ندوة توعوية للمدرسين حول التغيرات المناخية في أسوان
عقد الاتحاد النوعي للبيئة في محافظة أسوان، بالتعاون مع إدارة التربية البيئية والسكانية، ندوة توعوية للمدرسين استضافتها مدرسة على ناصر الابتدائية، دارت الندوة حول التغيرات المناخية وتأثيرها على العالم، وسبل التكيف مع تغير المناخ، وذلك ضمن فعاليات مبادرة «بلدنا تستضيف قمة المناخ الـ27»، والتي انطلقت في يناير الماضي، من أجل حوار مجتمعي مثمر في محافظات مصر؛ استعداداً لقمة المناخ التي تستضيفها مصر خلال نوفمبر المقبل بمدينة شرم الشيخ.
وقال الدكتور عمرو الطبري، ممثل جهاز شئون البيئة في أسوان، إن جهود وزارة البيئة للحد من آثار ظاهرة تغير المناخ، تسير عبر اتجاهين متوازيين هما: تدابير التكيف وإجراءات التخفيف، ويتضمن التخفيف بشكل رئيسي الطاقة، ووسائل النقل والقطاعات الزراعية، والسكنية والصناعية، فيما يمثّل الفاعلون المشتركون في عملية التكيّف مجموعة واسعة من المصالح القطاعية، بما في ذلك الزراعة والسياحة وصحّة الإنسان وإمدادات المياه والإدارة الساحلية والتخطيط الحضري والمحافظة على الطبيعة، وذلك طبقاً لتقارير الهيئة الدولية الحكومية المعنية بتغير المناخ، مشيراً الى أن التكيف يجري على المستويات الوطنية والمحلية، ويتضمن الأسر والأفراد والفلاحين، ويتأثر بالتدابير العامة للمجتمعات.
وأضاف الطبرى أنه طبقاً لتقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ؛ فإن الاختلافات بين إجراءات التكيّف والتخفيف تستدعي ألا ترتكز سياسة المناخ على الاختيار بينهما، وإنما يسيران جنبا لجنب، لأن الجهود الحثيثة الهادفة إلى التخفيف من التغيّر المناخي لا يمكنها أبداً أن تحول دون ازدياد التغيّر المناخي في العقود المقبلة، لافتا الى أن التخفيف يعتبر ضرورياً إذ أن الاعتماد على التكيّف وحده يمكن أن يؤدي إلى تغيّر مناخي لا يمكن التكيّف مع وطأته بفاعلية في المستقبل إلا بتكاليف اجتماعية وبيئية واقتصادية باهظة.
من جانبها، استعرضت وردة عبد الراضي، ممثلة عن الاتحاد النوعي للبيئة، مجهودات المجتمع المدني في الوصول إلى الفئات المسُتهدفة لنشر الوعي حول القضية، مشيرة الى أهمية وجود تحالفات نشطة في المجتمع المدني تعمل على التكيف مع المناخ، إذ يمكن لهذه التحالفات أن تلعب دوراً مهماً باعتبارها جسور بين الفئات الضعيفة في المجتمعات من جهة، ومتخذي القرارات التي يمكن أن تحمي الناس من آثار تغير المناخ من جهة اخرى.
وتابعت: يؤكد ذلك تقرير مؤسسة فريدريش إيبرت في مصر ومركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا (سيداري) حول التحول الاجتماعي البيئي، المعني بالأساس بالتحول العادل نحو مجتمع يتسم بالعدالة الاجتماعية والبيئية، ويهدف البرنامج إلى شرح ضرورة إحداث هذا التحول بناء على تغير المناخ الفعلي، ويركز على جميع الجوانب الاجتماعية المرتبطة بهذا التحول المستمر، الذي ينبغي أن يكفل ألا يتخلف أحد عن الركب.
واختتمت آمال فهمي مدير إدارة التربية البيئية والسكانية الندوة بكلمة حول دور التعليم في رفع وعي الطلاب والمدرسين بسبل مواجهة تغير المناخ، مشيرة الى أن التعليم أحد العوامل الحاسمة في معالجة قضية تغير المناخ.
ولفتت فهمى إلى توصية منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، إزاء قدرة التعليم على تشجيع الناس على تغيير مواقفهم وسلوكهم؛ ويساعدهم على اتخاذ قرارات مستنيرة في الفصول الدراسية، منوهة بأن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ تسند المسؤولية إلى الأطراف في الاتفاقية للقيام بحملات تثقيفية وحملات توعية عامة بشأن تغير المناخ، ولضمان مشاركة الجمهور في البرامج والوصول إلى المعلومات حول هذه القضية.
