد السلاح الذي أطلقت منه. تم إجراء الاختبار في إسرائيل بحضور ممثلين عن USSC في كافة مراحله".
وفي بيان نادر صدر في يوم العيد الوطني الأميركي في الرابع من يوليو، شددت الخارجة الأميركية على أن الولايات المتحدة "تواصل التشجيع على التعاون بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في هذه القضية الهامة وتقدّم مجددا أصدق التعازي لعائلة أبو عاقلة".
بدوره، أعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ في تغريدة أن "حكومة الاحتلال تتحمل مسؤولية اغتيال شيرين أبو عاقلة وسنستكمل اجراءاتنا امام المحاكم الدولية، ولن نسمح بمحاولات حجب الحقيقة او الاشارات الخجولة في توجيه الاتهام لإسرائيل".
وقال النائب العام اكرم الخطيب في بيان: "ما صرح به الجانب الامريكي بشأن نتائج الفحص الفني من وجود أضرار بالغة في المقذوف الناري حالت دون التوصل الى نتيجة واضحة بشانه، فإن النيابة العامة تؤكد عدم صحة ذلك وتستغرب ما ورد في البيان كون ان التقارير الفنية الموجودة لدينا تؤكد ان الحالة التي عليها المقذوف الناري قابلة للمطابقة مع السلاح المستخدم".
واضاف البيان: "من غير المقبول ما ورد من تصريح الجانب الامريكي بعدم وجود أسباب تشير إلى أن الاستهداف كان متعمداً، سيما وأنهم كانوا على اطلاع بمجمل تحقيقات النيابة العامة التي أكدت مسألة التعمد في القتل".
وفي 24 يونيو، خلصت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، إلى أن الصحفية الفلسطينية قُتلت بنيران القوات الاسرائيلية، فيما استبعد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس أن يكون العيار الناري الذي أصابها متعمّدا معتبراً أن التحقيق الأممي "لا أساس له".