الإفتاء: «العيدية» ترسخ صلة الرحم والتراحم والمودة

دعا الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، المواطنين إلى استغلال عيد الفطر المبارك في إنهاء المشاحنات والعمل على التراحم وصلة الأرحام التي اشتق لها الله تبارك وتعالى اسما لها من أسمائه الحسنى سبحانه وتعالى، مؤكدا أن العيدية من الأمور المستحبة التي تعمل التي ترسخ للتواصل والمودة وصلة الرحم والتراحم.

وأوضح ـ خلال لقائه اليوم في الحلقة الثلاثين من حلقات برنامج " آيات محكمات" والذي نتناول فيه قبس من أنوار القرآن الكريم في شهر القرآن، والذي تقدمه وكالة أنباء الشرق الأوسط /أ ش أ/ على النشرة العامة ومواقع السوشيال ميديا ، خلال حديثه عن صلة الأرحام والمودة ـ من الأمور التي حثنا عليها الشرع الحنيف وأمرنا بها المولى عز وجل في القرآن الكريم يقول تعالى ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83)﴾.

وقال عاشور : إن صلة الأرحام من القضايا الاجتماعية التي أمرنا الله بالحفاظ عليها ومراعاة وتتبع أحوالها في كل وقت من أجل بناء مجتمع قوي. حيث نجد الحق يربط صلة الأرحام بخشيته والخوف من حسابه وذلك لعظم شأنها يقول الله تبارك وتعالى ﴿وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21)﴾، كما يحذر الله من مغبة قطع الأرحام في قوله تعالى : ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22)﴾.

وأضاف عاشور قائلا : ومن أهم أسباب دخول الجنة صلة الرحم: فعن عبد الله بن سلام -رضي الله عنه- قال: (لمَّا قدِمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ المدينةَ انجفلَ النَّاسُ قبلَهُ قالوا: قدِمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّم. فجئتُ لأنظرَ فلمَّا رأيتُهُ عرفتُ أنَّ وجْهَهُ ليسَ بوجْهِ كذَّابٍ. فَكانَ أوَّلُ شيءٍ سمعتُهُ منْهُ أن قالَ: يا أيُّها النَّاسُ أطعِموا الطَّعامَ، وأفشوا السَّلامَ، وصِلوا الأرحامَ، وصلُّوا باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ، تدخلوا الجَّنَّةَ بسَلامٍ)، كما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله خلق الخلق، حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ من القطيعة، قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى، قال: فذاك لك». ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرأوا إن شئتم «فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم، أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم، أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها».

وناشد عاشور المواطنين إلى استغلال المناسبات الاجتماعية والدينية للالتقاء وصلة الأرحام، مضيفا فلنحاول أن نعمل على إنهاء الخصومات والبغضاء في العيد وجعل العيد لإسعاد ذوي القربى والأرحام والذين هم على درجة من القرابة مع الانسان أو الجيران ، وذلك مصداقا لحديث سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم ( مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه). حتى يبارك الله لنا في أرزاقنا وأعمارنا يقول سيدنا النبي فيما روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أحب أن يبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه»، وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها».

وأضاف عاشور أن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قد نبهنا إلى قضيتين كبيرتين وهما محور اهتمام الإنسان الأولى قضية الرزق والثانية الأجل والعمر، ومن ثم فمن أراد أن يبارك له في رزقه وينسأ له في أجله بمعنى أنه يريد يزيد الله في رزقه فليصل رحمه . يا الله يعنى صلة الرحم تعمل على التوسعة في الأرزاق . نعم وتبارك فيها ، وأكثر من ذلك صلة الرحم تطيل العمر والأجل وهذا من كلام الصادق المصدق صلى الله عليه وسلم ، ولنا أن نقوم بتجربة ذلك بيقين سوف نجد أنه ما من إنسان يسعد إنسان آخر أو أحد من ذوي القربى ويقوم بصلة الأرحام ، إلا سيجد من يسعد قلبه، وما فعلت شيء لله إلا أسعد قلبك بما تحب ربنا سبحانه وتعالى يحب الخلق أكثر من حب الخلق لأنفسهم ، وربنا يوصيك على أختك وأخوك أو اليتامى والمساكين ويقول لك أنا أريد أن أعطيك . إن أعطيتني سأعطيك يقول تعالى: ( قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ). حتى العيدية نوع من أنواع صلة الرحمن والابتسامة صلة رحم، والزيارة والكلمة الجميلة الطيبة صلة رحم . مثلما نقول نحن المصريون: زورونا بالأقدام ولا تزورونا بالإحسان. لا أريد منك فاكهة أو علبة شيكولاته . انا أريدك ن تأتي إلينا وتجلس معنا . 

ولفت عاشور النظر إلى أن زيارة الموتى في المقابر صلة رحم لما فيها من خير يعود عليهم جزاء الصدقات التي يمكن للإنسان أن يتصدق بها الابن أو البنت على الفقراء المجاورين للمقابر أو من يتواجدون فيها خلال المناسبات والأعياد ، مشترطا أن تكون زيارة المقابر في الأعياد بدون حزن لك أو لمن حولك لأن الأعياد شرعت للفرح .