بعد تداول صور لوكالة ناسا.. الأدلة الشرعية على انشقاق القمر
أعادت صور انشقاق القمر المتداولة على واقع التواصل الاجتماعي البحث عن الأدلة الشرعية على انشقاق القمر، وهي المعجزة التي حدثت أيام الرسول صلى الله عليه وسلم.
وظهرت الأدلة الشرعية على انشقاق القمر بوضوح من خلال القرآن الكريم، كما وجدت الأدلة الشرعية على انشقاق القمر في العديد من الأحاديث الصحيحة وهو ما سنتناوله في سياق التقرير التالي
الأدلة الشرعية على انشقاق القمر من القرآن الكريم
قال تعالى: “اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ. وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ. وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ . وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الأنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ . حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ” [سورة القمر].
الأدلة الشرعية على انشقاق القمر من السنة الشريفة
جاء في الصحيح عن أنس بن مالك أن أهل مكة سألوا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يُريهم آية، فأراهم القمر شِقَّيْن حتى رأوْا غار حراء بينهما.
روى الإمام أحمد عن ابن مطعم عن أبيه قال: انشق القمر على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فصار فرقتين: فرقة على هذا الجبل وفرقة على هذا الجبل، فقالوا: سَحَرَنا محمد، فقالوا: إن كان سَحَرَنَا فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم، وعن ابن عباس قال: كشف القمر على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم، فقالوا: سحر القمر، فنزل قوله تعالى: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمْرُ. وَإِنْ يَرَوا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِر) ولقد كان ابن مسعود يردِّد قوله: لقد انشق القمر.
شيخ الأزهر والأدلة الشرعية على انشقاق القمر
تحدث الإمام الأكبر شيخ الأزهر عن الأدلة الشرعية على انشقاق القمر حين كان مفتيا للديار المصرية قائلًا: إن المعجزات الحسية وخوارق العادات التي ظهرت على يد النبي صلى الله عليه وسلم تصديقًا له وتأييدًا لكونه رسولًا من عند الله تعالى.
وعرف الإمام الأكبر المعجزة بأنها أمر خارق للعادة يظهره الله على يد مدعي النبوة، والفرق بين المعجزة والكرامة أن المعجزة تأتي بعد التحدي بخلاف الكرامة فإنها تظهر على يد الأولياء من غير تحد.
وفي "صحيح الإمام البخاري" عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه: "أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يريهم آيةً، فأراهم انشقاق القمر"، وهذا يفيد التحدي؛ بدليل الرواية الواردة في "تفسير القرطبي" وفيها: أن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: إن كنت صادقًا فاشقق لنا القمر فرقتين، فقال: «إِنْ فَعَلْتُ تُؤْمِنُونَ؟» قالوا: نعم وَكَانَتْ لَيْلَةَ بَدْرٍ، فَسَأَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ رَبَّهُ أَنْ يُعْطِيَهُ مَا قَالُوا، فَانْشَقَّ الْقَمَرُ فِرْقَتَيْنِ.