تفاؤل في 3 قطاعات بتطبيق الزراعة التعاقدية على الذرة الموسم المقبل

أعرب مزارعون ومنتجو الأعلاف والدواجن، عن ارتياحهم لمباحثات وزارة الزراعة، واتحاد منتجي الدواجن بشأن تطبيق نظام الزراعة التعاقدية على محصول الذرة الاستراتيجي، الموسم المقبل، وقالوا لـ«مستقبل وطن نيوز» إن القرار يقود نحو زيادة كميات توريد الذرة من الإنتاج المحلي، عبر إعطاء المزارعين سعرا محفزا ومجزيا للزراعة، بالإضافة إلى تخفيض فاتورة استيراد المحصول الاستراتيجي، وتدبير العملة الصعبة اللازمة لاستيراده، فضلاً عن دعم استقرار أسعار الأعلاف، كون الذرة أحد أهم مدخلات إنتاجها.

وتسعى وزارة الزراعة، إلى تشجيع المزارعين على زراعة محصول الذرة الموسم المقبل، وذلك عن طريق الانضمام لمنظومة الزراعة التعاقدية التي تضمن للفلاح سعر عادل، كما تضمن توافر المحصول لمصانع الأعلاف، حيث تطبق منظومة الزراعة التعاقدية على العديد من المحاصيل الاستراتيجية الأخرى في مقدمتها القمح والفول.

قرار داعم لقطاعات الأعلاف ومُربي الدواجن والصناعات الزيتية

نقيب عام الفلاحين، حسين عبدالرحمن أبو صدام، قال لـ«مستقبل وطن نيوز» إن القرار إيجابي وداعم للعديد من القطاعات في مقدمتها صناعة الأعلاف ومُربي الدواجن وكذلك الصناعات الزيتية، والمزارعين أنفسهم ممن سيحصلون على عائدٍ مجزٍ عند منحهم نظير الزراعة أجر جيد للمحصول.

وأضاف أبو صدام، أن مصر تستورد 8 ملايين طن كل عام لسد احتياجات السوق المحلية، علاوةً على أن أسعار الشحن التي ارتفعت بشكل جنوني طوال عامي الجائحة، زادت من تكلفة فاتورة الاستيراد، بينما سيوفر القرار الكثير من تلك التكلفة ولو بخفض الكميات الموردة من الخارج، عبر التوسع في الإنتاج المحلي من الذرة.

ولفت نقيب عام الفلاحين، إلى أن مصر أحرزت نجاحاتٍ كبيرةٍ في ملفي زراعة الأرز الذي حققت فيه اكتفاءً ذاتيا بشكل كامل، وكذلك القمح الذي أظهرت الأزمة الحالية بين روسيا وأوكرانيا نجاعة قيام الحكومة بالتوسع في زراعة القمح مبكراً ومضاعفة قدراتها التخزينية، إلى حد التوقعات بارتفاع الإنتاج إلى 10 ملايين طن، بما يمنح المخزون الاستراتيجي الوفير حتى نهاية العام دون الحاجة للاستيراد في الوقت الحالي.

زيادة المساحة الزراعية المخصصة لإنتاج الذرة

وتخطط وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي لزيادة مساحة محصول الذرة بـ300 ألف فدان، ليصل إجمالي المساحات المنزرعة 3 ملايين فدان، بحسب ما سبق أن صرح به الدكتور عباس الشناوي رئيس قطاع الخدمات والمتابعة الزراعية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي.

من جانبه، قال عادل زيدان، رئيس جمعية مستثمري المليون ونصف المليون فدان لـ«مستقبل وطن نيوز» إن المساحات المؤهلة للزراعة في الظهير الصحراوي للعديد من المحافظات، بالإضافة إلى مناطق المغرة وغرب المنيا وتوشكى، علاوةً على إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي، قبل أسابيع بعزم الحكومة زيادة الرقعة الزراعية خلال عامين بنحو مليوني فدان، يجعل من السهل زراعة المحصول الاستراتيجي دون الحاجة إلى خفض مساحة محاصيل أخرى.

خفض فاتورة استيراد سنوية بـ1.7 مليار دولار

أضاف رئيس جمعية مستثمري المليون ونصف المليون فدان أن فاتورة الاستيراد التي تصل 1.7 مليار دولار سنويا ستكون مؤهلة للتراجع مع زيادة التوريد المحلي، بالإضافة إلى أن المحصول الذي يعد مكوناً رئيسياً لصناعة الأعلاف، سيجعل من تقلبات أسعارها أكثر هدوءا، وبالتالي يخفض تكاليف التربية على مُربي الدواجن والماشية، إذ تمثل الأعلاف وحدها 75% من تكاليف التربية، بالإضافة إلى وفائه بجزء ولو ضئيل من زيوت الطهي التي تستوردها مصر بأكثر من 95% من الاستهلاك، بالإضافة إلى كونه أحد مكونات إنتاج رغيف العيش.

وارتفعت أسعار الأعلاف في الفترة الأخيرة، وسجل سعر طن الذرة الأرجنتينى 7240 جنيها، بينما سجل سعر طن الذرة البرازيلى 7240 جنيها، فى حين سجل طن الذرة ألأوكرانى 7040 جنيها، وبالنسبة لأسعار أعلاف الدواجن فقد بلغ سعر طن أعلاف بادى %23 نحو 9500 جنيه، وسعر طن أعلاف نامى %21 حوالى 9400 جنيه، وسعر طن أعلاف ناهى %19 نحو 9300 جنيه.

وطلب السيد القصير، وزير الزراعة، أمس خلال لقاء اتحاد منتجي الدواجن، تحديد الكميات اللازمة من محصول الذرة ووضع سعر له، مع وضع آليات محددة للتسعير في تاريخ الاستلام، وأيضا تحديد آليات تضمن تنفيذ الاتفاق بين الاتحاد والمزارعين، ووجه بسرعة الانتهاء من مناقشة النقاط السابقة والوصول إلى النتائج التي ترضي جميع الأطراف وتحقق مصلحة المزارعين ومنتجي الدواجن وتضمن توافر المحصول بالسعر العادل.