مستشار المفتي: المولى عز وجل رخص الفطر في رمضان لأصحاب الأعذار جبرًا لخواطرهم
أكد الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، أننا ما زلنا نعيش "آيات محكمات" وتجليات شهر الرحمة وتيسير الله الرحمن الرحيم لعباده وعدم المشقة عليهم، وذلك من خلال قوله تعالى عن الصيام "أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ"، وذلك للتخفيف عن الناس وتهيئتهم لاغتنام الفرصة في الطاعة ومنحة الله لجبر خواطر أصحاب الأعذار ممن يعانون من المرض شفاهم وشفانا الله وعافاهم وعافانا جميعا.
وأوضح المستشار العلمي لمفتي الجمهورية -خلال لقائه اليوم في الحلقة الرابعة من حلقات برنامج " آيات محكمات" والذي تناول فيه قبس من أنوار القرآن الكريم في شهر القرآن، وتقدمه وكالة أنباء الشرق الأوسط "أ ش أ" على مواقعها بالسوشيال ميديا -: "أن الله تعالى في قوله "فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ"، وضح كل هذه الأوضاع، حيث وقفنا في اللقاء السابق عند قوله تعالى" أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ" والآن نستكمل الآية الكريمة "فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ" وربنا هنا يقول: فمن كان مريضا أو على سفر فعدة من الأيام الأخر.. بمعنى أن المريض أو من لديه أعمال شاقة لا يستطيع التخلي عنها من أجل الصيام أو من يعمل في المحاجر أو الأفران ولا يتمتع بالقدرة على العمل والصوم في نفس الوقت، هل نقول له صوم فيصوم ويموت".
وأضاف عاشور: "هنا.. نبيح له الفطر ونقول له افطر وبعد ذلك تقضي ما عليك في أيام أخر بعد رمضان، امتثالا لقول الحق تبارك وتعالى "فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ".
ونبه إلى أن الله سبحانه وتعالى سيعوض للمفطر الأجر في الأيام الأخر عند زوال العذر حيث يقوم بقضاء الصيام وسيحصل على أجر رمضان، لافتا إلى أن من هو في حكم المريض المزمن ولا يرجى شفاؤه أو علته دائمة أو ذوي الأعمال الشاقة المستمرة ولا تنقطع "وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ" كما يقولون نسأل الله العافية وهذه أقدار الله، نقول له انتظر ليس هناك مسألة أو قضية في الشريعة الإسلامية ليس لها حل.
وأفاد في هذا الإطار، بأن الحل موجود في الآية الكريمة "وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ" بمعنى وصل التكليف حتى الطوق عند الرقبة أي أن الشخص غير قادر على الصيام أو يتعرض لمشقة عند الصيام، نقول له لا تصم (خلاص ما تصومش).
وتابع المستشار العلمي لمفتي الجمهورية: "لا تتعجل ربنا جاء لك بالحل من عنده وفي ذات الآية الكريمة، حيث قال سبحانه "فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ"، لافتا إلى أنه "يتم احتساب الفدية هنا بـ"المُد" من أكثر طعام البلد "يقال إن المد يساوي 510 جرامات" أي ممكن إخراج عشرة جنيهات على الأقل، والأمر متروك لمن يرغب في الزيادة كما يحب فهو خير له، لكن دون أن ينقص عن قيمة المكيال، ويمكن إخراج القيمة كاملة مرة واحدة أو على فترات شريطة أن تخرج بعد بداية شهر رمضان ودخوله وليس قبله، لأن الله قادر أن يجعلك تشفى وتصوم أو يجعل لك مخرجا".