مبيد حشري ومادة سامة وراء سحب «إندومي» من الأسواق
قامت الشركة المصنعة لمنتج «إندومي»، بسحب 733.34 ألف كرتونة بنكهات مختلفة، غير مطابقة للمواصفات، بعد تحذير رسمي من الهيئة القومية لسلامة الغذاء في مصر.
ويعد منتج «إندومي» من السلع الأكثر رواجا في الأسواق، لكن تسبب في جدل واسع انتشر مؤخرًا حول أضرر “الشعرية” المفضلة لدى قطاع واسع من المصريين وخاصة بين الأطفال والشباب، وهو ما دفع الأجهزة المعنية لإعطاء الشركة مهلة لسحب منتجها من الأسواق.
ووفقاً لأحكام القانون رقم (1) لسنة 2017 ولائحته التنفيذية، فإن الهيئة القومية لسلامة الغذاء هي الرقيب على متداولي الأغذية والمنشآت الغذائية للتأكد من تحقيقهم لمتطلبات ومعايير سلامة الغذاء وتوفير الغذاء الآمن للمستهلك.
تحرك رسمي
وقامت الهيئة بسحب عينات من «إندومي» لتحليل المنتج والوقوف على مدى سلامته.
وأشارت الهيئة إلى أنها تتخذ قراراتها بالنسبة لتداول المنتجات الغذائية في ضوء التقييم العلمي الدقيق والنتائج المعملية في المعامل المختصة والمعتمدة ووفقاً لصحيح القانون.
نتائج التحاليل
وأظهرت نتائج التحاليل التي أجرتها الهيئة، صلاحية الشعيرية سريعة التحضير للاستهلاك الآدمي وعدم صلاحية منتج الشطة ونكهتي الدجاج والخضار للاستهلاك الآدمي لوجود نسبة من الأفلاتوكسينات ومتبقيات المبيدات بما يتعدى الحدود الآمنة المسموح بها للاستهلاك الآدمي.
وقامت الهيئة، على الفور بإخطار الشركة بضرورة سحب المنتج من سلسلة الإمداد الغذائي وعدم تداول أكياس الشطة، والنكهات غير المطابقة، ومنح الشركة مهلة 48 ساعة لسحب المنتج نهائيا من الأسواق.
سحب المنتج من الأسواق
واستجابت الشركة المنتجة لـ«إندومي»، على الفور، وسحبت من الأسواق 733.34 ألف كرتونة بنكهات مختلفة.
وأوضحت الشركة، أنها لا تزال مستمرة في سحب منتجاتها غير المطابقة لاشتراطات سلامة الغذاء حتى الآن، وطرح الشعرية سريعة التحضير بدون أكياس الشطة.
وقف التعامل مع مُنتج «شطة» إندومي
وأضافت الهيئة، أنه تم إيقاف التعامل مع الشركة المنتجة للشطة حتى يتم القيام بالإجراءات التصحيحية التي تضمن خلو المنتج من الملوثات ومسببات الأمراض، لافتة إلى أنه تم عدم تداول نكهة الدجاج والخضار وإزالة الوارد على عبوات منتجات الشركة الخاص بفوائد فيتامين ب وأملاح معدنية من حديد وزنك وكالسيوم.
مخاطر الـ«إندومي» عرض مستمر
وتكرر الحديث عن مخاطر تناول الـ«إندومي»، ففي ابريل 2021، قدمت الدكتورة ولاء التمامي، عضوة البرلمان، بطلب إحاطة إلى وزيرتي التجارة والصحة، يحذر من تداول في الأسواق المصرية، لما لها من تأثير خطير على صحة المواطنين لاسيما الأطفال.
وتقدمت عضوة البرلمان بطلب الإحاطة بعد عقب وفاة طفلتين شقيقتين بعد تناولهما وجبة المكرونة المجهزة "«إندومي»
وأضافت أن هناك دراسات عالمية حديثة تحذر من مخاطرها، إذ تتسبب في ضمور الأعصاب بسبب مادة الصوديوم أحادي الجلوتامات، والتي تستخدم لإضافة النكهة في العديد من الأطعمة المصنعة، كما إنها وجبة تفتقر إلى أي عنصر غذائي مفيد للجسم.
