لها أصول مصرية.. من هي مارين لوبان المرشحة الأبرز لرئاسة الإليزيه؟
في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، التي ألقت بظلالها على العالم بأسره وخلفت تداعيات سلبية، اتجهت أنظار الأوساط السياسية صباح الأحد الماضي، نحو فرنسا، التي شهدت الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية، والتي تنافس فيها 12 مرشحًا، كان أوفرهم حظًا الرئيس المنتهية ولايته، إيمانويل ماكرون، ومرشحة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، مارين لوبان.
وجاءت نتيجة انتخابات الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، بإعلان فوز ماكرون بنسبة 27,85 في المئة، ولوبان بنسبة 23,15 في المئة، لينتقلا إلى الدورة الثانية، المقرر عقدها في 24 أبريل الجاري.
وبحسب الأرقام التي أصدرتها وزارة الداخلية الفرنسية، بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية الفرنسية 65% حتى الساعة 15.00 بتوقيت جرينتش، بتراجع قدره 4,4 نقاط مقارنة بانتخابات 2017 (69.42 %).
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تصل فيها مرشحة اليمين المتطرف، ماريان لوباين، إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، حيث تنافست مع الوسطي والقريب من الاتحاد الأوروبي، إيمانويل ماكرون، في انتخابات 2017، والتي طويت بفوز الأخير.
من هي المرشحة لرئاسة الإليزيه مارين لوبان؟
ولدت لوبان، عام 1968 في مدينة نويي في إقليم هوت دو سن، غربي العاصمة باريس، وتبلغ من العمر (54 عاما)، وهي البنت الصغرى لمؤسس حزب الجبهة الوطنية، جان ماري لوبان، من زوجته الأولى، بييريت.
درست القانون في باريس، وحصلت فيه على شهادة الماجستير، وبدأت مسيرتها العملية كمحامية ثم تقلدت عدة مناصب قيادية.
أصول مصرية
وذكرت لوبان، في تجمع حزبي في انتخابات 2017 أن لها أصول مصرية، مشيرة إلى أن والدة جدتها كانت تدعى بولين، وهي قبطية ولدت في مصر.
تزوجت مرتين وأنجبت ثلاثة أولاد من زوجها الأول، فرانك تشافروي، (جيان ولويس وماتيلد)، وبعد طلاقها من تشافروي في عام 2000، تزوجت في عام 2002 من إريك لوريو، السكرتير الوطني السابق للجبهة الوطنية، وانفصلا عام 2006، بحسب إذاعة “بي بي سي” البريطانية.
مسيرتها السياسية
التحقت لوبان عام 1986 بحزب التجمع الوطني المتطرف، الذي أسسه والدها جان ماري لوبان، لتبدأ حياتها السياسية مبكرًا، وفي عام 1998 غادرت نقابة المحامين، لتلتحق بالفريق القانوني لحزب والدها.
وفي نفس العام، حصلت لوبان لأول مرة على مقعد مجلس مقاطعة نوربادكالي، ثم أصبحت في عام 2000 عضوة في المكتب السياسي للحزب.
وكان والدها جان ماري لوبان هو أول مرشح يميني متطرف يحمل هذا المعسكر السياسي، المعروف بطروحاته المتشددة تجاه المهاجرين والمسلمين، إلى الدورة الثانية من السباق الرئاسي.
وتأهل لوبان الأب في 2002 إلى جانب الرئيس الراحل جاك شيراك الذي فاز بالانتخابات.
يشار إلى أنّ وسائل الإعلام الكبرى في فرنسا، وأحزاب اليسار، قد صنفوا حزب الجبهة الوطنية، بأنه اليمين المتطرف، بينما ترفض لوبان، هذا التصنيف، وتعرف حزبها بأنه "اليمين الوطني".
وانتخبت في عام 2004، في البرلمان الأوروبي، وصوتت على 42 في المئة من القوانين مع أغلبية النواب الفرنسيين.
