داوود عبد السيد: غيابي ليس كسلا لكن جمهور السينما اختلف
قال المخرج الكبير داوود عبد السيد والحائز على جائزة النيل للفنون، إنه لا يعتبر رحلته الإخراجية قصيرة رغم أنها لا تتجاوز تسعة أفلام، مشيرًا إلى أن إخراج تسعة أفلام ليست قاصرة على الإخراج فقط، لأنه كتب سيناريو ثمانية أفلام منهم وأخرج تسعة وبالتالي فإنه يعتبر كل عمل بعملين.
وأضاف داوود - في حواره لبرنامج "كلمة أخيرة" على فضائية "أون إي" مساء الثلاثاء -: "عندي حاجات ومشاريع لم تنفذ واستغرقت وقتًا، كما أنني لست مسؤولاً عن تأخر إنتاج بعض الأفلام لأن الصناعة هي المسؤولة، وبالتالي أنا أعتبر أن رصيد تسعة أفلام سبب كبير لسعادتي كان نفسي أعمل أكتر لكني لست حزينًا على ذلك".
وحول ردود الأفعال بعد حصوله على جائزة النيل من جيل الشباب والترحيب بها رغم عدم مشاهدته للأفلام في السينما وقتها أوضح: "الشباب جمهوري جاء متأخرًا لكنه أفضل من أن لا يأتي وهذا يعطيني إحساس بالتميز أني بعمل أفلام بتعيش وأنها لا تنتهي بمجرد عرضها في السينما".
ولفت المخرج داوود عبد السيد إلى أن الأجيال الجديدة لها ذوق مختلف وهم يبحثون عن عمق في أفلام السينما وهو ما يسبب سعادة لهم وهي شهادة منهم تعني له شهادة من المستقبل والماضي قائلًا: "بشكرهم على ذلك".
وعن أسباب الغياب، تابع: "دا مش كسل لكن مشاهدي الأفلام في السينما وصالات العرض تغيروا في التسعينيات كانت السينما ممتلئة عن بكرة أبيها كل دور السينما بأنواعها الدرجة الأولى والأحياء لكن اليوم الوضع تغير فأصبحت السينمات الخاصة بالدرجة الأولى اللي بتجيب فلوس هي سينمات المولات وقلت وتقلصت سينمات الأحياء وإندثرت"، موضحًا: "أنا من سكان مصر الجديدة وكنت فاكرها كعدد كان عدد هائل وده مابقاش موجود لكن تبقت سينمات المولات التي بدأت كنوع من الترويج لها حيث يتدفق الأسر عليها بداية القرن الماضي بدأوا يتحدثوا عن السينما النظيفة أو ما يطلق عليها سينما الأسرة".
وتابع: "سينمات تقدم ما يسمى السينما النظيفة أو سينما الأسرة اللي مش بتضايق حد ومتحرجش حد"، موضحًا: "سعر التذكرة في سينمات المولات كبيرة وتمثل الشرائح العليا من الطبقة الوسطى فقط، وبالتالي نوعية الجمهور واهتماماته أصبحت مختلفة وفرضت نوعًا من الأفلام وهي التجارية الخالية من الهموم وتعريف الهموم هنا ليست الخالية من المشاكل لكن خالية من قضية معينة ودي مش سينما داوود عبد السيد ولا محمد خان ولا خيري بشارة دي أنواع تانية من السينما".
