الاتحاد الإفريقي و«النقد الدولي» ينظمان مؤتمرا رفيع المستوى لمكافحة الفساد

أعلنت مفوضية الاتحاد الإفريقي أنها ستشارك مع صندوق النقد الدولي في تنظيم مؤتمر رفيع المستوى لتشجيع الحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد، وأن هذا المؤتمر سيعقد بمدينة " جابورون " عاصمة بوتسوانا اعتباراً من يوم الغد الاثنين  وأن أعماله تستغرق يومين. 

وأوضحت مفوضية الاتحاد الإفريقي في معرض تقرير أصدرته اليوم الأحد فيما يتعلق بهذا الشأن، أن المؤتمر سيعقد في مركز جابورون الدولي للمؤتمرات يومي 13 و 14 يونيو الحالي و أن المفوضية تشارك في تنظيمه مع معهد التدريب الإفريقي التابع لصندوق النقد الدولي ، وذلك بالتعاون مع خمسة مراكز إقليمية للمساعدة الفنية التابعة لصندوق النقد الدولي بمنطقة جنوب الصحراء الأفريقية .
وجاء في التقرير " أنه ستجرى خلال هذا المؤتمر رفيع المستوى مناقشة الحوكمة الرشيدة للاستفادة من فرص النمو في إفريقيا، والتقدم نحو تنفيذ أجندة 2063 وأهداف التنمية المستدامة ، وأن هذا هو الوقت المناسب لمناقشة ذلك ، خاصة وأن إفريقيا بدأت في التعافي من وباء فيروس كورونا المستجد  كوفيد - 19  وأن هناك فرصة متاحة أمام صانعي السياسات لاستعادة  الزخم  الذي كان قد توقف بسبب هذا الوباء ، وأن يستخلصوا الدروس من تجربتهم في إدارة أزمة كورونا لتعزيز أنظمة الحوكمة والنزاهة " .
وأضاف التقرير " أن المسئولين الأفارقة في القطاعين العام والخاص يمكنهم تعميق وتوسيع نطاق قوة الدفع الإيجابية  الزخم ،بشأن الحوكمة ومكافحة الفساد ومواصلة إجراء الإصلاحات التي حققتها كثير من دول المنطقة خلال عشرات السنين السابقة لظهور وباء كورونا ، وأن الحاجة أصبحت ملحة الآن للقيام بهذا العمل نظراُ لتداعيات الأزمة الأمنية في أوروبا ، التي تؤدى إلى تفاقم الصدمة الناجمة عن وباء كورونا وتفاقم صدمات أخرى مثل الأزمة التي تشهدها منطقة الساحل والأحداث المناخية غير المواتية وغيرها " . 
ونوه التقرير إلى أن هذا المؤتمر سيتيح منصة لمفوضية الاتحاد الإفريقي وصندوق النقد الدولي لعرض تصوراتهما، بشأن الحوكمة وتبادل الأفكار المستمدة من الخبرة المكثفة للمساهمة في تنمية قدرات المؤسسات وتحقيق النزاهة ، وأن المفوضية والصندوق سيتبادلان أيضا وجهات النظر بناءً على جهود كل مؤسسة لمساعدة الدول الأعضاء على معالجة قضايا الحوكمة والفساد ، وذلك في سياق سبل مكافحة وباء كورونا " . 
وفيما يتعلق بالأهداف المحددة لهذا المؤتمر، أوضحت المفوضية أن هذه الأهداف تتضمن المساعدة على إيجاد توافق في الآراء، بشأن الآثار الحرجة المترتبة على الفساد وسوء الحكم ، وإعادة تأكيد التزام الحكومات الإفريقية بإعطاء الأولوية لمكافحة الفساد وإجراء الإصلاحات التي تتطلبها الحوكمة الرشيدة ، وتحديد ركائز خطة العمل لتشجيع الحوكمة في أفريقيا ، ومناقشة استراتيجية المفوضية وإطار عمل الصندوق بشأن الحوكمة والفساد ونشر الرسائل الرئيسية للمفوضية والصندوق بشأن قضايا الحوكمة والفساد ، ومناقشة احتياجات تنمية القدرات فى الدول الأفريقية فيما يتعلق بمعالجة هذه القضايا ".
وذكرت المفوضية أنها وصندوق النقد قاما بتوجيه الدعوة إلى حوالى مائتي مسئول للمشاركة في هذا المؤتمر، من بينهم وزراء مالية واقتصاد وتخطيط ومحافظو بنوك مركزية من الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي البالغ عددها 55 دولة ، وذلك بالإضافة إلى ممثلي لجان اقتصادية إقليمية وأسواق أوراق مالية وزعماء منظمات للمجتمع المدني من المهتمين بقضايا الحوكمة ومكافحة الفساد ، وأنه سيكون من بين المتحدثين في المؤتمر صانعو سياسات وخبراء حكوميون وأكاديميون و ممثلو شركات ومنظمات إقليمية ومسئولون من الاتحاد الإفريقي وصندوق النقد الدولي .
وفيما يتعلق ببرنامج عمل المؤتمر أوضحت المفوضية أن المؤتمر سيعقد على مدار يومين ، وأنه سيكون هناك تناوب للجلسات العامة لمناقشة الاستراتيجيات والأهداف العامة ، مع جلسات جانبية لمناقشة الموضوعات الفنية وقضايا التنفيذ .
وأنه سيتم خلال اليوم الأول التركيز على تحديات الحوكمة التي تواجه إفريقيا خلال الوقت الراهن ، بما في ذلك القضايا المتعلقة بوباء كورونا والأزمة الأمنية في أوروبا ، وذلك بالإضافة إلى بحث وسائل المفوضية وصندوق النقد الدولي لمعالجة قضايا الفساد .
بينما سيتم في اليوم الثاني من المؤتمر التركيز على بحث سبل المضي قدما لمعالجة قضايا الفساد في الوظائف الأساسية ، وتبادل الخبرات والدروس المستفادة والأولويات التي يتعين تحديدها للمضي قدما في تنفيذها وكيفية تعزيز التعاون الفعال .
وأشارت مفوضية الاتحاد الإفريقي إلى أن المؤتمر سيجمع بين مشاركة المتحدثين من خلال الحضور شخصيا وبين التواصل عن بُعد ، من خلال منصة  زووم  للاتصال عبر الفيديو، و أنه سيتم في ختام المؤتمر تقديم وثيقة تتضمن تلخيصاً لما يدور خلاله من مناقشات وعروض وتساؤلات ووجهات نظر و تصورات بشِأن سبل تعزيز الحوكمة الرشيدة و مكافحة الفساد.