مصر والاتحاد الأوروبي: مذكرة التفاهم خطوة هامة لاستغلال موارد الغاز والبنية التحتية

أكد المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، ومفوضة الطاقة والمناخ بالاتحاد الأوروبي كادري سيمسون خلال جلسة مباحثات مشتركة بحضور سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة كريستيان برجر، على أهمية مذكرة التفاهم الثلاثية التي تم توقيعها خلال أعمال المنتدى كخطوة هامة للإسراع باستغلال موارد الغاز في منطقة شرق المتوسط والبنية التحتية المصرية بشكل اقتصادي لنقل الغاز إلى دول أوروبا.

وأوضح الملا - في تصريح اليوم الجمعة - أن المذكرة ستسهم في إعطاء دفعة وتشجيع الشركات العالمية على الإسراع بتنمية وإنتاج موارد الغاز من منطقة شرق المتوسط الأمر الذي يسهم في تحقيق أمن الطاقة ورفاهية الشعوب.

واتفق الجانبان على أهمية المتابعة والتنسيق المشترك بين فرق العمل من الجانبين لخطوات تنفيذ مذكرة التفاهم ومتابعتها بصورة دورية من الوزراء، حيث تعد مذكرة التفاهم بمثابة الإطار الرئيسي الداعم لأعمال الشركات ومشروعاتها المشتركة لاحقاً لتحقيق أهداف المذكرة بصورة فعلية ويشمل ذلك تنمية وإنتاج الغاز من الحقول ومشروعات البنية التحتية لخطوط أنابيب نقل الغاز وتسييل وتصدير الغاز. 

وأعرب الوزير عن تقديره لدعم الاتحاد الأوروبي لمسيرة عمل المنتدى منذ البداية وهو ما تم تتويجه بتوقيع مذكرة التفاهم، فيما أكدت المفوضة الأوروبية للطاقة عن سعادتها بالتطور الإيجابي للمباحثات والعمل المشترك بين مصر والاتحاد الأوروبي بشأن الغاز الطبيعي في شرق المتوسط، بما أدى للوصول لهذه النتائج الملموسة مؤكدة أن مصر استبقت الوضع الحالي بخطواتها منذ عدة سنوات لإنشاء المنتدى للمساهمة في تأمين إمدادات الطاقة من شرق المتوسط. 

كما ناقش الجانبان توجهات تنفيذ عمليات التحول الطاقي وخفض الانبعاثات الكربونية، وأكد الملا على جهود مصر الحثيثة من خلال رؤية واستراتيجية واضحة لتنويع مزيج استهلاك الطاقة في مصر وزيادة استخدام المصادر الجديدة والمتجددة جنباً إلى جنب مع الوقود الأحفوري، وخاصة الغاز الطبيعي بما يساهم أيضاً في كفاءة استغلال موارد مصر من الطاقة بالصورة المثلى.

وأشار إلى أن مصر تقوم بتحديث استراتيجيتها الحالية للطاقة التي وضعتها عام 2016 لتشمل الهيدروجين كوقود نظيف، وأكدت المفوضة الأوروبية على دعم الاتحاد الأوروبي لعمليات التحول الطاقي وأن الغاز الطبيعي يبرز دوره كوقود انتقالي مهم في هذا الشأن.

من جهة أخرى، عقد وزير البترول والثروة المعدنية جلسة مباحثات مع وفد رفيع المستوى من وزارة الطاقة الأمريكية برئاسة جوشوا فولز نائب مساعد وزير الطاقة الأمريكي للشئون الخارجية لأوروبا وأوراسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث أكد الوفد الأمريكي على تطور دور منتدى غاز شرق المتوسط ومساهمته في تحقيق التعاون والتكامل في مجال الطاقة بين دول المنطقة.

كما ناقش الملا والوفد الأمريكي مجالات التحول الطاقي وجهود خفض الانبعاثات نحو تحقيق مستقبل منخفض الكربون وفرص التعاون المشترك مع الولايات المتحدة في هذه المجالات، حيث أوضح الملا أن مصر مهتمة خلال مرحلة الانتقال الطاقي بالمضي قدماً وتعزيز التعاون مع الشركات العالمية في تنفيذ مشروعات لإنتاج الوقود الأحفوري الأنظف وإزالة الكربون وخفض الانبعاثات من هذا الوقود، حيث لا يزال الوقود الأحفوري يقوم بدور هام في تلبية متطلبات الاستهلاك لتحقيق أمن الطاقة، مؤكدًا أهمية التعاون مع الشركات الأمريكية في مجالات التمويل والتدريب والتكنولوجيا لتنفيذ هذه المشروعات.

كما تم استعراض المبادرات الخاصة بإزالة الكربون وخفض الانبعاثات التي أطلقها منتدى غاز شرق المتوسط وإمكانيات التعاون مع الولايات المتحدة في تطبيق هذه المبادرات التي تعد من أهم أهداف المنتدى، وأبدى الجانب الأمريكي اهتمامه بالتعاون في هذا المجال لتسريع وتيرة التنفيذ.