كيسنجر: الوضع الجيوسياسي العالمي سيشهد تحولات كبيرة بعد الحرب الروسية في أوكرانيا
بيّن وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، هنري كيسنجر، أنّ الوضع الجيوسياسي على مستوي العالم، سيشهد تحولات كبيرة، بعد الحرب الروسية فى أوكرانيا، التي بدأت فى 24 فبراير الماضي.
وقال السياسي المخضرم هنري كيسنجر -فى تصريحات لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية-: "ليس من الطبيعي أن تكون للصين وروسيا نفس المصالح في جميع المشاكل المستقبلية.. وبالتالي، فبعد حرب أوكرانيا، سيتعين على روسيا إعادة تقييم علاقتها بأوروبا على الأقل، وموقفها العام تجاه الناتو"، نقلا عن موقع "سكاي نيوز عربية".
وأضاف : "هذا لا يعني أن أيا منهما (الصين وروسيا) سيصبح صديقا حميميا للغرب، لكن المقصود هو أنه في قضايا معينة، سيكون خيار -التعامل بنهج مختلف- قائما.. أي أنه في الفترة المقبلة، يجب أن لا نجعل روسيا والصين كتلة واحدة".
وحول إمكانية استخدام الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، السلاح النووي فى حربه فى أوكرانيا، قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، إنّ العالم يواجه الآن "تقنيات يمكن أن تؤدي إلى كارثة لم يكن من الممكن حتى تخيلها في وقت سابق.. والغريب أن هذه الأسلحة تتطور وتتكاثر كل عام، لكن لا توجد مناقشة دولية حول ما يمكن أن يحدث في حال تم استخدام الأسلحة النووية فعليا".
وأضاف: "ندائي بشكل عام هو أنه يجب أن نفهم أننا نعيش الآن في عصر جديد تماما، ومع انتشار التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم، ستحتاج الدبلوماسية والحرب نهجا مختلفا، وسيكون ذلك تحديا".
وبشأن أسباب إقدام بوتين على غزو أوكرانيا، أوضح كيسنجر، : "لقد قابلت بوتن عدة مرات، وخلصت إلى أن معتقداته الأساسية تقوم على نوع من الإيمان الصوفي بالتاريخ الروسي، وأنه تعرض للإهانة، بسبب الفجوة الهائلة التي ظهرت بين أوروبا والشرق.. لقد تعرض للإهانة لأن روسيا شعرت بالتهديد بضم هذه المنطقة بأكملها للناتو.. هذا ليس عذرا، ولم أكن أتوقع هجوما بحجم الاستيلاء على دولة معترف بها".
وأضاف: "أعتقد أنه (بوتين) أخطأ في تقدير الموقف الذي واجهه دوليا، ومن الواضح أنه أخطأ في تقدير قدرات روسيا. والسؤال الآن هو إلى متى سيستمر هذا التصعيد وإلى أين قد يتجه".
وعن موقف الصين المستقبلي بعد الغضب الدولي الذي طال الرئيس الروسي، بسبب حربه في أوكرانيا، قال: "أي زعيم صيني سيفكر الآن في كيفية تجنب الوقوع في الموقف الذي وضع فيه بوتن نفسه، وكيف تتجنب بكين انقلاب العالم عليها".