وأوضحت عضوة البرلمان ، أن المنتج بها نسبة مرتفعة جدا من الدهون والأملاح والتوابل الرافعة لضغط الدم مما يؤثر على القلب وباقي أعضاء الجسم وبها نسبة عالية جدا من السعرات الحرارية والدهون والمواد الحافظة والصوديوم والألوان الصناعية، ولها تأثيراتها السلبية على الصحة وتسبب الزيادة في الوزن بسبب محتواها من الدهون والنشويات، فكل عبوة 70 جراما وبها نحو 350 سعرا حراريا، من بينها 139 سعرا حراريا دهون، وذلك بحسب ما ورد في طلب الإحاطة.
وفى 13 ابريل الجاري كشف محمود حسن، أحد تجار الجملة، أن وكيل « إندومي» يقوم حاليا بسحب المنتج الموجود عند تجار التجزئة والبقالين بسبب ما أسماه مشكلة في أكياس التوابل.
أعقب ذلك مطالبة شعبة الأغذية باتحاد الغرف التجارية الشركة بإصدار بيان رسمي لتوضيح الخلل في المنتج بعد سحبه من الأسواق، إلي أن حسمت هيئة سلامة الغذاء برئاسة الدكتور حسين منصور الجدل الدائر، وسحب الكميات الموجودة بالأسواق لوجود مشكلات صحية في أكياس الشطة، وذلك بعد قيام الهيئة بسحب عينات من الأسواق لتحليل المنتج والوقوف على مدى سلامته.
وتبين بعد ورود نتائج التحاليل بصلاحية الشعرية سريعة التحضير للاستهلاك الآدمي وعدم صلاحية منتج الشطة ونكهتَي الدجاج والخضار للاستهلاك الآدمي لوجود نسبة من الأفلاتوكسينات ومتبقيات المبيدات؛ بما يتعدى الحدود الآمنة المسموح بها للاستهلاك الآدمي.
معلومات عن المواد الخطرة المستخدمة في الـ«إندومي»
رصدت تحاليل الهيئة القومية لسلامة الغذاء، وجود منتجات ضارة في منتج الـ«إندومي» مثل الأفلاتوكسينات Aflatoxins وهي مواد سامة تنتجها بعض الفطريات التي تصيب بعض الأغذية والأعلاف، وتعد من أشهر السموم الفطرية، وتكمن خطورتها في تأثيرها المسرطن والآثار السمية الحادة التي ظهرت على البشر.
تحذير لمنتجي الأغذية
وأكدت الهيئة على متداولي الأغذية والمنشآت الغذائية للتأكد من تحقيقهم لمتطلبات ومعايير سلامة الغذاء وتوفير الغذاء الآمن للمستهلك، والتي تتضمن التأكد من وجود نظام فاعل في المنشآت الغذائية يمكنها من تتبع كافة المنتجات الغذائية التي تصنعها هذه المنشآت خلال كافة مراحل السلسلة الغذائية وصولاً إلى المستهلك في منافذ البيع النهائية سواء من خلال الاحتفاظ بسجلات ورقية أو إلكترونية لبيانات كافة منتجات المنشأة والعملاء الذين قامت المنشأة بتوريد منتجاتها إليهم.
وشددت الهيئة، على أن هذا الاجراء يتم بصفة شبه يومية في مختلف دول العالم المتقدمة، حيث تقوم المنشآت الغذائية حال اكتشاف وجود عيب أو ملوث في أحد منتجاتها الغذائية بالتنسيق مع السلطات الرقابية لإجراء السحب أو الاسترجاع للمنتج بصورة طوعية حرصًا على صحة المستهلك وسمعة المنشأة.
مناشدة الشركات والمستهلكين بالإبلاغ حال فساد الأغذية
وناشدت الهيئة الإبلاغ الطوعي من قبل الشركات حين رصدها لأي خطأ أثناء التداول، مؤكدة بأن هذا الإجراء يثبت مدى حرص الشركات على الحفاظ على صحة وسلامة المستهلك، وتحملها للمسؤولية في حال وجود خطر أو مخاطر، فيما تقدمه من غذاء بما يؤكد على المصداقية أمام الهيئة القومية لسلامة الغذاء وأمام المستهلكين.
ودعت الهيئة المستهلك المصري والكافة بالتواصل مع الهيئة ومتابعة بيانتها وموقعها الرسمي على الشبكة الدولية الإنترنت وعدم الانسياق وراء إشاعات قد تكون مغرضة أو غير صحيحة بخصوص ما يعتريهم من شكٍّ أو رِيبة بشأن سلامة المنتجات الغذائية، بدلًا من التسرع بنشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي مما قد يُكدر الأمنَ والسلمَ العامين ولو بحسن نية، أو يدخل في دائرة التجريم ويستوجب المعاقبة.