وزيرة التجارة: مصر قادرة على تجاوز تحديات ارتفاع أسعار السلع في السوق العالمية
أكدت وزيرة التجارة والصناعة نيفين جامع أن مصر استطاعت الصمود أمام التداعيات الاقتصادية العالمية التي خلفتها العديد من الأزمات الدولية، وحققت معدلات نمو إيجابية تخطت 6 % بفضل برنامج الإصلاحات الهيكلية، الذي استهدف ثلاث قطاعات إنتاجية؛ وهي الصناعة، والزراعة، والاتصالات، مشيرة إلى أن مصر قادرة أيضا على تجاوز تحديات ارتفاع أسعار السلع في السوق العالمي، خاصة الاستراتيجية منها مثل القمح والبترول.
وأوضحت جامع، في حوار لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط لدى الجزائر، أن الصادرات المصرية السلعية غير النفطية سجلت أعلى قيمة لها في تاريخها بقيمة أكثر من 32 مليار دولار خلال العام الماضي بمعدل نمو بلغ 27 %، وهو ما يعد بمثابة إنجاز نتيجة للسياسات التي اتخذتها الحكومة المصرية لدعم الصناعة الوطنية.
وعن التيسيرات المقدمة للمستثمرين من قبل وزارة التجارة والصناعة، أشارت الوزيرة نيفين جامع إلى هناك العديد من التيسيرات المستحدثة؛ من بينها تحديد مدة الحصول على التراخيص الصناعية، بحيث لا تتعدى 20 يوما بعد أن كانت تستغرق الكثير من الوقت، وكذلك استحداث "الرخصة الذهبية" والتي تعفي الحصول كافة الموافقات والتراخيص الأخرى، ويتم منحها لبعض المشروعات في مناطق معينة كالمدن الجديدة الذكية على غرار العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة أو أي مشروعات أخرى ترى الدولة أنها ذات أهمية وتساهم في نمو الاقتصاد المصري.
وأضافت أن هناك تيسيرات أخرى متعلقة بالاستحواذ على الأراضي سواء بحق الانتفاع أو بالإيجار، الذي ينتهي بالتملك، مؤكدة أنه تم وضع كافة التسهيلات التي كان يرغب بها المستثمر في الحصول عليها للوصول إلى بيئة جاذبة بالفعل للاستثمار.
ونوهت وزيرة التجارة والصناعة إلى أن هناك تسهيلات لوجستية لتحسين بيئة الاستثمار ومناخ الأعمال، حيث تم إنشاء عدد من المجمعات الصناعية الجديدة، وتطوير المناطق الصناعية، وربط الأنشطة الإنتاجية المستهدفة بها بالمشروعات القومية التي أطلقتها الدولة في القطاعات الهندسية والمعدنية، والتشييد والبناء، والكيماويات، والصناعات الغذائية والدوائية.
وفي مجال تعزيز التجارة الخارجية المصرية، أوضحت نيفين جامع أن الأزمة الاقتصادية تعد فرصة كبيرة للدول العربية للتكامل، وأن تبدأ في تنمية الموارد مع تقليل الواردات، وأن يكون هناك تنسيقا يعود بالنفع على الجميع.
وحول ما أسفرت عنه اللجنة المصرية الجزائرية العليا المشتركة، والتي انعقدت أول أمس الأربعاء، واختتمت أعمالها بإطلاق منتدى رجال الأعمال المصري الجزائري أمس الخميس، أشارت وزيرة التجارة والصناعة إلى أن هذه اللجنة التي استأنفت مهامها منذ عام 2014، شهدت توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في العديد من مجالات التعاون.
وفي مجالات التعاون الصناعي والاقتصادي والتجاري بين مصر والجزائر، قالت وزيرة التجارة والصناعة إنه في مجال التجارة والصناعة، تم التوقيع على 3 اتفاقيات؛ من بينها اتفاقية خاصة بالجانب الصناعي حول تبادل الخبرات في المناطق والمجمعات الصناعية، وأخرى في مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ومذكرة تفاهم ثالثة حول تدعيم معدلات التبادل التجاري بين البلدين.
وتابعت أنه تم الاتفاق مع وزير الصناعة الجزائري أحمد زغدار على دعوته إلى زيارة مصر لرؤية هذه المناطق والمجمعات الصناعية، والاستفادة من التجربة المصرية في هذا الشأن، والاتفاق مع وزير الدولة الجزائري المكلف بالمشروعات المصغرة نسيم ضيافات على تكثيف التعاون في مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
واستطردت قائلة " إنه تم تعظيم العمل على زيادة معدلات التبادل التجاري بين البلدين، ودراسة المعوقات لزيادة الصادرات والواردات بين الدولتين لتحقيق التكافؤ في الميزان التجاري، وألا يكون على حساب طرف ضد الآخر ".
وأضافت أن الزيارة الرسمية التي ترأسها رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي إلى الجزائر كانت ناجحة وموفقة، مشيرة إلى تعليمات رئيس الوزراء بضرورة وضع كل ما تم الاتفاق عليه، خلال هذه الزيارة، في برنامج زمني محدد حتى لا تكون مجرد اتفاقيات موقعة، يتم تنفيذها على أرض الواقع.
واستطردت وزيرة التجارة والصناعة نيفين جامع قائلة "إن ملف المشروعات الصغيرة والمتوسطة يعد من الملفات الهامة في مسيرتها الوظيفية"، معربة عن استعدادها لنقل هذه الخبرات لكثير من البلدان العربية وتبادل المشورة معها في هذا الأمر، خاصة أن مصر لديها قانون خاص لتنمية قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ولديها جهاز يتبع رئيس مجلس الوزراء؛ مسئول عن تنمية هذا القطاع، الذي يتم تقديم من خلاله خدمات مالية وغير مالية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وأيضا في مجال ريادة الأعمال.