لافروف: لا نسعى لتغيير النظام في أوكرانيا والغرب استخدم زيلينسكي ضد روسيا
أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم الثلاثاء، أن موسكو لا تسعى إلى تغيير النظام في كييف، وإنما تريد أن يقرر الشعب الأوكراني مصيره ومستقبله، مضيفا أن الغرب استخدم الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي ضد روسيا.
وقال لافروف ـ في تصريح أوردته قناة (روسيا اليوم) الإخبارية ـ "إن الهدف من العملية العسكرية الروسية نزع السلاح واجتثاث النازية من أوكرانيا، وإن الأزمة بدأت مع أوكرانيا منذ محاولة كييف توقيع اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، التي تهدف إلى عدم وجود رسوم على الصادرات والواردات، ورأت روسيا حينها تغيير اتفاقياتها مع كييف".
وأضاف أن حكومة كييف هاجمت مناطق القرم الواقعة شرق أوكرانيا، ورغم ذلك تم التوصل إلى اتفاق مينسك في فبراير 2015 ولكن بعد 8 سنوات أعلنت الحكومة الأوكرانية عدم تنفيذ الاتفاق واستمرت في قصف المناطق في لوجانسك ودونيتسك.
وأوضح أن أوروبا والولايات المتحدة والحكومة الأوكرانية لا توافق على الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها في مجلس الأمن، مؤكدا أن محاولة واشنطن والغرب في الهيمنة على العالم أجمع وجعله عالم أحادي القطب ستفشل.
وأشار لافروف إلى أن محاولاتهم لجعل العالم أحادي القطب جعلتهم يتصرفون كما يشاؤون في العراق وسوريا ويوغوسلافيا وليبيا البعيدة عن الولايات المتحدة ويعلنون أنها تهدد أمنهم.
وأضاف وزير الخارجية الروسي أن الغرب أخلف وعده مع روسيا وبدأ الناتو في توسيع نطاقه إلى الشرق وتحول من حلف دفاعي إلى هجومي، معتبرا ذلك تهديدا لأمن روسيا.
وقال لافروف إن حلف الناتو كان دفاعيا عندما كان الناتو في مقابل حلف وارسو، موضحا أنه بعد اختفاء حلف وارسو وبعدها الاتحاد السوفيتي قرر الغرب التحرك باتجاه الشرق وتشكيل قواعد هجومية باستخدام دول الاتحاد السوفيتي السابق مثل أوكرانيا واستخدموها كمنصة لتهديد المصالح الروسية.
وتابع أنه "كان يتعين علينا حماية الأقاليم التي أعلنت انفصالها عن أوكرانيا بسبب القوانين التي تحرض على النازية اتجاهها، كما أصبحت أوكرانيا منصة للناتو بإعلانها الرغبة في الانضمام إلى الحلف، فيما عزز الجيش الأوكراني تواجده في الشرق خلافا لكل اتفاقات وقف إطلاق النار، ولم يكن لدى موسكو خيار سوى توقيع اتفاقية للمساعدة المشتركة والدفاع وفقا لطلب جمهورية لوجانسك ودونيتسك".
وحول الضربات الروسية للبنى التحتية في أوكرانيا، قال لافروف إن القوات الروسية تضرب البنية التحتية العسكرية، موضحا أن الجيش الأوكراني وكتائب القوميين المتشددين يستخدمون المدنيين كدروع بشرية ويخزنون السلاح في المستشفيات.
وأكد أن روسيا ستقوم بإجراء تحقيقات حول الجرائم التي ارتكبتها الكتائب الأوكرانية والقوات المسلحة الأوكرانية، مشيرا إلى أنه تم تشكيل لجنة في إطار القانون الروسي بهذا الصدد لكشف الحقيقية.
وحول وجود تحقيق عن احتمالية ارتكاب القوات الروسية لجرائم خلال العملية العسكرية، قال لافروف: "لدينا قانون يمنع العسكريين من تنفيذ أي أعمال إجرامية وذلك وفق القانون الدولي أيضا".
وبشأن مزاعم الأحداث التي وقعت في بوتشا، قال لافروف إنه بعد 3 أيام من خروج القوات الروسية من بوتشا أُعلن عن العثور على جثث بالمدينة لاتهام القوات الروسية.
وحول مدى قدرة روسيا على تحمل الضغوط الدولية التي تمارس عليها، أكد لافروف أن روسيا تخضع للعقوبات على الدوام، لذا وصلنا إلى نتيجة ثابتة بأنه لا يمكن لروسيا أن تعول على الغرب في أي مجال استراتيجي، مضيفا أن بلاده منفتحة للتعاون مع جميع الدول التي لا تستخدم الإجراءات أحادية الجانب غير القانونية، ومنها الهند.
من ناحية أخرى، كشف وزير البنية التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف عن أن التدخل الروسي أدى إلى إتلاف أو تدمير ما يصل إلى 30٪ من البنية التحتية بتكلفة 100 مليار دولار.
وقال كوبراكوف - في تصريح أوردته وكالة أنباء (يوكرنفورم) الأوكرانية - "عمليا كل مكونات البنية التحتية للنقل لدينا تضررت بشكل أو بآخر ويمكن إعمارها في غضون عامين باستخدام الأصول الروسية المجمدة".
وأضاف أن التدخل الروسي قد أثر على 20٪ إلى 30٪ من جميع البنية التحتية بدرجات متفاوتة ومختلفة من الدمار، لافتا إلى أن أكثر من 300 جسر على الطرق دمرت أو تضررت.
ويتوقع وزير البنية التحتية دعم الدول الغربية لإعمار أوكرانيا، قائلا: "يمكن العثور على أموال من مجموعة من المصادر لدعم جهود إعادة البناء".
وأشار إلى أن "هناك العديد من المصادر التي يتم النظر فيها؛ الأول هو أصول روسيا والتي تم تجميدها الآن في جميع الدول الكبرى تقريبًا".