سعيد عامر: الزكاة تطهر الإنسان من الحقد والحسد والرذائل وكل الأخلاق الخبيثة
قال الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام بمجمع البحوث الإسلامية سابقاً، الدكتور سعيد عامر إن الزكاة هي الركن الركين المقرون بالصلاة في القرآن الكريم، مصداقا لقوله تعالى: "وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ"، فالزكاة تطهر الإنسان من الحقد والحسد والرذائل وكل الأخلاق الخبيثة، وكذا من أمراض القلب من بغضاء وشحناء وبغض وحسد وغيرها، كما أنها تطهر المال من الحرام، وفيها أيضا تزكية للإنسان وتنقية لقلبه.
وأوضح عامر -خلال حديث دعوي علمي عقب صلاة التراويح بالجامع الأزهر- أن الزكاة فيها النماء والزيادة، مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "مَا نَقَصَ مَالُ عَبدٍ مِن صَدَقَةٍ"، فكل مال تخرج زكاته تضاف إليه البركة، تنميه وتزيده، كما أنها تضيف بركة للإنسان في صحته وعمله وبيته وجميع أحواله، إضافة لكون الزكاة تحصينا للمال وحفظا له، شريطة أن يكون مدركا لمعنى الزكاة وأن ينتقي لها أفضل ما لديه.
وأضاف عامر أن قوة الإيمان في القلب، وهي التي تدفع الإنسان إلى عمل الخير والصدقة تلقائيا ودون أي تردد، فالنفس المطمئنة دائما ما تدفع الإنسان إلى عمل الخير، ويقينا منه بأن الزكاة هي حق الغير وأن للفقراء حق في أموال الأغنياء، وقد ذكر لنا الله تعالى الكثير من الآيات التي تفيد بهذا المعنى، ومنها ما جاء في سورة القلم "إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلَا يَسْتَثْنُونَ * فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ"، حين عزم أصحاب البستان على منع ما اعتاد والدهم عليه من صدقة وزكاة للفقراء، فكان رد الله عليهم وانتقامه منهم سريعا، فعاقبهم الله فأحرق لهم جنتهم وسارت أرضاً جرداء بلا شجر ولا ثمر.
وشدد عامر على أن من صفات أهل الإيمان الصدقات والتطوع، فكان صلى الله عليه وسلم يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، خاصة في هذه الأيام المباركة التي يتضاعف فيها الثواب، فنحن جميعا مستخلفون في هذا المال، فهو مال الله تعالى، فهو سبحانه من مدنا بالمال والقوة العقل، وهو من يسر لنا سبيل الرزق، لافتا إلى أن الله قد أعطانا المال والحياة بلا مقابل، ورغم ذلك فقد اشترى منا بمقابل، فالسلعة هي النفس والمال، والمقابل هو الجنة، فعلينا جميعا أن نكون حريصين عليها وأن نمشي على الطريق الذي رسمه الله تعالى لنا، والذي نصل من خلاله إلى مرضاة الله والفوز بجناته.
وتابع عامر أن الإنسان لا بد أن يقدم القدوة والنموذج الحسن في الإنفاق والتصدق لأبنائه، حتى تتخرج أجيال قادرة على العطاء وتقديم روح التكافل مع إخوانهم من الفقراء والمحتاجين، فينعكس ذلك على أمن وسلامة مجتمعاتنا، مؤكدا أن المسلم مطالب بروح التكافل وتقديم يد العون دائما للمحتاجين والفقراء، وخاصة ممن يتعففون على طلب المساعدة، فعليه أن يبحث عنهم وأن يبادر دائما بمد يد العون لهم ومساعدتهم، موضحا أن وقتنا الحالي يقتضي إيجاد بدائل لزيادة قاعدة مخرجي الزكاة، كأن يتم حساب النصاب للزكاة بالفضة وليس بالذهب، على سبيل المثال، خاصة في ظل ما نراه من ارتفاع مبالغ فيه لأسعار الذهب، مشيرا إلى أن الإنسان حين يبخل بالمال فلن ينفعه ذلك في يوم لا ينفع فيه الندم، فثواب الصدقة يوم القيامة عظيم مصداقا لقوله تعالى "الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ"، فعلى الإنسان أن ينفق على قدر ما عنده وفي كل حالاته، في السراء والضراء.
جدير بالذكر أن المركز الإعلامي للأزهر الشريف يقوم ببث صلاة العشاء والتراويح يوميًّا مباشرة من الجامع الأزهر، عبر صفحات الأزهر الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل ربط المسلمين حول العالم بروحانيات هذا الشهر الفضيل من خلال الجامع الأزهر ودروسه العلمية لكبار العلماء، كما يشهد الجامع يوميا توافدا كبيرًا للمصلين من مصر ومن مختلِف الجنسيات وخصوصا الطلاب الدارسين بالأزهر من أكثر من مئة دولة، وينظم الجامع لهؤلاء الطلاب يوميا إفطارًا جماعيا لألف وخمسمائة طالب.