خصائص شهر رمضان.. أيام يضاعف فيها الله الثواب
خصائص شهر رمضان هي ما يبحث عنها الكثيرون حتى يمكنهم استثمار الشهر الكريم في الأعمال الصالحة والابتعاد عن المحرمات من أجل أن ينالوا الثواب الكبير من عند الله سبحانه وتعالى.
وهناك العديد من خصائص شهر رمضان التي فضله الله فيها على بقية الشهور وأهم خصائص شهر رمضان هو الصيام، باعتباره ركنا من أركان الإسلام.
ونستعرض في سياق التقرير التالي خصائص شهر رمضان ، حتى يتمكن المسلم من معرفتها جيدا، ليدرك أهمية الأيام المباركة من خلال خصائص شهر رمضان.
الصيام أهم خصائص شهر رمضان
جعل الله – سبحانه وتعالى- صيام شهر رمضان المبارك فريضةً على كُلِّ مُسلمٍ ومُسلمةٍ، كما كتبه على الأُمم قبلنا، لِقولهِ -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
كان الصيام في البداية يقوم على التَّخيير بين الصِّيام والفدية، ولكنَّه بعد ذلك أصبح فريضةً لازمة دون تخيير، لِقولهِ -تعالى-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
مضاعفة ثواب الأعمال
إن الله الكريم يُضاعف الأجر والثَّواب في شهر رمضان، ومن الأعمال التي جاءت الأدلَّة بمُضاعفة الأجر فيها ما يأتي: الصَّدقة؛ لِفعل النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ بالخَيْرِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ)، وجاء عن الإمام ابن حجر قوله: "إن الجود أعمُّ وأعظم من الصَّدقة، حيثُ إنَّه إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي".
- العُمرة في شهر رمضان تعدلُ أجر الحجِّ، لِقول النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (مرةٌ في رمضانَ؛ تعدِلُ حجَّةً معي)، وهي من أفضل الأعمال التي يُمكن للمُسلم فعلها في رمضان، لما في ذلك من عظيم الأجر والثَّواب، فهي تعدِلُ أجر الحجِّ، وقيل في بعض الرِّوايات أنِّها تعدلُ أجر الحجِّ مع النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام-.
- قال العُلماء: إن الواجب في رمضان واجبان، فيأخُذ الصائم أجران، وهُما: أجر الصِّيام، وأجر فضيلة شهر رمضان المُبارك.
- نزول القرآن وليلة القدر تميَّز رمضان وخصَّه الله -تعالى- بليلة القدر، وهي اللَّيلة التي ينزل فيها من القُرآن إلى مثلها في السنة القادمة، لِقولهِ تعالى: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)،[ وهي اللَّيلة التي كان فيها النُّزول الأوَّل للقُرآن، وكان نُزولهُ جملةً واحدةً من اللوح المحفوظ إلى بيت العزَّة في السَّماء الدُّنيا، لِقولهِ -تعالى-: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ).
- العبادة في ليلة القدر خيرٌ من العبادة في ألف شهرٍ ممَّا سواها، لِقوله -تعالى-: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)، ومن علامات هذه الليلة كما جاء عن ابن عباس -رضي الله عنه- عن النبيّ قال: (ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سمِحَةٌ، طَلِقَةٌ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ، تُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراءَ)، وتكون في العشر الأواخر من شهر رمضان، وقيامُها يَغفر ما تقدَّم من الذُّنوب.
- كان النبيُّ -عليه الصلاةُ والسلام- يعتكفُ العشر الأواخر من رمضان؛ لإدراكها وإدراك فضلها، وكان يأمر زوجاته بالقيام، ويُستحبُّ الإكثار من الدُّعاء فيها.
صلاة التَّراويح اختصَّ الله -تعالى- شهر رمضان بالقيام، وفي صلاة التَّراويح تقديمٌ لرغبة الله -تعالى- على رغبات النَّفس وشهواتها، وملء القلب بالإيمان، والتَّلذُّذ بسماع القرآن، وإشغال النَّفس بالطاعات وما يرضي الله -تعالى-، وتعويد الجوارح على الطَّاعة، وهي من السُّنن المؤكَّدة، سواءً للرِّجال أو النِّساء، وثبتت بفعل النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام-، ويُسنُّ أداؤها جماعةً في رمضان، وسُمِّيت بالتَّراويح؛ لأنَّ النَّاس يستريحون بعد كُلِّ أربعِ ركعات بعد أن يُطيلوا القراءة فيها، ويبدأ وقتُها بعد صلاة العِشاء إلى طُلوع الفجر.
- كان النبيُّ -عليه الصلاةُ والسلام- يجتهدُ في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهدُ في غيرها من رمضان، فقد كان يعتكفها في المسجد.
- ورد عنه -صلى الله عليه وسلم- في حديثٍ عن عائشة -رضي الله عنها-: (كانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِن رَمَضَانَ حتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أزْوَاجُهُ مِن بَعْدِهِ)، وذلك لإدراك ليلة القدر، وقد أخفاها الله -تعالى- عن عباده؛ ليجتهدوا في العشر الأواخر بالعبادة، والذِّكر، والدُّعاء، وليزدادوا قُرباً من ربِّهم.
- كان النبيُّ -عليه الصلاةُ والسلام- يعتزل نسائه فيها، ويوقظهُنَّ للقيام، وينقطعُ عن الدُّنيا ومشاغلها، ويتفرَّغ للعبادة والطَّاعة؛ لأنَّ الاعتكاف من أنفع العبادات في إصلاح القلب، والتَّخلُّص من الهُموم.
فضائل شهر رمضان
- لشهر رمضان العديد من الفضائل الخاصَّة به، ومنها:
- اختصاص فريضة الصِّيام فيه دون غيره من الشُّهور، كما أنَّ صيامهُ مُكفِّرٌ للذُّنوب.
- فيه تُفتح أبواب الجنَّة، وتُغلق أبواب النَّار، وتُسلسل الشَّياطين.
- رائحة أفواه الصائمين أطيب من ريح المسك عند الله، لقول النبيّ: (لخُلوفُ فمِ الصائمِ أطيبُ عِندَ الله تعالى منْ ريحِ المِسكِ).
- شهرٌ يُعلّم الصَّبر، ويُذهب الحقد من القُلوب، جعلهُ الله -تعالى- شهر البركات، والمواساة، وسيد الشُّهور، ويُضاعف فيه أجر الصِّيام لمن فطّر فيه صائماً، لقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (من فطَّر صائمًا كان له مثلُ أجره، غير أنه لا ينقصُ من أجر الصائمِ شيئًا).