نجاح إنتاج وتوزيع أجهزة تنفس صناعي بتكنولوجيا مصرية 100%
أعلن رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا الدكتور محمود صقر نجاح إنتاج وتوزيع أجهزة تنفس صناعي بتكنولوجيا مصرية 100%، حيث تم الانتهاء من الإنتاج الفعلي لأول 50 جهازا وتوزيعهم على المستشفيات الجامعية.
وقال صقر - في التقرير الذي رفعه للدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي حول مشروع دعم إنتاج أجهزة التنفس الصناعي محلية الصنع، والذي تقوم به الأكاديمية تحت اسم BioVENT A series - "إن المشروع هو نتاج تعاون مثمر مع وزارة التعليم العالي من خلال المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية كشريك رئيسي فى التجارب السريرية، والأكاديمية كداعم رئيسى للمشروع، والهيئة العربية للتصنيع كشريك تصنيعى، وشركة "بايوبيزنس" للأجهزة الطبية، وهي إحدى الشركات التكنولوجية الناشئة المتخصصة في تصميم وتصنيع الأجهزة الطبية الإلكترونية، والوحيدة التى تعمل في هذا المجال بالشرق الأوسط وإفريقيا".
وأضاف أن مصر هي أول دولة في الشرق الأوسط وإفريقيا تنتج أجهزة تنفس صناعي بتكنولوجيا مصرية 100%، منوها بأن المنتج النهائي أصبح موجودا بالفعل ومتاحا للاستخدام في المستشفيات ويخدم المرضى بكفاءة، لافتا إلى أن الجهاز يمثل براءة اختراع مصرية، ويجري العمل على تسجيلها.
ونوه صقر إلى المضي قدما في العمل على تطوير إنتاج الجهاز ليغطى فئات أجهزة التنفس الصناعي، والتي تشمل 3 أنواع، هي: جهاز التدفق العالي للأكسجين، وجهاز التنفس اللاختراقي، وجهاز التنفس الاختراقي، وذلك بعد الحصول على الموافقات المطلوبة.
وأوضح أن المراحل الفنية لإنجاز المشروع بدأت بتوقيع بروتوكول بين الهيئة العربية للتصنيع وشركة "بايوبيزنس" لإيجاد حلول مبتكرة لمواجهة جائحة كورونا، وإيجاد حل بشكل خاص لمشكلة نقص أجهزة التنفس الصناعي، مشيرا إلى أن أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا أطلقت برنامج "طبق فكرتك" في أبريل 2020، وتمت الموافقة على مقترح "بايوبيزنس" لتصميم جهاز التدفق العالي للأكسجين كأول فئة من أجهزة التنفس الصناعي، ثم إطلاق النموذج الأولي لجهاز التدفق العالي للأكسجين، والحصول على كافة الموافقات.
كما أوضح أنه تم الحصول كذلك على الموافقة المشروطة من هيئة الدواء المصرية كأول موافقة من نوعها لهذا النوع من الأجهزة تصدر عن هيئة الدواء المصرية، ثم تم إطلاق النموذج الثاني للجهاز لبدء عملية تحويل العينة الأولى إلى منتج قابل للاستخدام، وإنتاج أول نموذج صناعي جاهز، حيث تم إجراء الاختبارات اللازمة لتقييمه، لتبدأ مراحل تنفيذ الإنتاج الفعلي ليتم الإعلان عن تسليم أول 50 جهازا لهيئة الشراء الموحد لتوزيعها على المستشفيات الجامعية في شهر أبريل الماضي.
وكشف صقر عن خطة المشروع، الذي استهدف تصميم جهاز تنفس صناعي سهل النقل يصلح للعمل فى كافة البيئات، سواء مستشفيات ميدانية أو غرف عادية أو رعاية مركزة، وكذلك يمكن استخدامه بالمنزل، ويدعم الجهاز كلا من العلاج بالأكسجين والعلاج الاختراقي والعلاج اللاختراقي، وبنفس المكونات الداخلية للجهاز على أن تتدرج عملية إنتاج الجهاز بشكل مرحلي بداية من أجهزة التدفق العالي بالأكسجين، ثم الاختراقي واللاختراقي والاهتمام بالجودة والأناقة في التصميم.
وأوضح أن الجهاز BioVENT A series يتميز بوجود بلاور شديد التحمل يعمل حتى 40 ألف ساعة تشغيل، ويحتوى على نيبولايزر أو رذاذة للاستخدام في شكل رذاذ للاستنشاق أثناء العلاج بالجهاز، ويعمل بتقنية التدفق العالي وأيضًا التوصيل بسرعة عالية، ويماثل في ذلك التكنولوجيا المستخدمة في أجهزة "فابوثيرم" الأمريكية، كما يدعم أوضاع التنفس اللاختراقي المماثلة لأجهزة "V60" التي تنتجها شركة فيليبس الهولندية، ويدعم أوضاع التنفس الاختراقي المماثلة لتكنولوجيا جهاز PB560 الذي تنتجه شركة "ميدترونيك" الأمريكية.
وأكد أن الجهاز يتيح إمكانية التحكم التلقائي في fio2 أو التحكم اليدوي، ويتم دعمه ببطارية تعمل حتى 6 ساعات، ومزود بمرطب خارجي وفلتر تنفس بكتيري، إلى جانب مزايا سهولة فك وتركيب صمامات الشهيق والزفير، والتي تفيد في منع العدوى وسهولة التعقيم.
ونوه بالجدوى الاقتصادية العالية التي يمثلها هذا المشروع من توفير أجهزة التنفس الصناعي التي يتم إنتاجها محليا، وتجنب الآثار السلبية لزيادة الأسعار العالمية على مستوى الخدمات الطبية المقدمة للمريض المصري، خاصة مع الأزمات التي يواجهها العالم كجائحة كورونا، كما يعد إنتاج هذا النوع من الأجهزة محليا فرصة ذهبية لمصر من حيث تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الفاتورة الاستيرادية وإمكانية التصدير للعديد من الدول التي تعاني نقصا في أجهزة التنفس الصناعي، كدول إفريقيا وآسيا الوسطى.
ومن جهته، صرح الدكتور عادل عبدالغفار المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي للوزارة بأن هذا المشروع نتاج جهود متميزة في ربط المخرجات البحثية بجهات الصناعة من خلال عقد البروتوكولات واتفاقات التعاون لتحويل الأبحاث العلمية القابلة للتطبيق لمنتجات، والتعاون في إنتاجها وتوزيعها وتوفير بدائل محلية لمستلزمات الصناعة القومية.
وأشار إلى أن الوزارة تنفذ حاليا سياسة علمية تقوم على توظيف البحث العلمي لخدمة المجتمع المصري، وتلبية احتياجاته في كافة المجالات من خلال الدور البحثي للمراكز والمعاهد البحثية والجامعات، مؤكدًا أنها تعمل في تعاون دائم ومُستمر مع كافة قطاعات التنمية في الدولة.. وأشاد بنتائج المشروع المتمثلة في إنتاج تكنولوجيا تنفس صناعي مصرية بالكامل.