سوق النقل التشاركي تتسع في مصر بدخول شركات جديدة.. وخبراء: ينهي مخاوف الممارسات الاحتكارية

عزز دخول العديد من الشركات، سوق النقل التشاركى من المنافسة الشرسة بين الشركات، خاصة بعد دخول لاعبين جدد فى المنافسة منها شركة «ديدى» الصينية وشركة «إن درايفر»، بعد أن كان السوق  مقتصرا على شركتي أوبر وكريم قبل اندماجهما.

وتعتزم شركة ويرآب الإنجليزية لطلب خدمات النقل الذكى عبر المحمول بدء نشاطها فى مصر خلال يونيو المقبل، بحسب ما أعلنه أحمد حسين، مدير عمليات التشغيل فى الشركة، في تصريحات صحفية، من أن الشركة تستهدف كمرحلة أولى التركيز على أسواق القارة السمراء، وعلى رأسها المغرب بعد الدخول فى السوق المصرية، تليها التوسع تباعًا فى باقى دول إفريقيا، لافتًا إلى أن الشركة تسعى إلى خدمة نقل ذكى آمنة بأسعار تنافسية للعملاء، مقارنة بالشركات الأخرى دون استقطاع أى عمولات من السائقين.

خبراء وعاملون ومصادر في القطاع قالوا لـ«مستقبل وطن نيوز» إن توسع السوق لاستيعاب العديد من الشركات يُنهي شبهات الاتفاق على الأسعار والممارسات الاحتكارية، ويدفع الشركات للمنافسة على جذب العملاء بأكبر قدر من الخدمات والأسعار المناسبة، علاوةً على ما يمثله السوق من مزايا من قبيل اتساع قاعدة العملاء لـ100 مليون نسمة، تحفز على ضخ الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتوفير فرص عمل للشباب.

مزايا وتسهيلات 

وبحسب مصادر، فإن الشركات لجأت إلى زيادة عمولة «الكباتن» على الرحلات لجذبهم، بالإضافة إلى خفض سعر الكيلو متر ودقيقة الانتظار للركاب، بالإضافة إلى التنافس في تقديم خصومات على الرحلات للشركات والأفراد، بالإضافة إلى الخدمات الأخرى التي تشمل مختلف المركبات سواء الملاكي أو الميني باص.

محمود فوزي، خبير التسويق، قال لـ«مستقبل وطن نيوز» إن دخول شركة إنجليزية جديدة لقطاع النقل التشاركي في منتصف العام، بعد أسابيع من دخول شركتي «دي دي» الصينية و«زووم كار» الهندية، بمثابة تصويت على الثقة في القطاع المنظم بمظلة تشريعية منذ أكثر من 4 أعوام، تضم حوافز ومزايا ضريبية مشجعة لدخول الشركات المثيلة للسوق المصرية، حيث يتميز السوق باتساع قاعدة العملاء، ويستوعب العديد من الشركات التي ستعمل في نهاية المطاف لكسب رضا الزبائن من خلال حزمة أسعار وخدمات تحفيزية، فإن وأن السوق قادر على استيعاب أكثر من شركة، وهو ما يمثل استثمارات وفرص عمل لكثير من الباحثين عن الوظائف.

تعددية الشركات

وأضاف خبير التسويق، أن مخاوف الاحتكار التي طالت إحدى الشركات التي دخلت السوق المصرية مبكراً، أصبحت هي والعدم سواء، مع تعدد المنافسة بين أكثر من شركة في السوق، وهو الأمر الذي يعود بالنفع على المستهلك والعميل ذاته، من خلال تقديم أسعار وخدمة مميزة له، موضحاً أن المزايا التي تقدمها شركات النقل التشاركي تحظى بقبول واسع يعزز من قاعدة المتعاملين كل يوم، متابعاً: «الركاب ليسوا في حاجة إلى الوقوف في الشارع وانتظار التاكسي، بل ستنتظرهم السيارة أينما وُجدوا وبأمانٍ تام».

واتسعت السوق لتشمل شركات: أوبر الأمريكية، وكريم ومواصلات مصر الإمارتيتين، وسويفل، ودي دي الصينية، وزووم كار الهندية، حيث حفزت البيئة التشريعية المنظمة لقطاع النقل التشاركي وتنظيم الاستثمار فيه، دخول هذه الشركات من خلال مظلة قانون تنظيم خدمات النقل البرى للركاب باستخدام تكنولوجيا المعلومات عام 2018.

أما أحمد خالد، أحد سائقي النقل التشاركي الذكي بإحدى الشركات، فيقول لـ«مستقبل وطن نيوز» إن هاتفه المحمول يضم حالياً ثلاث تطبيقات لشركات مختلفة من شركات النقل الذكي، وأنه في حال جاء الطلب من شركة يقوم بتنفيذ الرحلة، وبالتالي فإنه يضمن بذلك مضاعفة حجم الرحلات المنفذة طوال مدة العمل.

تعريفات مخفضة

وأوضح خالد، أن العائد يختلف تبعا للشركة التي يعمل بها،  لافتا إلى أنه عند المقارنة فإن أغلب الشركات الجديدة تقدم عمولة أفضل تصل 27% على الرحلة، مقارنة بالشركات التي لا تتجاوز عمولتها 20%، وبالتالي تشجعت الشركات القديمة على زيادة الحد النقدي الخاص بالكباتن مع إمكانية السداد عبر العديد من أساليب الدفع بما في ذلك فوري وميزة والمحافظ الذكية، موضحًا أن ضمن هذه المزايا أيضاً، وتحويل الأموال الخاصة بالكباتن عبر البنك، وخفض فترة انتظار الكباتن للعملاء لتصبح خمسة دقائق لكل الرحلات.

وتبدأ تعريفة الرحلات من 8 جنيهات للكيلو متر الواحد، وتعريفة رحلات الميني باص بـ2.80 جنيه، وتبدأ سعر دقيقة الانتظار بـ40 قرشا، وهي أسعار مخفضة في يناير الماضي، بهدف حفاظ الشركات على قاعدة متعامليها وجاذبيتها أمام العملاء الجدد المحتملين، ويحظى النقل التشاركي في مصر بإقبال متنام؛ حيث يفضل الركاب ارتياد سيارات حديثة يمكن طلبها «أون لاين» عبر التطبيقات التكنولوجية، بالإضافة إلى عنصر الأمان الذي تمنحه الشركات باشتراطها الكشف عن الحالة الجنائية للسائقين لدى قبولهم.