وفى عام 2005، جمدت لوبان، عضويتها، في هيئات الحزب، عقب تصريح والدها، الذي أثار الجدل السياسي حينها والذي قال فيه إن "الاحتلال الألماني لفرنسا لم يكن بالبشاعة التي يتصورها الناس، على الرغم من الأخطاء التي يستحيل تفاديها في بلد كبير مثل فرنسا"، ما جعلها تجمد عضويتها بحزب والدها.
وعقب هذه التصريح، دعت لوبان، إلى تصويت أعضاء الحزب بالمراسلة من أجل تغيير القوانين الحزب وإلغاء منصب الرئيس الشرفي الذي كان يشغله والدها، في خطوة اعتبرها والدها مؤامرة دبرت ضده، ما دفعه إلى اللجوء إلى القضاء، لإلغاء قرار تغيير قوانين الحزب والانتخابات.
وتزعمت لوبان الحزب في عام 2011، بعد استقالة والدها في 2010، لتترشح في العام التالي في الانتخابات الرئاسية عام 2012، لتحصل على 17.90 في المئة من الأصوات وهي نتيجة تعد خطوة مهمة للحزب، إذ أن أفضل نتيجة حققها والدها هي 16.86 في المئة من الأصوات، في انتخابات الرئاسة عام 2002.
وفي الانتخابات الأوروبية عام 2014، حصدت قائمة مارين لوبان وحزبها، على نسبة 33.61 في المئة من الأصوات، بينما حصلت قوائم الحزب الأخرى 24.90 في المئة من الأصوات.
انتخابات 2017
وفي عام 2017، عاودت لوبان الترشح مرة أخرى في الانتخابات الرئاسية، ودخلت الجولة الثانية مع ماكرون، لتنتهي بتسلم الأخير مفاتيح الإليزيه.
ودفعت الهزيمة الثانية لها في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، إلى تغيير اسم جبهتها الوطنية إلى التجمّع الوطني، على أن الكثير من سياساتها لا تزال كما هي دون تغيير واضح.
مواقفها ضد الهجرة والإسلام
عُرفت لوبان، بمواقفها ضد المهاجرين ودعوتها المتكررة إلى الترحيل الفوري لمن يقيمون في فرنسا بصفة غير قانونية، وإمهال الأجانب الذين لا يجدون عملا ثلاثة أشهر لإيجاد وظيفة أو الرحيل، إن كانوا مقيمين بطريقة شرعية.
الأولوية الوطنية
كما طرحت، فكرة الأولوية الوطنية، ومفادها، أن يكون لمن يحملون الجنسية الفرنسية الأولوية على غيرهم في السكن والمساعدات الاجتماعية والعمل (إذا كانت الكفاءة متساوية).
تجميد جميع مشاريع بناء المساجد في فرنسا
كما واجهت مرشحة اليمين المتطرف الفرنسي، اتهامات بالعنصرية وكراهية الأجانب، حيث تعهدت لوبان، في تصريحات سابقة لها، أنها ستجمد جميع مشاريع بناء المساجد في فرنسا إلى غاية التحقق من مصادر تمويلها، حال وصولها إلى سدة الحكم.
توسيع قانون منع ارتداء الرموز الدينية
ووعدت أيضاً، بتوسيع قانون منع ارتداء الرموز الدينية في المدارس ليشمل الأماكن العامة، ومنع ليس النقاب أو البرقع فحسب، بل والحجاب أيضا، حيث أعلنت، خلال مقابلة تليفزيونية، رغبتها في فرض غرامة مالية لمعاقبة وحظر ارتداء الحجاب، إضافة إلى دعوتها إلى منع ذبح الحيوانات وفق الشريعة الإسلامية، وبيع اللحم أو تقديمه في المطاعم على أنه "حلال".
فرض غرامة مالية على المحجبات في الشارع
وأسست لوبان، سياستها على أيدلوجية مناهضة للإسلام، حيث أكدت أنه ستفرض غرامة مالية على المحجبات في الشارع، معتبرة أن الشرطة الفرنسية "بارعة جدًا في تطبيق ذلك".