وعلى هامش اللقاء، جرى تنظيم مسابقة بين تلاميذ مدرسة المنار الرسمية للغات بأسوان، بالتعاون بين إدارة التربية البيئية والسكان وشركة مياه الشرب بأسوان، بهدف جمع معلومات حول الحفاظ على مياه الشرب، وقام ممثل شركة مياه الشرب بتوزيع الجوائز على الفائزين من الطلاب، عبارة عن أدوات لترشيد المياه.
يذكر أن مبادرة «بلدنا تستضيف قمة المناخ الـ27»، أطلقها المكتب العربي للشباب والبيئية بالتعاون مع الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد»، والمنتدى المصري للتنمية المستدامة، والمنتدى الوطني لنهر النيل، تحت رعاية نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، وبريادة الدكتور عماد الدين عدلي، رئيس مجلس إدارة المكتب العربي للشباب والبيئة.
من جهة أخرى، نظمت جمعية تنمية البيئة والمجتمع بدندرة في محافظة قنا، ندوة للتوعية بآثار التغيرات المناخية، التي ستطال الانسان، تناولت الندوة دور الفرد والأسرة في مواجهة التغيرات المناخية، انطلاقاً من أن التربية البيئية أحد البدائل التي أقرتها المنظمات الدولية لحماية البيئة وخلق وعي بيئي وتكريس سلوكات إيجابية في التعامل مع البيئة، وبالتالي مواجهة مخاطر التغير المناخي.
وفي هذا الإطار، أكد الشيخ على تيفور، وكيل وزارة الأوقاف - خلال اللقاء - على المسئولية المشتركة للناس، تجاه الطبيعة ومواردها التي سخرها الله للناس، مشيراً الى "أننا جميعا مسؤولون عن حماية كوكب الأرض، والحفاظ عليه وعلى سائر المخلوقات، فالدعوة لحماية الكون والمخلوقات والتنوع الاحيائي تشكل جزءً أساسياً من الرسالات السماوية، والبشر هم المسؤولون عن تحقيق ذلك، كما أنهم حالياً المسؤولون عن إهدار وتبديد النعم التي منحها الله إياهم".
ولعل تضامن القادة الروحيين لا يخص القرى الصغيرة مثل دندرة، بل سبقه العام الماضي، التضامن العالمي للأديان، حينما وقّع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، على وثيقة نداء مشترك بين القادة الدينيين المشاركين في قمة قادة الأديان من أجل التغير المناخي، التي استضافها بابا الفاتيكان، تمهيداً لمؤتمر الأمم المتحدة تغير المناخ (COP-26) في جلاسكو بالمملكة المتحدة، لتفعيل سبل التضامن بين الدول النامية والدول الأكثر تقدماً، للحد من مخاطر التغيرات المناخية، وتفعيل القيم الأخلاقية المشتركة في كافة الأديان، للتصدي لهذه الأزمة الملحة.
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن القادة الروحيين على جميع المستويات، مهمون لنجاح التضامن العالمي من أجل الالتزام الأخلاقي والمعنوي والروحي لحماية البيئة، ويمكن لهؤلاء القادة أن يصبحوا مراقبين، ويتعهدوا بالتزامات عامة، ويشاركوا قصة التزاماتهم والتحديات ومتعة الاحتفاظ بها، ودعوة الآخرين للانضمام إليهم، بالإضافة إلى ذلك، يمكنهم عرض سلوكياتهم المستدامة، والعمل بمثابة قدوة لمتابعيهم والعامة.
كما شاركت إدارة الإعلام والتوعية بجهاز شؤون البيئة بقنا، في اللقاء، حيث طرحت الإدارة قدرة المرأة الريفية على احداث التغيير، وتمتع النساء بقدرة فريدة تعتبر محركات للحلول، ذلك عندما يتم تمكينهن، وهذا التمكين لا ينعكس على خدمة البيئة فحسب، بل على المساعدة في تحسين نوعية الحياة لأسرهن ومجتمعاتهن أيضا.
وتشير الأدلة المتزايدة إلى أن المرأة هي أفضل المحاربين على هذه الجبهة، وذلك استجابة لنداء الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عندما دق ناقوس الخطر بشأن أهمية العمل المناخي كجزء من أولوياته لعام 2022.
وتعتبر منظمة الأمم المتحدة للمرأة أن النساء في جميع أنحاء العالم، قائدات وصانعات للتغيير، ويحشدن الجهود من أجل التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره، كما أنهن يقدن مبادرات الاستدامة، وتسفر مشاركتهن عن تطبيق نهج مشترك ومنسق للعمل المناخي.