«حياة كريمة».. طريق المصريين لجني ثمار الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان |خاص
حقق المشروع القومي لتطوير الريف المصري “مبادرة حياة كريمة” إنجازات عديدة، منذ إطلاقه في يناير عام 2019، في مجالات التنمية الشاملة وبناء الإنسان ليصبح تطبيقًا واقعيًا لمبادئ الاستراتيجية الوطنية الأولى لحقوق الإنسان، التي تعتبر وثيقة ضمان لتحقيق وتعزيز الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية للمواطنين.
وأطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي، في 11 سبتمبر الماضي، الاستراتيجية الوطنية الأولى لحقوق الإنسان، بهدف تعزيز الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية للمواطنين، والتي تعتبر أول استراتيجية ذاتية متكاملة وطويلة الأمد بمجال حقوق الإنسان في مصر.
وتتضمن الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان 4 محاور رئيسية، هي: الحقوق المدنية والسياسية، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وحقوق المرأة والطفل وذوي الإعاقة والشباب وكبار السن، والتثقيف وبناء القدرات في حقوق الإنسان.
محاور مبادرة حياة كريمة
بالنظر إلى محاور مبادرة حياة كريمة نجد أنها توجه اهتمامًا في المقام الأول لبناء الإنسان وتعزيز قدراته على التفكير والابتكار والعمل والإنتاج وإبراز سماته الشخصية التي تتوافق ومعايير وأسس وتقاليد المجتمع، وأهدافه في التقدم والتحديث، بجانب تنفيذ مشروعات التنمية الشاملة بتنفيذ البنية التحتية اللازمة في القرى والمناطق الأكثر احتياجًا، وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية والثقافية، وذلك يتوافق مع مبادئ الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان.
ويتمثل المحور الأول من مبادرة حياة كريمة في توفير سكن ملائم من خلال رفع كفاءة المنازل، وبناء أسقف، وبناء مجمعات سكنية في القرى الأكثر احتياجًا، ومد وصلات مياه وصرف صحي وغاز وكهرباء داخل المنازل، وإنشاء مشروعات متناهية الصغر وتفعيل دور التعاونيات الإنتاجية في القرى.
ويركز المحور الثاني من المبادرة الرئاسية على توفير الخدمات الطبية والتعليمية، إذ تستهدف مبادرة "حياة كريمة" بناء مستشفيات ووحدات صحية، وتجهيزها من معدات، وتشغيلها بالكوادر الطبية، وبناء ورفع كفاءة المدارس والحضانات وتجهيزها وتوفير الكوادر التعليمية، وإنشاء فصول محو الأمية.
ويُشكل التمكين الاقتصادي المحور الثالث من مبادرة "حياة كريمة"، ويتضح ذلك من خلال تدريب وتشغيل الشباب في المشروعات متوسطة وصغيرة ومتناهية الصغر، وإنشاء مجمعات صناعية وحرفية، وتوفير فرص عمل.
وضعت مبادرة “حياة كريمة” التدخلات الاجتماعية والتنمية الإنسانية كمحورٍ رابع، ويتم ذلك بإجراء تدخلات اجتماعية تشمل بناء وتأهيل الإنسان، وتستهدف الأسرة والطفل والمرأة وذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن ومبادرات توعوية.
محاور "حياة كريمة" لم تتوقف عند هذا الحد، بل امتدت إلى إجراء تدخلات بيئية من خلال جمع مخلفات القمامة مع بحث سبل تدويرها، كمحور خامس للمبادرة.
تمكين الشباب
يقول الدكتور الحسين حسان، خبير التنمية المحلية، في تصريحات إلى "مستقبل وطن نيوز"، إن الدولة وفرت فرص عمل متعددة في مختلف المجالات لتوظيف الشباب من خلال مبادرة "حياة كريمة" وتعاونها مع جهات الدولة المختلفة.
وأشار حسان، إلى أن جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر أقام حوالي 4950 مشروعًا، بالإضافة إلى جهود وزارة التنمية المحلية من خلال مبادراتها المختلفة المدعومة من صندوق التنمية المحلية وبرنامج "مشروعك"، في توفير فرص عمل متعددة.
وخلال المرحلة الأولى من المبادرة، تمكنت "حياة كريمة" إنشاء وتطوير 26 مركز شباب في القرى الأكثر احتياجًا لدعم ومساعدة الشباب على ممارسة الرياضات المختلفة.
مشروعات التعليم والصحة
وفيما يتصل بمشروعات التعليم، انتهت وزارة التربية والتعليم من إنشاء 188 مشروعًا تعليميًا، يشمل 2706 فصول، بتكلفة 1.04 مليار جنيه، ضمن مبادرة "حياة كريمة".
ونجحت وزارة التربية والتعليم في افتتاح 75 فصلًا لمرحلة رياض الأطفال في 11 محافظة، و12 فصلًا للتعليم المجتمعي لخدمة المتسربين من التعليم، بخلاف تطوير ورفع كفاءة والتوسع في مدرستين، وإنشاء مدرسة ابتدائي جديدة، وتوفير التجهيزات المدرسية لمدارس قرية سيدي عبدالرحمن في العلمين، في محافظة مرسى مطروح.
