«لم نقطع إقامة صلاة التراويح على أحد».. «الأوقاف» توضح ملابسات واقعة مسجد المراغي
أكد القطاع الدينى فى وزارة الأوقاف أن الوزارة حريصة كل الحرص على إقامة صلاة التراويح بكل أريحية وهدوء للمصلين فى ظل الأجواء الإيمانية للشهر الكريم، وأنها لم ولن تتخذ أى إجراء بشأن قطع الصلاة على أحد ولم يصدر عن أى من قياداتها على أى مستوى أى توجيه بذلك، وفى حالة حدوث أى تجاوز يكون دور المفتش مجرد رصد التجاوز دون أى تدخل أو إجراء منه تجاه المسجد، وتقوم المديرية المختصة بدراسة الأمر ومعالجته بمعرفتها.
وأوضحت الوزارة أن ما حدث فى مسجد المراغى بحلوان هو ملاحظة مدير المديرية قيام شخص غير مصرح له بالإمامة من المديرية، فاستدعى مدير الإدارة للوقوف على الأمر ومعرفة سبب غياب إمام المسجد فى هذا اليوم، ولاحظ أحد الناس ممن لا علاقة لهم بالأوقاف ذلك، فقام بتوجيه حديثه للإمام الذى كان يصلى بسرعة إنهاء صلاته خوفًا من أن يتعرض المسجد للغلق، فقام الدكتور خالد صلاح مدير مديرية أوقاف القاهرة بالتدخل مباشرةً مؤكدًا أن أحدًا لم يأمر على الإطلاق لا بإنهاء الصلاة ولا بقطعها، وأن المسجد مفتوح وسيظل مفتوحًا بإذن الله تعالى، وتقدم للقبلة بنفسه وأتم صلاة التراويح إمامًا بالناس، وقد تم إحالة إمام المسجد المتغيب فى هذا اليوم للتحقيق، كما تم إحالة مدير الإدارة للتحقيق فى سبب سماحه لشخص غير مصرح له من الأوقاف بإمامة الناس.
وتؤكد الوزارة على تعليماتها لجميع المفتشين بأن دورهم فقط هو رصد أى مخالفة دون الاحتكاك بالناس أو حتى العاملين بالمسجد فى أوقات أداء الشعائر، وإنما يرفعون تقاريرهم بأى تجاوز لمدير الإدارة التابعين لها لإعمال شئونه فى معالجة أى مخالفة بالطرق الدعوية والقانونية معًا.
وأكدت الوزارة على عدة أمور:
أولاً: أن دورها هو خدمة بيوت الله (عز وجل) ورواد بيوته، وتوفير المناخ والجو الملائم والمناسب لهم لأداء شعائرهم باطمئنان وسكينة، ولا أدل على ذلك من قيامها بهذا الدور العظيم فى عمارة بيوت الله (عز وجل) تشييدًا وافتتاحًا وصيانة وفرشًا ونظافة وتجهيزًا بأعداد لا سابقة لها ومستوى شديد التميز، حيث افتتحت فى الشهر الأخير وحده أكثر من 250 مسجدًا.
وأنها عندما اضطرت لأخذ قرارها بشأن التهجد والاعتكاف فإنه لم يكن أبدا قرارًا فرديًا أو اعتباطيًا إنما هو قرار مؤسسى من خلال لجنة إدارة أزمة الأوبئة والجوائح الصحية بمجلس الوزراء برؤية مشتركة دينية وصحية، وقد أكدنا أن الرأى الدينى يبنى على الرأى الطبى ولا يسبقه، ولا يجوز لأى جهة أو مؤسسة أن تصدر أى قرار منفردة بذلك ما دامت هناك لجنة وطنية مشتركة منوط بها الأمر، فالرؤية هنا رؤية مؤسسية مبنية على المصلحة المعتبرة دينيًا ووطنيًّا، ولا يمكن أن تجتمع هذه المؤسسات إلا على ما يحقق الصالح العام.
ثانيًا: التنبيه المشدد على جميع العاملين بالأوقاف بعدم السماح لأى شخص غير مرخص له بالخطابة أو مصرح له بالإمامة من المديرية وفق تعليمات القطاع الدينى بالخطابة أو أداء الدروس الدينية بإمامة الناس فى الصلاة، وإحالة أى مخالف فى ذلك للمساءلة القانونية والتأديبية.
ثالثا: نسأل الله العلى العظيم أن يعجل برفع البلاء عن البلاد والعباد، وأن تعود بيوت الله (عز وجل) للعمل بكامل طاقتها وحيويتها فى خدمة الدين والمجتمع، مع تأكيدنا على تكثيف دروس التوعية الدينية من خلال دروس العصر وخواطر التراويح، والتأكيد فى ذلك على أنه من كان يعمل عملا فحبس عنه لعذر فإن أجر هذا العمل سيكتب له كاملا غير منقوص، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إذا مرضَ العبدُ أو سافرَ كتبَ لَهُ من العملِ ما كانَ يعملُهُ وَهوَ صحيحٌ مقيمٌ".
وتابعت "إن أبواب الخير واسعة فإذا أغلق باب منها لعذر معتبر فإن سائر الأبواب لم تغلق وأبواب الرحمة لم تغلق، والتهجد كما بين العلماء يمكن أداؤه فى المنزل، بل قد استحب كثير من العلماء ذلك حتى فى غير أوقات الجوائح، فما بالكم بأوقاتها وظروفها؟! فضلا عن كل ما هو متاح من الذكر وقراءة القرآن، كما أن قيام الليل غير محصور فى المسجد، فقم فى بيتك واجتهد أقصى طاقتك، فضلا عن واجب الوقت من التكافل والتراحم وإطعام الطعام وإغناء الفقراء فى هذه الأيام، سائلين الله (عز وجل) أن يبلغنا وإياكم ليلة القدر وأن يرزقنا فيها القبول وأن يعجل بزوال هذه الجائحة عن مصرنا العزيزة وسائر بلاد العالمين، وأن يرزقنا وإياكم حسن الفهم وحسن القبول".