إيطاليا تشتري غازاً إضافياً من الجزائر لخفض اعتمادها على روسيا
توصلت الجزائر وإيطاليا، يوم الاثنين، إلى اتفاق لزيادة كميات الغاز التي تستوردها روما من الجزائر بهدف التقليص من التبعية للغاز الروسي.
وقالت الشركة الجزائرية المملكومة للدولة في بيان إن سوناطراك حددت أيضا مع شركة "إيني" أسعارا جديدة لمبيعات الغاز للعامين 2022 و2023.
وجرى التوقيع بحضور الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، ورئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراجي، بحسب بيان صدر عن "سوناطراك".
وجاء في البيان أن التعاون يهدف إلى تسريع وتيرة تطوير مشاريع إنتاج الغاز الطبيعي، من خلال تضافر جهود الشركتين، و زيادة حجم الغاز المصدر باستخدام القدرات المتاحة لخط أنبوب الغاز إنريكو ماتيي (ترانسمد)".
و أوضح المصدر ذاته، أن هذه الاتفاقية ستسمح للشركتين "بتحديد مستويات أسعار مبيعات الغاز الطبيعي تماشيا مع معطيات السوق وذلك للسنة 2022-2023 وفقا للبنود التعاقدية المتعلقة بمراجعة الأسعار".
أضاف البيان أن هذه الاتفاقية تأتي لتؤكد التعاون الوثيق بين الشركتين في مجال الاستكشاف وإنتاج المحروقات وكذا في مجال الطاقات الجديدة والمتجددة، مثل الطاقة الشمسية والهيدروجين والوقود الحيوي واحتجاز وتخزين واستخدام ثاني أكسيد الكربون.
وتزيد إيطاليا وارداتها من الغاز الطبيعي من الجزائر، ضمن مساعي الدولة الأوروبية لخفض اعتمادها على الغاز الروسي، عقب غزو أوكرانيا.
وافقت شركة "إيني" على شراء كميات إضافية من الغاز الطبيعي هذا العام، بما يزيد مشترياتها من شركة الطاقة الحكومية الجزائرية "سوناطراك" بنحو 9 مليارات متر مكعب إضافية سنوياً خلال عامي 2023 و2024.
وزار رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي، اليوم الإثنين، الدولة الواقعة في شمال أفريقيا، والتي كانت ثاني أكبر مورِّد للغاز إلى إيطاليا العام الماضي، وذلك في إطار سعيه لإيجاد بدائل للغاز الروسي، الذي يشكل نحو 40% من استهلاك الغاز في البلاد.
وتعادل الواردات الإضافية نحو 12% من استهلاك الغاز في إيطاليا العام الماضي. وتخطط إيطاليا وغيرها من الدول في أوروبا لقطع اعتمادها على موسكو من أجل عزل الحكومة بسبب غزوها لأوكرانيا.
وبينما حظر الاتحاد الأوروبي واردات الفحم الروسي، لم يتم حتى الآن حظر استيراد النفط والغاز. وقالت إيطاليا، إنّها ستدعم فرض حظر على الغاز الروسي، في حال اتخذ الاتحاد الأوروبي موقفاً موحداً لدعم هذه الخطوة.
تلقّت إيطاليا إمدادات غاز من الجزائر بحوالي 21 مليار متر مكعب خلال عام 2021، مقارنة بنحو 29 مليار متر مكعب من روسيا، وقد تدفع الصفقة الجديدة الجزائر لتصبح أكبر مورّد غاز لإيطاليا، لكن ذلك يفرض على الجزائر زيادة الإنتاج رغم التحديات التي تشهدها صناعة الطاقة في السنوات الأخيرة بسبب الافتقار إلى الاستثمار وعدم الاستقرار السياسي.
اضطرابات أسواق الطاقة تهدّد بنقص إمدادات الغاز الطبيعي لسنوات
قالت "إيني" في بيان، إن الإمدادات الإضافية تأتي "نتيجة التعاون الوثيق في تطوير مشاريع إنتاج الغاز" التي تزيد قدرات الإنتاج في الجزائر.
تنتقل صادرات الغاز من الجزائر إلى أوروبا عبر ثلاثة خطوط أنابيب. أحدهما يسمى "ترانس ميد" (TransMed)، والذي ينقل الغاز إلى إيطاليا وسيتم استخدامه لنقل الغاز الإضافي. وخطان أرضيان آخران إلى إسبانيا، أحدهما يمر عبر المغرب وتم إغلاقه مؤخراً بسبب النزاع الدبلوماسي بين الجزائر والرباط.
كذلك اتفق دراغي والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي سيزور روما نهاية مايو، على التعاون المشترك في مجال استثمارات الطاقة المتجددة.