الاتحاد الأوروبي يستهدف خفض استخدام المبيدات الحشرية للنصف في 2030
يلتزم الاتحاد الأوروبي بخطة لخفض استخدام المبيدات الحشرية إلى النصف بحلول عام 2030، حتى في ظل تعرض الزراعة لضغوط تتمثل في النقص الذي تسببت به تكتيكات روسيا في حربها ضد أوكرانيا.
اقترحت المفوضية الأوروبية، اليوم الأربعاء، استخدام أهداف ملزمة قانوناً لتحقيق خطتها، والتي لا تصل إلى حد الحظر الشامل للمبيدات الحشرية، وتركز بدلاً من ذلك على المنتجات العضوية والبدائل الأخرى. ستحظر الخطة استخدام المبيدات في الأماكن العامة وحول بعض المرافق مثل المدارس والمستشفيات.
قالت ستيلا كيرياكيدس، مفوضة الصحة بالاتحاد الأوروبي: "سوف نستبدل المبيدات الكيماوية ببدائل آمنة. سيتم دعم المزارعين بالكامل بإمكانيات تمويل غير مسبوقة من الاتحاد الأوروبي لتغطية تكلفة هذا التحوّل".
يعد ذلك أول تشريع ينبثق عن خطة الاتحاد الأوروبي للأغذية المستدامة، والتي تهدف إلى تقليل التأثير البيئي للزراعة، وستضع القواعد الجديدة في الاعتبار التقدم التاريخي والاستخدام الوطني للمبيدات الحشرية لكل دولة من الدول الأعضاء، فيما يتعلق بتحديد الأهداف الوطنية. وستتم تغطية تكلفة التحوّل إلى القواعد الجديدة للمزارعين من قبل الاتحاد لمدة خمس سنوات على الأقل بموجب السياسة الزراعية المشتركة، وفقاً للخطة الصادرة عن الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي.
تواجه الحكومات تحدياً في ظل اقتراب أسعار المواد الغذائية من مستويات قياسية، حيث أدت الحرب في أوكرانيا إلى تعطيل التجارة، ما دفع إلى تزايد حالات الجوع وتفاقم أزمة تكلفة المعيشة. وأجّل الاتحاد الأوروبي التوجيهات بشأن المبيدات، والتي كان من المقرر تنفيذها في الربع الأول من العام الجاري. وسيتعين الموافقة على الخطة من قبل البرلمان الأوروبي والدول الأعضاء قبل أن تدخل حيز التنفيذ، وهي قابلة للتغيير أو التخفيف خلال مناقشتها.
تقلص الآفات والأمراض إنتاج المحاصيل بنسبة 20% إلى 40% على مستوى العالم، وفقاً لمؤسسة "كابي" (CABI)، غير الربحية التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها، وهي منظمة متخصصة في الأبحاث الزراعية. ولكن مع زيادة مقاومة الحشرات لمبيدات الآفات، يعتمد المزارعون على المزيد من المواد الكيميائية، ما يثير مخاوف بشأن تأثيرها على الحياة البرية وصحة الإنسان. وتواجه 50% من الأراضي المزروعة بمحاصيل في الاتحاد الأوروبي المعتمدة على المخصبات بالفعل نقصاً في التلقيح، وفقاً للمفوضية.
صرحت وكالة حماية البيئة الأميركية مؤخراً أن بعض المبيدات الحشرية شائعة الاستخدام من المحتمل أن تكون ضارة لآلاف الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض، في حين أن مبيد الحشرات للأعشاب "راوندآب" الذي تنتجه شركة "بايير إيه جي" ( Bayer AG) أصبح محل مساءلة بسبب عشرات الآلاف من الدعاوى القضائية التي تزعم أنه يسبب السرطان، وهو الأمر الذي تنفيه الشركة.
وقال فيليب ميتكو، رئيس مؤسسة "كوسيرال" (Coceral)، وهي جمعية تمثل التجارة الزراعية، إن متطلبات الحدّ من استخدام الأسمدة والمبيدات الحشرية يمكن أن تقلل من إنتاجية القمح في الاتحاد الأوروبي بنحو 15% بحلول عام 2030، والذي سيحوّل الاتحاد إلى مستورد للحبوب بشكل كامل.
وصف مسؤولو الاتحاد الأوروبي التغييرات بأنها طموحة، لكنها ستكون تدريجية وفعّالة. وسيقدم الاتحاد سبل التوجيه والتدريب والدعم، لكن الأمر متروك للدول الأعضاء لتحديد أهدافها الوطنية وتنفيذها.
وشدّد المسؤولون على أن الخطة لن تُعرّض إنتاج الغذاء في القارة للخطر، مشيرين إلى أنه لا يوجد بديل للتدخل لأن تراجع عمليات التلقيح الذي تسببه المبيدات يمثل تهديداً خطيراً للإمدادات الغذائية على المدى الطويل.
بشكل منفصل، اعتمدت اللجنة مقترحات لاستعادة النظم البيئية المتضررة مثل الأراضي الرطبة والأنهار والغابات والبيئات الحضرية، بحلول عام 2050 لمنع أسوأ آثار لتغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي، ما يستهدف تغطية ما لا يقل عن 20% من مناطق الكتلة البرية والبحرية بحلول عام 2030.