خاص| أحمد كريمة: يجوز للمسافر الزواج بأخرى.. ويحق للزوجة طلب الطلاق
كشف الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، حقيقة التصريحات المنسوبة إليه والخاصة بتمكين الزوج الغائب أو المسافر من الزواج من امرأة أخرى، زواجًا مؤبدًا وليس مؤقتًا.
وقال الدكتور أحمد كريمة لـ«مستقبل وطن نيوز»، إنه أجاب في تقرير تلفزيوني عن سؤال «هل يجوز لزوج مسافر في بعثة تعليمية، أو دبلوماسية، أو في ارتزاق أو عمل.. أيا كان، ومن المقرر أنه سيغيب عن وطنه أو زوجته لعدة سنوات، أن يتزوج من سيدة أخرى لإعانته على الاغتراب وعدم ارتكابه الفاحشة؟».
وأضاف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر: «أولا: شرعًا؛ أنه لا يغيب عنها لأكثر من أربعة أشهر، حيث أن سيدنا عمر بن الخطاب، حين تفقد الرعية ليلاً؛ سمع امرأة وهي تنشد شعرًا مضمونه أنها في احتياج لزوجها وخليلها، فسأل في الصباح أم المؤمنين السيدة حفصة بنت عمر رضي الله عنها، كم تصبر الزوجة على غياب زوجها، فردت: أربعة أشهر، فعاد وسألها: ومن أين عرفتي ذلك، فقالت: من قول الله عز وجل :«لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ» [البقرة:226[، فأمر سيدنا عمر رضي الله عنه، ألا يغيب الجنود على جبهات القتال؛ بمختلف رتبهم، أكثر من أربعة أشهر عن زوجاتهم.
وتابع: «ما قلته أنه وفقا للقدرات المالية للزوج المقيم بالخارج، أو تذهب إليه الزوجة كل 4 أشهر، لكن في حالة عدم مقدرة الزوج على العودة، أو ذهاب الزوجة إليه، ففي هذه الحالة يجوز للزوج المقيم خارج وطنه، الزواج بامرأة آخرى، على أن يكون زواجًا مؤبدا، وليس مؤقتًا، لأن الزواج المؤقت هو نكاح متعة عند الشيعة، وعندنا في الثقافة السنية الأزهرية هو زواج باطل».
وبالنسبة للزوجة التي يغيب عنها زوجها بغير عذر شرعي معتبر، فيجوز لها أن ترفع أمرها للقضاء، لطلب الطلاق، كزوجة المحبوس والأسير والمعتقل.
ونوه الدكتور أحمد كريمة، بوجود إشكالية كبيرة في المجتمع المصري والعربي ومجتمعات العالم الثالث «الأخير في ترتيب العالم»، أن الزوجة قد تغفر لزوجها أن يرتكب الفاحشة، أن يتخذ خليلة، لكنها لا تغفر له أن يتخذ زوجة حليلة، وهذا خلل في المجتمع.
وأوضح، أنه في صدر الإسلام، كان العلماء والولاة، يذهبون إلى بلاد بعيدة، فكانوا يتزوجون زواجًا مؤبدا، وبعد انتهاء إقامتهم كانوا يتوجهون لرؤية زوجاتهم وأبنائهم على فترات، أو أن يأتون إليه، ولعل رحلات الإمام أحمد بن حنبل، الإمام الشافعي، والإمام البخاري، شاهدة على ذلك.
وقال، إنه أيضًا إذا كان الزوج يقيم داخل البلد، ويحتاج إلى مشاعر، إلى زوجة ثانية أو حتى ثالثة، فالمجتمع قد يتجاوز عن ارتكاب الفواحش، ولا يغفر الحلال الطيب، يعني زوجة زوجها مسافر أو مش قادر يرجع؛ يزني ولا يتزوج؟، مضيفًا أننا في حاجة إلى تغيير تلك المفاهيم، رغم صعوبة ذلك.