بعد انضمام مصر.. أهداف مبادرة «التعهد العالمي للميثان» والتزامات الدول المشاركة بها
يُعبر إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي انضمام مصر إلى مبادرة "التعهد العالمي للميثان"، عن سعي مصر الجاد في خفض انبعاثات قطاع البترول، بالاعتماد على الخبرات والتمويل الذي توفره المبادرة، والتعاون مع الشركاء الدوليين في ذلك الشأن، لتفتح مصر آفاقًا جديدة في طريق تعاونها مع دول العالم في مكافحة عوامل تغير المناخ، وتقليل الانبعاثات الكربونية، لما لها من خطورة على ارتفاع درجة حرارة الأرض فوق المعدل الآمن، مما يهدد البيئة ومواردها وحياة الإنسان.
جاء ذلك، خلال حديث الرئيس السيسي، عبر الفيديو كونفرانس، في قمة منتدى الاقتصاديات الكبرى حول الطاقة وتغير المناخ، أمس الجمعة، وذلك تحت رعاية الرئيس الأمريكي جو بايدن، ومشاركة بعض رؤساء الدول والحكومات، وسكرتير عام الأمم المتحدة.
ما مبادرة "التعهد العالمي للميثان"؟
تعتبر مبادرة "التعهد العالمي للميثان" من أبرز المعاهدات التي تستهدف تقليل انبعاثات غاز الميثان، لما له من خطورة على زيادة معدلات الاحتباس الحراري، مما يزيد من وتيرة التغيرات المناخية ومستوى التلوث البيئي، ويسبب أضرار بالغة لموارد الدول، لاسيما النامية منها.
وأطلقت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، في نوفمبر 2021، مبادرة "التعهد العالمي للميثان"، بسبب تزايد انبعاثات غاز الميثان على المستوى العالمي، وما يشكله ذلك من خطورة على كوكب الأرض، لتصبح تلك المبادرة بمثابة منصة تتخذ الدول المعنية من خلالها خطوات لتقليل انبعاثات الميثان.
دول المبادرة
ووقع على مبادرة "التعهد العالمي للميثان" أكثر من 100 دولة، تُمثل 70٪ من الاقتصاد العالمي، وما يقرب من نصف انبعاثات غاز الميثان المسبب له الإنسان، مثل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وإندونيسيا وباكستان والأرجنتين والمكسيك ونيجيريا والعراق وفيتنام وكندا.
كما تمثل الدول المنضمة للتعهد العالمي بشأن الميثان جميع مناطق العالم وتضم ممثلين من الدول المتقدمة والنامية.
وقبل إعلان الرئيس السيسي انضمام مصر إلى مبادرة "التعهد العالمي للميثان"، شملت قائمة الدول المنضمة للمبادرة 9 دول عربية، وهي السعودية، والإمارات، والكويت، وجيبوتي، والعراق، والأردن، والمغرب، وليبيا، وتونس.
هدف المبادرة
وتهدف المبادرة إلى الحفاظ على معدل ارتفاع درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية، وهو أحد أهداف مؤتمر باريس بشأن المناخ 2015، وتحدث الرئيس السيسي عن ضرورة تحقيقه، لما يسببه ارتفاع درجات الحرارة من خطورة على الحياة، إذ يترتب عليه ارتفاع مستوى سطح البحر مما يهدد المدن التي تطل على السواحل، بخلاف الأضرار التي يسببها لطبقة الأوزون، نتيجة زيادة معدلات الاحتباس الحراري.
وتلتزم الدول المنضمة إلى التعهد العالمي بشأن الميثان، بالحد من انبعاثات الميثان العالمية بنسبة 30% على الأقل من مستويات 2020 بحلول عام 2030، كي تتم السيطرة على خطورته والمحافظة على درجة حرارة الأرض عند مستويات آمنة.
خطورة التغيرات المناخية
يوضح الدكتور علي قطب، أستاذ المناخ في جامعة الزقازيق ونائب رئيس هيئة الأرصاد السابق، في تصريحات إلى موقع “مستقبل وطن نيوز”، خطورة التغيرات المناخية التي يسببها زيادة انبعثات غاز الميثان، مما يزيد من ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض ليمثل خطورة على الإنسان.
وقال قطب، إن التغيرات المناخية، تتمثل في حدوث ظواهر جوية متباينة، وتلوث بيئي، وكوارث طبيعية، بخلاف ارتفاع منسوب مياه البحر، وغرق العديد من المدن المطلة على السواحل، وذوبان الجليد في القطب الشمالي.
وأضاف، أن استمرار دول العالم في زيادة نسب الانبعاثات الكربونية المسببة للتغير المناخي سيؤدي إلى المزيد من التطرف في الظواهر الجوية، لذلك اجتمعت دول العالم في مؤتمر باريس للمناخ عام 2015، وأوصى المؤتمر بتخفيض معدل ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية.
وشدد قطب، أن على الدول الصناعية الكبرى المصدرة للانبعاثات الكربونية مثل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا واليابان أن تخفض نسب الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2050، بالإضافة إلى دفع 100 مليار دولار سنويًا للدول المتضررة من الانبعاثات الكربونية في إفريقيا وآسيا، لأن دول القارتين هي الأكثر تضررًا من الانبعاثات الكربونية، وتغير المناخ.