القصة الكاملة لواقعة التحرش بسائحتين على يد 13 طفلاً
في مقطع فيديو لا يتعدى الـ3 دقائق ظهر خلاله أطفال يترجلون خلف فتاتين أجنبيتين بالهرم، محاولين التحرش بهما فيما ردد أحدهما "عايز أتصور معاكي".
وظهرت سائحتان في مقطع الفيديو، في منطقة الهرم وهما في حالة خوف وتوتر شديد، ومحاولة الفرار من الشباب المراهقين، والذين قاموا بتصويرهن دون إرادتهن، ولم يتركوهما واستمروا في السير خلفهما رغم محاولات السائحتين الهرب منهم.
وقال الشخص ملتقط الفيديو: "عايزين الفيديو ده يوصل لوزير السياحة، المكان ده على هضبة الهرم في عيد الفطر، دول بيتحرشوا بالأجانب".
الأجهزة الأمنية حتى الآن تقوم بفحص الفيديو لتحديد هوية المتورطين وسرعة الوصول لهم، حيث تم تحديد عددهم ويقدر بحوالي 13 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 12 و15 سنة.
النيابة العامة بالهرم، أمرت اليوم الاثنين، بإخلاء سبيل المرشد السياحي والمصور في واقعة تحرش بفتاتين أجنبيتين بالهرم بضمان محل إقامتهما.
وأمرت النيابة العامة بحبس ثلاثة متهمين احتياطيًّا، وإيداع عشرة آخرين بإحدى دور الملاحظة -تتراوح أعمارهم بين ثلاثة عشر عامًا إلى خمسة عشر عامًا- على ذمة التحقيق معهم فيما نُسب إليهم من اتهامات في واقعة التعرّض لفتاتين بالقول والفعل بمنطقة الهرم.
وكانت وحدة الرصد والتحليل بإدارة البيان بمكتب النائب العام قد رصدت تداولَ مقطع مُصوّر بمواقع التواصل الاجتماعي في مطلع شهر مايو الجاري يُظهِر فتاتين أجنبيتين تحاولان الفرارَ من صِبيةٍ يتعرضون لهما بمضايقاتٍ وتحرشٍ بمنطقةِ الأهرامات، فباشرت النيابة العامة التحقيقات.
واستهلتها بطلبِ تحرياتِ الشرطة حول الواقعة، فورد إليها أمسِ محضرٌ أكد صحةَ حدوثِ الواقعة المصوّرة، وثبت فيه تمكن التحريات من تحديد مرتكبيها وعددهم ثلاثة عشر، وأنه باستدعائهم قرروا ارتكابَ الواقعة أمامَ جهة الضبط، فعُرِضوا على النيابة العامة، وأوضح مُجري التحريات في التحقيقات أنَّ القائم على تصوير المقطع المصوَّر هو مرشدٌ سياحيٌّ كان مُرافِقًا للفتاتين، وأنه قد وثَّق ما جَرَى بالتصوير للتوعية والتحذير مِن مثل تلك الأفعال، وقام مرشد سياحيٌّ آخر بنشر المقطع لذات الغرض، وأضاف بأنهما لم يقصدا من النشر إلحاق ضرر بالاقتصاد والأمن القوميّ للبلاد، أو ترسيخ صورة ذهنية غير صحيحة نحوها.
وباستجواب المتهمينِ أنكروا ما نُسِبَ إليهم من اتهامات، وواجهتهم النيابة العامة بالمقطع المصور، فأكد اثنان منهم ظهورَهما فيه بقصد التقاط صورة مع الفتاتين.
وبسؤال المرشد السياحي المرافق للفتاتين شهِدَ بأنه كان مُكلفًا من الشركة محل عمله باصطحابهما لمنطقة الأهرامات في جولة سياحية، وأثناء ذلك اعترضهم مجموعةٌ من الصبية يطلبون التقاط صورٍ معهما، وتحرشوا بهما لفظًا وفعلًا، فقام بتصوير الأمر، وبعرض المتهمين المضبوطين عليه تعرف على اثنين منهم فقط، ولم يُسنِد للباقين أيَّ فعل في حقِّهم، وبسؤال المرشد السياحي القائم على نشر المقطع شهد بأنه قد نشره بمواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما نتج عنه تداوله.
وكان قرار النيابة العامة بحبس المتهمين وإيداعهم قد صدر لحين التأكد من مدى ظهورهم بالمقطع المصور الذي سجَّل الواقعة، وذلك من خلال تكليف « الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية » بإجراء مضاهاة القياسات البيومترية الخاصَّة بالمتهمين مع مَن ظهروا بالمقطع، ومِن ثَمَّ إعادة النظر في أمر حريتهم.
وأفادت المصادر أن الفتيات الأجانب لم يحررن محضرا بالواقعة، لكن الأجهزة الأمنية تحركت من تلقاء نفسها لفحص ملابسات الحادث بعد مشاهدة مقطع الفيديو، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.