أول رد من «الأطباء» بشأن واقعة وفاة مريضة بسبب «حقن الصبغة»
قالت نقابة أطباء مصر، إنها تابعت الجدل المثار حول وفاة مريضة بإحدى المستشفيات الخاصة المتخصصة في أمراض العيون، من جراء الحقن بمادة صبغية لتصوير قاع العين، مؤكدة أنه انطلاقًا من واجبات النقابة نحو حماية المهنة والأطباء ورعاية مصالح المريض على حد سواء، فإن نقابة الأطباء فضلت أن تتوخى الدقة في البحث واستطلاع أراء الخبراء المتخصصين قبل إعلان موقفها على الرأي العام.
وطالبت النقابة، في بيان، وسائل الإعلام والرأي العام بعدم تداول أو نقل معلومات طبية عن غير متخصصين، وعدم إصدار أحكام مجتمعية مسبقة في قضايا الضرر الطبي؛ حرصًا على استقرار المنظومة الصحية. وأكدت نقابة أطباء مصر، أنها لا تقبل اتهام الأطباء بالتقصير دون تحقيق، كما لا تتهاون عند ثبوت التقصير والإهمال.
وقال دكتور مصطفي هاشم، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، وأستاذ ورئيس قسم الأشعة التشخيصية بكلية طب أسيوط، إن صبغة الفلورسين التي يتم حقنها لتصوير قاع العين لا توجد لها اختبار حساسية متعارف عليه على مستوى العالم قبل اعطائها، لافتًا إلى أن حدوث الحساسية من هذه الصبغة يتوقف على الجهاز المناعي للمريض، ولا علاقة للطبيب أو المنشأة بحدوثها من عدمه.
وأكد هاشم، أنه في كثير من حالات حقن الوريد بالصبغة لتشخيص بعض الاعتلالات للمريض التي لا تظهر بدون صبغة مثل الالتهابات والأورام وأمراض الأوردة والشرايين، لافتاً إلى أنه أحيانا يصاحب الحقن بالصبغة بعض أنواع الحساسية الطفيفة مثل الطفح بالجلد أو ضيق التنفس.
وأضاف دكتور مصطفى هاشم، أنه في حالات نادرة جدًا يحدث نوع خطير من الحساسية للصبغة يستلزم معه نقل المريض إلى العناية المركزة وتركيب أنبوبة حنجرية له، وحدوث الوفاة وارد في هذه الحالة، مشيرًا إلى أن هناك عشرات الآلاف من الحالات يتم اجراء الفحص بالصبغة لهم في مختلف محافظات الجمهورية، ولم يتم رصد حدوث مضاعفات خطيرة من الصبغة؛ إلا فيما ندر على مدى سنوات طويلة.
وطالب دكتور مصطفى هاشم، بتحري الدقة عند نشر معلومات طبية وتشويه والصاق التقصير بالأطباء. وتلقت نقابة أطباء مصر خطابًا من الجمعية الرمدية المصرية اشتمل على تقرير حول ما أثير مؤخرًا عن مضاعفات تصوير العين بالصبغة. وقالت الجمعية الرمدية في خطابها إنها تسعى من خلال هذا التقرير إلى توعية جمهور المرضى ببعض الحقائق العلمية الخاصة بهذا الموضوع، وكذلك الرد على ما نشر من ادعاءات بشأنه من غير المتخصصين.
وقالت الجمعية الرمدية المصرية، في تقريرها عن تأثير حقن صبغة الفلورسين بالوريد لتصوير قاع العين، إن تصوير قاع العين بالصبغة أحد أهم الأبحاث التي تجري على العين في حالات مضاعفة السكر علي الشبكية وارتشاحات مركز الابصار وجلطات أوردة وشرايين الشبكية والتهابات الأوردة المناعية وتقييم التدفق الدموي في الشبكية. وأكدت الجمعية الرمدية المصرية أن هذا الفحص ليس له بديل حتى الآن، وأنه أمن بنسبة كبيرة.
وأضافت الجمعية أن معدل حدوث حساسية عالية من صبغة الفلورسين لا يتعدى حالة لكل 200 ألف مريض، ومع ذلك يتم الاحتياط لها من الأطباء بأخذ تاريخ مرضي وافي من المريض كما يتم حقن مادة الكورتيزون قبل إعطاء الصبغة، ويتم متابعة المريض بعد الحقن لمدة تصل إلى نصف ساعة.
وأكدت الجمعية الرمدية المصرية، أنه لا يوجد إطلاقًا اختبار حساسية معروف لمادة الفلورسين تحت الجلد أو ما شابه على مستوى العالم؛ لأن مادة الفلورسين تُسبّب تلفًا للأنسجة الجلدية، فضلاً عن أن الاختبار السلبي لا ينفي حدوث حساسية مناعية.
وأضافت الجمعية الرمدية في تقريرها أن الوقاية للحساسية من الصبغة هي الاستعداد بأدوية ضد الحساسية ومراقبة المريض بعد الحقن بالصبغة وسرعة القيام بإنعاش القلب بواسطة أطباء مدربين لإنقاذ المريض في حالة حدوث مضاعفات خطيرة.
وأوضحت الجمعية الرمدية المصرية، أن المضاعفات الخطيرة التي قد تحدث من الحقن بالصبغة يمكن حدوثها أيضًا؛ نتيجة حقن أي مادة في الجسم مثل المضادات الحيوية أو اللقاحات؛ ودللت الجمعية على أمصال كورونا التي يتم الحقن بها ولم يوصي بعمل اختبار حساسية لها.