الليلة.. ثاني بدر عملاق خلال العام الجاري يزين سماء مصر
يزين سماء مصر، والوطن العربي اليوم الثلاثاء، القمر البدر لشهر ذوالقعدة، طوال الليل، وسيمثل ثاني بدر عملاق هذا العام؛ حيث سيبدو حجمة الظاهري أكبر وأكثر إشراقا من المعتاد وذلك قبل أسبوع فقط من الانقلاب الصيفي في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
وبشكل عام يمكن القول بأن القمر بدراً طوال الليل، ولكن علميا نطلق تسمية القمر البدر عند اللحظة التي يكون القمر بزاوية 180 درجة من الشمس، وسيحدث ذلك عند الساعة 02:51 بعد الظهر بتوقيت مكة (11:51 صباحا بتوقيت جرينتش) ويكون أكمل نصف مداره حول الأرض خلال هذا الشهر، وذلك قبل 11 ساعة و 32 دقيقة من وصوله الحضيض أقرب مسافة له من الأرض.
بعد ذلك سيشرق البدر العملاق من الأفق الجنوب الشرقي بعد غروب الشمس والمسار الذي سوف يسلكه في السماء سيحاكي المسار المنخفض للشمس بعد ستة أشهر من الآن حيث سيكون في أقصى الجنوب ، فهذا القمر يكتمل بدراَ بالقرب من الانقلاب الصيفي لذلك سيتبع تقريبًا نفس مسار شمس ديسمبر عبر السماء.
ويلاحظ بأن الحجم الظاهري للقمر كبيراً اثناء شروقه عندما يكون قريب من الأفق، ومن الممكن أن يكون لونه أحمر او برتقالي ولكن بعد ارتفاعه في السماء يعود حجمه الصغير، وهذا مجرد وهم بصري يحدث في منتصف كل شهر قمري.
واللون الوردي أو البرتقالي الذي يمكن أن يظهر به القمر أثناء شروقه بسبب الغلاف الجوي لكوكبنا، حيث تعمل مكوناته على بعثره الضوء الأبيض المنعكس عن القمر، بحيث تتشتت ألوان الطيف الأزرق ذات الطول الموجي القصير وتبقى ألوان الطيف الأحمر ذات الطول الموجي الطويل التي تصل إلى اعيننا، وهو نفس السبب الذي يجعلنا نرى الشمس الغاربة بلون ضارب للحمرة.
فيما يطلق وصف "العملاق" على القمر المحاق او القمر البدر عندما تكون المسافة بين مركز القمر ومركز الأرض ضمن 362.146 كيلومتر، وهو مصطلح يشير إلى التسمية العلمية " قمر الحضيض" ويقصد به وجود القمر في أقرب نقطة من الأرض، وفي حالة هذا القمر البدر سيكون على مسافة 357,658 كيلومتر وهو أقرب إلينا نسبيا من البدر العملاق الأول في مايو الماضي.
ويكون هذا البدر العملاق أكثر إشراقا بنسبة 16٪ وحجمه الظاهري أكبر بنسبة 6٪ عن المتوسط ، لذلك لن يلاحظ فرق في حجمه الظاهري مقارنة بأقمار البدر المعتادة، ولن يكون له تأثير على كوكبنا باستثناء على ظاهرتي المد والجزر وهو أمر طبيعي.
ويصل القمر إلى أعلى نقطة في السماء بعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي مائل نحو الجنوب وسيغرب بالأفق الجنوب الغربي مع شروق شمس الأربعاء.
ويعتبر هذا التوقيت من الشهر القمري مثاليا لرؤية الفوهات المشعة على سطح القمر من خلال المنظار أو تلسكوب صغير خلافا لبقية التضاريس التي تبدو مسطحة نتيجة لوجود كامل القمر في نور الشمس، تلك الفوهات المشعة عبارة عن رواسب لمواد عاكسة ساطعة تمتد من مركز الفوهات نحو الخارج لمئات الكيلومترات ويعتقد بأن تلك الفوهات حديثة التكوين وتعتبر فوهه "تيخو" أكثر الفوهات إشعاعًا.
وخلال الليالي المقبلة سيشرق القمر متأخرًا بحوالي الساعة كل يوم، و بعد بضعة أيام سيكون مشاهدًا فقط في سماء الفجر والصباح الباكر وفي ذلك الوقت يصل مرحلة التربيع الأخير بعد أسبوع من طور البدر المكتمل.