ويجرى، حاليًا، إنشاء 399 مشروعًا بإجمالي 5582 فصلًا بتكلفة 2.22 مليار جنيه، ومن المخطط إنشاء 22 مشروعًا، بإجمالي 321 فصلًا.
كما حرصت مبادرة "حياة كريمة" على عمل شبكات إطفاء حريق لنحو 378 مدرسة بمديرية التربية والتعليم في أسيوط، وتوفير مقاعد مدرسية لمديريات التربية والتعليم والتعليم الفني في المحافظات المستهدفة، وشراء 171 جهاز حاسب آلي، و127 طابعة لـ44 مدرسة على مستوى الجمهورية، وعمل بحث اجتماعي للطلبة غير القادرين والأيتام ومتابعة حالات الطلبة.
كما يتم تنفيذ قوافل إعلامية بمراكز وقرى مبادرة حياة كريمة، لتعليم الكبار ومحو الأمية، بمشاركة الجهات المعنية بفتح فصول محو أمية، وتم تنفيذ 147 قافلة غير ممولة، و37 قافلة ممولة، كما تم محو أمية 68212 دارسًا بنسبة 42.71% من المستهدف.
وفي مجال التعليم الفني، تعقد إدارة التربية الزراعية بالمشاركة مع مبادرة حياة كريمة دورات مجانية على كيفية صناعة المواد الغذائية عن طريق المعلمين وإعطاء المتدربين شهادات معتمدة، وعرض منتجات جميع الأقسام الزراعية والتي تهم المواطنين بأسعار تقل عن مثيلاتها بالسوق بمحافظات الجمهورية.
وعند التطرق إلى إنجازات "حياة كريمة" في مجال الصحة، نجد أن المبادرة نجحت في إنشاء 495 وحدة صحية ومركزًا طبيًا، و4 مستشفيات مركزية في مراكز مغاغة وأبوقرقاص في محافظة المنيا ومطوبس بمحافظة كفرالشيخ وشبين القناطر في القليوبية، و186 نقطة إسعاف بعدة قرى.
وتعمل مبادرة حياة كريمة على تنفيذ 235 مشروعًا في المجال الصحي في القرى والمراكز والمناطق الأكثر احتياجًا، عبارة عن 86 وحدة صحية رفع كفاءة خفيف، و142 وحدة صحية إنشاء جديد، و7 وحدات صحية تطوير شامل.
كما يتم تنفيذ 39 مشروع رفع كفاءة خفيف، وجار العمل في 120 نقطة إسعاف، منها 85 نقطة إسعاف إنشاء جديد و35 نقطة إسعاف تطوير.
وأطلقت مبادرة "حياة كريمة" 258 قافلة طبية إلى المناطق النائية والمحرومة من الخدمات الصحية، بجانب تنفيذ 1352 عملية جراحية، وتوفير 538 جهازًا تعويضيًا، وإجراء 5019 عملية عيون، وإتاحة 16.8 ألف نظارة طبية.
ذوي الاحتياجات الخاصة
وفي إطار دعم الدولة غير المدود لذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفير الخدمات الأساسية لهم، في إطار خطة دمجهم في المجتمع، والاستفادة من قدراتهم وطاقاتهم وإبداعاتهم، خصصت مبادرة حياة كريمة وحدات اكتشاف مبكر للإعاقة، ويتم الكشف المبكر بشكل دوري على الأطفال دون 5 سنوات، وتنفيذ تدخلات مبكرة في جوانب متعلقة بالتخاطب والجهاز العصبي والحركي للأطفال.
وتجري المبادرة، حاليًا، إنشاء وحدات للاكتشاف المبكر للإعاقة في كل القرى المستهدفة بالمبادرة، بهدف حصر جميع الأشخاص ذوي الإعاقة، لتكون نواة لقاعدة بيانات لذوي الهمم.
ومن المخطط إنشاء 20 مركز خدمة جديد لذوي الاحتياجات الخاصة، بالشراكة مع وزارة الصحة والسكان، لتقديم مختلف الخدمات المطلوبة لهم، وتطوير 64 وحدة تضامن خلال المرحلة الأولى من المبادرة.
دعم حقوق المرأة
وامتد تأثير مبادرة "حياة كريمة" إلى دعم حقوق المرأة في العمل والحياة المستقرة والكريمة، من خلال توفير فرص عمل لهم، ودعمهم في تنفيذ المشروعات لضمان مصدر دخل جيد، بالإضافة إلى تقديم الدعم الطبي والتعليمي والثقافي.
وأنشأت مبادرة حياة كريمة 1000 حضانة طفولة مبكرة، لتوفير فرص عمل للسيدات في القرى والمراكز، ودعمهن للحصول على قروض من جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة بنسبة تتخطى 58% من إجمالي المستفيدين.
بينما وصلت نسبة الإناث المستفيدات من برنامج التدريب المهني المنتهي بالتشغيل 80%، وبلغت نسبة الإناث المستفيدات من القروض المقدمة من شركات تمويل 42%، و78% نسبة السيدات من إجمالي المستفيدين من برنامج تكافل وكرامة، منهم 18% من السيدات المعيلات.
