قتيلة بالصدفة.. شيماء خرجت لشراء الطعام فعادت جثة
شهدت منطقة بولاق الدكرور، مشاجرة عنيفة بين مجموعة من الخارجين عن القانون، مما بث الفزع والرعب في نفوس أهالي المنطقة، وأسفرت الواقعة عن سقوط فتاة قتيلة بعدما أصابتها إحدى الطلقات الطائشة.
منتصف ليل الإثنين الماضي طلبت شيماء صاحبة الـ12 عاما من والدتها السماح بالنزول لشراء وجبة طعام من أحد المحال القريبة من المنزل، وأمام إصرار الفتاة وافقت الأم على أن تصطحب شقيقها الأصغر معها.
بمجرد خروج الطفلة الى الشارع دارت معركة بالأسلحة النارية بين عدد من الخارجين عن القانون، وخشي الجميع على أنفسهم وأغلقوا النوافذ، وحاولت الضحية وشقيقها العودة إلى منزلهما إلا أن الرصاص كان أسرع في الوصول إلى جسدها واختراق رقبتها الصغيرة، بينما استقرت رصاصة أخرى بصدرها فتحول جسد الطفلة في لحظات إلى اللون الأحمر وسقطت على الأرض وجهها تغرقه الدماء وتشوه وجهها البريء نتيجة الطلقات الغادرة.
استنجد شقيق الطفلة بأحد الشباب لنجدتها لكن تلك المحاولة انتهت بالفشل وفارقت الطفلة الحياة.
أمام المنزل المتواضع افترشت الأم الأرض وأحاطت بها جميع سيدات الحي الشعبي اللاتي اتشحن بالسواد حزنًا على الطفلة، وسيطرت على الأم حالة من الصمت كانت تتخلله لحظات من الصرخات دون كلمات مفهومة وإشارات عشوائية يعقبها صمت جديد.
خالة الطفلة الضحية قالت إن ابنة شقيقتها لم يكن لها ذنب فيما حدث فهي طفلة خرجت للحصول على طعام رغبت به فما ذنبها تدفع حياتها ثمنًا لمشاجرة بين تجار مخدرات لم يأبهوا بحياة أهالي المنطقة وأخذوا يتبادلون إطلاق الأعيرة النارية والتراشق بالزجاجات الفارغة.
وتحدثت خالة الطفلة نيابة عن والدة الطفلة الضحية كونها من ذوي الهمم لا تتحدث أو تسمع، قائلة: «شيماء عندها 12 سنة ولسه طالعة أولى إعدادي، خرجت تشتري أكل لكن كان في خناقة بين تجار مخدرات، وانضربت اكتر من طلقة».
وكشفت التحقيقات أن الطفلة الضحية تدعى شيماء تبلغ من العمر 12 عاما وأن والديها من الصم والبكم، ووقت الحادث كانت متواجدة بالشارع لشراء الطعام، وتصادف مرورها بمكان المشاجرة فأصابتها طلقة طائشة وحاول الأهالي إنقاذها ونقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج لكنها فارقت الحياة متأثرة بإصابتها.
تفاصيل تلك الواقعة المأساوية كما دونتها سجلات ضباط مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور بمديرية أمن الجيزة كانت بتلقي الرائد محمد طبلية رئيس وحدة المباحث إشارة من غرفة عمليات النجدة مفادها نشوب مشاجرة ووجود جثة فتاة وسط الشارع بمنطقة أرض اللواء بدائرة القسم.
وبالانتقال والفحص تبين العثور على جثة "بسنت" المعروفة باسم "شيماء" وسط أهالي المنطقة، طالبة في منتصف العقد الثاني من عمرها مصابة بطلق ناري.
بإجراء التحريات وسؤال أهلية المتوفاة أفادوا بأنه أثناء خروج المجني عليها لشراء بعض الطعام تصادف مرورها بالشارع الذي كان يتشاجر به بعض الأشخاص بالأسلحة النارية وزجاجات المياه الغازية وخلال ذلك لقيت مصرعها بطلق ناري من المشاجرة، جرى نقل الجثة إلى ثلاجة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة.
وتمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة من ضبط الجناة طرفي المشاجرة، وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة وتولت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
وصرحت النيابة بدفن جثة الطالبة عقب بيان الصفة التشريحية وإعداد تقرير طبي واف عن كيفية وأسباب الوفاة وأمرت النيابة بتسليم جثمان الفتاة لذويها، كما تحفظت النيابة على الفيديوهات التي ترصد لحظة مقتل الطفلة وطلبت النيابة تحريات المباحث التكميلية حول الواقعة، كما أمرت بضبط وإحضار آخرين متورطين في ارتكاب الجريمة.