بعد الشراكة مع أمريكا.. مصر صوت إفريقيا في قضية التغيرات المناخية
تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسي عن تدشين شراكة مع الولايات المتحدة لمواجهة تغير المناخ في القارة الإفريقية، تتضمن تنظيم عدد من الفعاليات والأحداث حول التكيف في القارة السمراء على مدار العام الجاري، وصولًا إلى تدشين مبادرة جديدة ذات تأثير فعال وملموس لدعم جهود التكيف في إفريقيا خلال قمة المناخ، المزمع عقدها في مدينة شرم الشيخ، مطلع نوفمبر المقبل، استنادًا إلى ما تبذله مصر من جهود كبيرة في سبيل مواجهة تغير المناخ وتقليل الانبعاثات الكربونية والاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة، لتصبح القاهرة صوت إفريقيا الحر في الدفاع عن حقوقها في قضية تغير المناخ.
وشدد الرئيس السيسي، خلال كلمته، عبر الفيديو كونفرانس، في قمة منتدى الاقتصاديات الكبرى حول الطاقة وتغير المناخ، برعاية الرئيس الأمريكي جو بايدن، أنه من الضروري أن تشعر كل الأطراف من الدول النامية، خصوصًا في إفريقيا، أن أولوياتها يتم التجاوب معها وأخذها في الاعتبار، وأنها تتحمل مسئولياتها بقدر إمكانياتها، وبقدر ما يتاح لها من دعم وتمويل مناسب.
مصر صوت إفريقيا في قضية تغير المناخ
يقول الدكتور علي قطب، أستاذ المناخ في جامعة الزقازيق ونائب رئيس هيئة الأرصاد الجوية السابق، في تصريحات إلى "مستقبل وطن نيوز"، إن قارة إفريقيا تعرضت وتأثرت كثيرًا بالتغيرات المناخية، لذلك يجب أن تكون هناك مواجهة لتلك التغيرات، ليس فقط بتخفيض الانبعاثات الكربونية على مستوى العالم، بل من خلال المشروعات الاستثمارية التي تدشنها مصر بالشراكة مع دول العالم، خصوصًا أوروبا، بما يُزيد من استخدام الطاقة النظيفة الجديدة والمتجددة، لذلك تقود مصر دول إفريقيا في قضية مواجهة تغير المناخ وتقليل الانبعاثات الكربونية.
الهيدروجين الأخضر
وأوضح قطب، أن مشاريع مصر لإنتاج الطاقة الجديدة والمتجددة لمواجهة تغير المناخ تمثلت في تدشين مشروعات لإنتاج الطاقة الكهربائية باستخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وكذلك الهيدروجين، لافتًا إلى أنه من المتوقع أن يكون لمصر إنتاج كبير جدًا من الهيدروجين الأخضر تحديدًا، يكفي الاستخدام المحلي ويتم تصدير الفائض للدول الصديقة والمجاورة.
وذكر أن طاقة الهيدروجين هي عبارة عن تحليل للمياه، ينتج عنها غاز الهيدروجين، وهو غاز خفيف الوزن، يستخدم في إطلاق المناطيد، وعديد الاستخدامات المختلفة في إنتاج الطاقة الكهربائية، وليس له تأثير سلبي على البيئة، وبذلك تكون مصر قد شاركت في العديد من المشاريع التي تساهم في تخفيض نسب الانبعاثات الكربونية.
ويرى قطب، إن إنتاج مصر من الهيدروجين واستغلاله مهم جدًا في التنمية المستدامة وزيادة الدخل القومي، مؤكدة ضرورة توعية المواطنين بأهمية الطاقة النظيفة، وعدم إلقاء المخلفات، وضرورة إعادة تدويرها، ومواجهة هدر المياه، وضرورة استغلالها قدر الإمكان، سواء المياه التي تم تحليتها، أو تلك التي تصل إلينا عبر منابع نهر النيل، المصدر الأساسي للمياه في مصر.
الطاقة النظيفة
وأوضح أن مصر تستغل الطاقة الكهربائية التي تولدها من طاقة الرياح أو المياه في تنفيذ مشروعات استصلاح الأراضي الصحراوية كبديل للأراضي التي تم البناء عليها، لافتًا إلى ضرورة تجريم البناء على الأراضي الزراعية للحد من حجم الانبعاثات الكربونية، لافتًا إلى القطار الكهربائي، الذي ينطلق قريبًا لنقل المواطنين بين المحافظات يوميًا، بدلًا من استخدام وسائل النقل التقليدية الملوثة للبيئة.
وأضاف أن مصر تتزعم إفريقيا في قضية التغيرات المناخية، متمنيًا أن تسفر قمة المناخ المقبلة، المزمع عقدها في شرم الشيخ، خلال العام الجاري، عن ما تتمناه شعوب العالم، حفاظاً على الإنسان والبيئة ومواردها.
قمة المناخ 27
وأوضح الرئيس السيسي، خلال كلمته، أن نجاح الدورة 27 لقمة المناخ العالمية في الخروج بالنتائج المرجوة، ونجاح النظام الدولي متعدد الأطراف لمواجهة تغير المناخ، يرتبط ارتباطًا وثيقًا بحجم ما تشعر به الدول النامية والدول الإفريقية من رضا وارتياح إزاء موقعها في هذا الجهد العالمي، وبقدر ما تبذله الدول المتقدمة من خطوات للوفاء بالتعهدات التي أخذتها على نفسها ذات الصلة بتمويل المناخ وبدعم جهود التكيف والتعامل مع قضية الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ في الدول النامية والأقل نموًا.
كما أعلن الرئيس السيسي انضمام مصر لمبادرة "التعهد العالمي للميثان" في المسار المعني بالبترول والغاز، الذي ستسعى مصر من خلاله إلى تعزيز جهودها لخفض انبعاثات قطاع البترول والغاز الطبيعي من غاز الميثان، استنادًا إلى الخبرات والتمويل الذي توفره المبادرة وبالتعاون مع الشركاء الدوليين في هذا القطاع.