كما عملت مبادرة حياة كريمة على زيادة التمويل لمشروعات تنمية المرأة الريفية من 5 آلاف إلى 10 آلاف جنيه، وزيادة إنشاء مراكز إعداد الأسر المنتجة وورش التدريب لتعليم الفتيات كيفية بدء مشروعات دون التعرض للمخاطر، بالإضافة إلى تنفيذ حملة "بالوعي مصر بتتغير للأفضل" استفادة منها 100 ألف أسرة.
دعم الحقوق السياسية
وأوضح الدكتور ولاء جاد الكريم، مدير الإدارة المركزية لمبادرة حياة كريمة في وزارة التنمية المحلية، في تصريحات إلى "مستقبل وطن نيوز"، أن مبادرة حياة كريمة تساهم في دعم حقوق الإنسان في الريف المصري، الذي عانى طوال تاريخه من سوء الخدمات وتدني مستوى المعيشة وارتفاع نسبة الفقر، لذلك مشاركته في الاستحقاقات السياسية كانت مرهونة بتقديم الخدمات الأساسية.
وأوضح جاد الكريم، أن مبادرة “حياة كريمة” بالخدمات التي تقدمها في تحسين جودة الحياة في الريف تُمثل تدخلًا واضحًا وفعالًا من الدولة لتغيير طبيعة مشاركة المواطن في الريف في الاستحقاقات السياسية، وبذلك أصبح من يُمثل الريف يعتمد كليًا على برنامجه الانتخابي وأدائه التشريعي والسياسي، وتوفير ما يحتاجه المواطن الريفي من خدمات ومقومات تساعده على ممارسة حياته اليومية، وبذلك ارتفع الوعي السياسي للمواطن البسيط في القرى.
البنية التحتية
وتمكنت مبادرة حياة كريمة في محور البنية التحتية من إحلال وتجديد ورفع كفاءة وتوسعة للكباري القائمة، وإنشاء كباري جديدة على المجاري المائية بالقرى والمدن، وشملت كباري سيارات لا يقل عرضها عن 8 أمتار، بالإضافة إلى مترين كممر للمشاة على جانبي الكوبري.
كما تم إنشاء 76 كوبري مشاة لا يقل عرضها عن 2.5 متر، وجار إنشاء 239 كوبري مشاة.
وبلغ عدد مشروعات الطرق في "حياة كريمة" 1385 طريقًا، بأطوال 5580 كم، تتضمن 4171 كم رصف، و1409 كم تثبيت طرق، بتكلفة تقديرية 9.1 مليار جنيه.
الصرف الصحي
ونفذت مبادرة حياة كريمة مشروعات الصرف الصحي المتكامل في 268 قرية، وجار تنفيذ مشروعات للصرف الصحي في 706 قرى من إجمالي 974 قرية.
الكهرباء
وتمكنت مبادرة حياة كريمة من تنفيذ مشروعات في قطاع الكهرباء في القرى الأكثر احتياجًا بتكلفة تقديرية 24.235 مليار جنيه، تضمنت (مباني الموزعات - قواعد أكشاك - محولات - أعمدة الجهد المتوسط والمنخفض).
وجارٍ صيانة ورفع كفاءة أكشاك المحولات وأعمدة الجهد المتوسط والمنخفض.
الثقافة
أوضحت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، أنه تم تنفيذ 347 نشاطا ثقافيًا في محافظتي الشرقية والبحيرة، من خلال المسارح المتنقلة، في المناطق المستهدفة من مبادرة "حياة كريمة"، واستفاد منها 35 ألف مواطن، وتضمنت الفعاليات ورشًا فنية وأدبية وفكرية، ومعارض للكتاب، إلى جانب تقديم عروض موسيقية للأطفال والشباب والكبار، بالإضافة إلى عروض مسرحية ناقشت أهم القضايا الاجتماعية ومعالجتها، وأنشطة أخرى لاكتشاف المواهب، بجانب ورش عمل للحرف اليدوية والتراثية.
كما نفذت وزارة الثقافة 13 ليلة عرض من خلال مسرح "المواجهة والتجوال"، في محافظات الفيوم، وبني سويف، وقنا، شملت 14 قرية، واستفاد منها أكثر من 5 آلاف مواطن، خلال الفترة من 21 فبراير الماضي وحتى 4 مارس الجاري.
تأثير حياة كريمة
وفيما يلي نستعرض تأثير مبادرة "حياة كريمة" على تغيير وجه الحياة في المحافظات المستهدفة في المرحلة الأولى:
1- تراجع نسبة الفقر بنسبة 11%.
2- زيادة عدد القرى التي يتوفر بها خدمات الصرف الصحي بنسبة 9.3%.
3- زيادة عدد القرى التي يتوفر بها خدمات صحية بنسبة 1.9%.
4- زيادة عدد القرى التي تم توصيل الغاز الطبيعي لها بنسبة 4.5%.
5- ارتفعت نسبة القرى التي توفر فيها مراكز شباب إلى 3.3%.
6- زيادة نسبة الجمعيات الأهلية في القرى بنسبة 7%.