ليتوانيا: أوروبا جاهزة لإمداد دول البلطيق بالطاقة حال انقطاع الشبكة الروسية
كشفت ثلاثة مصادر مطلعة في الحكومة الليتوانية اليوم الجمعة، أن مشغلي الشبكات الأوروبية مستعدون للتنفيذ الفوري لخطة طويلة الأجل لإدخال دول البلطيق التي تعتمد على الشبكة الروسية في نظام الاتحاد الأوروبي حال قطعت موسكو إمدادات الطاقة عن هذه الدول.
وذكرت شبكة راديو وتليفزيون ليتوانيا أن القلق يتصاعد بشأن الاعتماد على روسيا في أي شكل من أشكال الطاقة في جميع أنحاء أوروبا بسبب التخفيضات في إمدادات الغاز الروسي لبعض الدول في أعقاب دخل موسكو في أوكرانيا، كما أن دول البلطيق متوترة لأن ليتوانيا اشتبكت مع روسيا لمنع وصول البضائع إلى جيب كالينينجراد التابع لروسيا.
وتعتمد دول البلطيق "إستونيا ولاتفيا وليتوانيا" على روسيا لضمان استقرار إمدادات الطاقة وذلك بعد مرور ثلاثين عامًا من الانفصال عن الاتحاد السوفيتي السابق و17 عامًا على الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ولدى دول البلطيق خطة طويلة الأمد لتصبح جزءًا من الشبكة الأوروبية اللامركزية لشبكات الطاقة والمعروفة باسم ENTSO-E بحلول عام 2025.
وقالت المصادر إن ذلك يمكن تنفيذه على الفور إذا لزم الأمر بموجب خطط الطوارئ التي وضعتها ENTSO-E لمثل هذا الاحتمال.
وفي مارس الماضي، ربط الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا شبكتيهما -قبل سنوات مما كان مخططا له- ما مكّن أوكرانيا من تلقي طاقة الطوارئ من أوروبا إذا تسببت الهجمات العسكرية الروسية في انقطاع التيار الكهربائي.
ومن ناحية أخرى، لن تنفصل دول البلطيق عن الشبكة الروسية إلا في عام 2025، بعد الانتهاء من الاستثمار المدعوم بـ 1.6 مليار يورو من تمويل الاتحاد الأوروبي لتحديث بنيتها التحتية.
وقالت المصادر إن دول البلطيق ستكون قادرة بالفعل على التأقلم إذا كان عليها ذلك كما أن الشبكات ستعمل بطريقة مستقرة لكن الافتقار إلى تحديث البنية التحتية قد يعني ارتفاع أسعار الكهرباء.
وكانت ليتوانيا قد قامت العام الماضي بتركيب واختبار المعدات بنجاح لربط شبكة كهرباء البلطيق مع بولندا عضو ENTSO-E.
وقال متحدث باسم شركة "ليتجريد" التي تدير الشبكة الليتوانية، إن الاختبار الذي أُجري العام الماضي أظهر أنه "في حالة الطوارئ، ستتلقى دول البلطيق المساعدة وتكون قادرة على الاتصال بشبكات أوروبا القارية".
وأضاف المتحدث: "ننسق مع الشركاء الإقليميين ومستعدون لضمان إمدادات طاقة موثوقة في جميع السيناريوهات".
كما أن إزالة دول البلطيق من الشبكة الإقليمية سيؤدي أيضًا إلى قطع منطقة كالينينجراد الروسية المحصورة بين ليتوانيا وبولندا وبحر البلطيق، ما يعني أنه سيتعين عليها تشغيل الشبكة بشكل مستقل، ومع ذلك قالت روسيا إنها ملتزمة بتنفيذ عقود إمدادات الطاقة الخاصة بها.