مع انطلاق موسمه خلال ساعات.. «زراعيون» يقدمون روشتة حصاد القمح دون هدر
قبيل ساعات من انطلاق موسم توريد محصول القمح، اعتبارًا من غد الجمعة، قدم خبراء زراعيون، ما يشبه «الروشتة» لتقليل الهالك والهدر أثناء عملية الحصاد، الأمر الذي من شأنه زيادة كميات الإنتاج المحلي الموَّرد رسميًا، ويمنح المزارع وفرًا إضافيًا في إنتاجه، وتحقيق أعلى عائد مجزٍ لهذا الإنتاج.
الخبراء الزراعيون، قالوا لـ«مستقبل وطن نيوز» إنه يتعين على المزارعين، اختيار التوقيت الأمثل لبدء عملية الحصاد، وذلك أن يكون وقت الحصاد بعد ساعات الفجر أو مع غروب الشمس، لأسباب تتعلق برطوبة الأجواء خلال تلك الساعات، حيث تحتاج السنابل إلى معدلات رطوبة مرتفعة، بما يمنع انكسارها خلال عملية الضَّم.
أفضل توقيت للحصاد يضمن عدم انكسار سنابل القمح
وكشف الدكتور علي المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية مواعيد عمل نقاط التوريد لاستلام القمح المحلي خلال شهر رمضان، موضحًا أن نقاط التوريد ستفتح أبوابها من الثامنة صباحًا حتى الخامسة مساءً في شهر رمضان، وفي حال كثافة التوريد سيتم فتح عمليات التوريد أمام النقاط حتى الانتهاء الكامل من السيارات المتواجدة أمام نقاط التوريد أيضًا.
الخبير الزراعي، المهندس خليل مختار، قال لـ«مستقبل وطن نيوز» إن معدل الهالك في المتوسط يبلغ حوالي 20 في المئة وهذه النسبة لأن عمليات الحصاد تتم بأشكال تقليدية وفي مواقيت لا تساعد على سلامة السنابل أثناء تلك العملية، وبالتالي فإن تجنب خسارة المحصول بهذه النسبة بخفضها يرفع بالتأكيد من حجم توريد الأردب، المُسعر بـ885 جنيهًا هذا الموسم، موضحًا أن أفضل توقيت للحصاد يكون في ساعات الفجر أو في ساعات قبل غروب الشمس، لتميز هذه الفترة من النهار بارتفاع معدلات الرطوبة وعدم تكسر السنابل، إلى جانب استخدام الآلات الحديثة في عملية الحصاد.
ويوم أمس الأول، عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعًا مع الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية، والسيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، لمتابعة إجراءات تيسير توريد الأقماح المحلية، وسرعة صرف مقابل التوريد للمزارعين.
معدل الفاقد في عملية الحصاد يبلغ 20%
أضاف الخبير الزراعي، أن تبكير موسم الحصاد والتوريد موسم العام الجاري 15 يومًا، بعدما كان مقررًا منتصف أبريل المقبل، ليصبح أول أبريل لاعتبارات تتعلق بالمخزون وتلبية الطلب المحلي، يستلزم معه العمل على سلامة عملية الحصاد بأكبر قدر ممكن، حفاظًا على الإنتاج بعد عملية الحصاد، وبالتالي ضمان أجر مجزٍ مقابل الكميات الموَّردة، دون هدر كميات كبيرة منها.
وكانت الوزارة جهزت أكثر من 400 نقطة لاستقبال الأقماح المحلية الموردة لهذا العام 2022 تتنوع ما بين الصوامع والهناجر والبناكر والشون المطورة استعدادًا لاستقبال الأقماح المحلية لعام 2022 في الأول من أبريل، وتسعى الدولة هذا العام لتوريد ما يصل إلى 6 ملايين طن قمح محلي، حيث أن الطاقات التخزينية جاهزة لاستقبال هذه الكميات المطلوبة.
من جانبه، قال وجدي المشد، نائب رئيس غرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات المصرية، لـ«مستقبل وطن نيوز»، إنه يتعين على المزارعين، العمل على تقليل الفاقد خلال عملية الحصاد، الأمر الذي يجلب معه أكبر قدر ممكن من الكميات المنتجة ويعود على المزارع بأعلى فائدة اقتصادية من زيادة هذه الكميات.
استيعاب 6 ملايين طن مُخزن هذا العام
وبحسب قرارات مجلس الوزراء، يلتزم كل مزارع بتوريد 12 أردب قمح عن كل فدان كحد أدنى، وألا تقل درجة نظافة القمح الذي يُسلم لجهات التسويق عن 22.5 قيراط، وفي حالة بيع أي كميات من القمح المورد يجب على المشتريين تسليم الكميات المحددة لوزارة التموين، مع حظر بيع ما تبقي من القمح الناتج عن الموسم الحالي لغير جهات التسويق إلا بعد الحصول علي تصريح من وزارة التموين.
وأضاف نائب رئيس غرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات المصرية، أن الموسم الجديد لحصاد القمح وتوريده بعد إعلان وزارة التموين جاهزيتها لاستيعاب ما يزيد عن 6 ملايين طن مقارنة بـ4.3 مليون الموسم الماضي، سيقود الأسعار إلى الهدوء خاصة الدقيق الذي يستخدم في إنتاج رغيف العيش، وكذا تبن القمح المستخدم كأعلاف.
وبحسب تقديرات وزارة الزراعة، فإن الدولة منذ عام 2014 تقوم بتنفيذ مشروعات تستهدف زيادة المساحة المنزرعة بالقمح وزيادة إنتاجية الفدان، والتي ساهمت في زراعة 3.7 مليون فدان قمح هذا العام، ويتوقع إنتاجية لا تقل عن 10 ملايين طن.