العناني: مصر نجحت في الحفاظ على استقرار قطاع السياحة والعاملين به
أكد الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، أن مصر نجحت في الحفاظ على استقرار قطاع السياحة والعاملين به.
جاء ذلك خلال افتتاحه أعمال اليوم الأول لاجتماع اللجنة الإقليمية الـ48 لمنظمة السياحة العالمية للشرق الأوسط في دورته الثامنة والأربعين، والتي تترأسها وتستضيفها مصر ممثلة في وزارة السياحة والآثار، بحضور زوراب بولوليكاشفيلي الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية.
وأكد وزير السياحة والآثار أهمية الاجتماع اليوم لرسم خارطة طريق لصناعة السياحة في الشرق الأوسط ولا سيما في ظل الظروف الاستثنائية المتتابعة والممتدة التي يمر بها العالم منذ عامين، كما أنه يهيئ الفرصة للوقوف على أوضاع السياحة في إقليم الشرق الوسط وعلى برامج وأنشطة منظمة السياحة العالمية تحديداً، وذلك بهدف تنسيق العمل المشترك في إطار المنظمة، وتعزيز مساهمة هذا القطاع الحيوي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة لبلادنا وفي استقرار المنطقة.
كما استعرض الوزير جدول الأعمال الذي أعدته الأمانة العامة للمنظمة لاعتماده، والذي يستعرض رؤية الإدارة والأولويات، وأوضاع السياحة وآفاقها عالمياً وفي المنطقة العربية، وبرنامج عمل المنظمة للتعافي وإنعاش السياحة، والتحديات الرئيسية لقطاع السياحة في المنطقة وأولويات العمل المشترك وخاصة في ظل تداعيات الأزمات التي يشهدها العالم في الوقت الراهن التي تؤثر على حركة السياحة والسفر.
وتحدث الدكتور خالد العناني عما تم مناقشته في اجتماعات الجمعية العامة الرابعة والعشرين للمنظمة في مدريد منذ أشهر قليلة للتعافي من التداعيات السلبية لجائحة الكوفيد-19 وخاصة على قطاع السياحة عالمياً، مشيراَ إلى أننا اليوم بحاجة إلى رؤى مبتكرة وحلول مشتركة تساهم في استقرار وانطلاقة جديدة تعظم من مساهمة قطاع السياحة في الاقتصاد العالمي وفي تحقيق الأهداف الأممية للتنمية المستدامة.
وأوضح أن محاور العمل بـ"استراتيجية مصر للتعافي من تبعات أزمة كوفيد-19" جاءت اتساقاً مع أولويات التنمية المستدامة للمنظمة والتي ترتكز بالأساس على محاور السفر الآمن، والابتكار والتحول الرقمي، والاستثمار في ريادة الأعمال والتوظيف، والاستدامة الاجتماعية والثقافية والبيئية.
وأكد أن مصر نجحت في الحفاظ على استقرار قطاع السياحة والعاملين به خلال جائحة كورنا؛ خاصة وأنه لم يترتب عليها خسارة أي وظيفة مباشرة في المنشآت الفندقية والسياحية من خلال الحوافز والضمانات التي قدمتها الحكومة لأصحاب المنشآت لحثهم على الاحتفاظ بالعمالة، بالإضافة إلى تحقيقها الاستئناف الآمن للسياحة في ظل تداعيات الجائحة التي خيمت بظلالها على العالم بأسره.
وأشار إلى أن مصر قدمت نموذجاً في تطبيق منظومة محكمة من الإجراءات الاحترازية تستهدف السلامة الصحية للسائحين والعاملين بالقطاع على حد سواء، مضيفاً أن هذه التجربة أشادت بها كافة الأسواق السياحية المتعاملة مع مصر، وبرهن على نجاحها ما شهدته الحركة السياحية الوافدة لمصر منذ استئناف حركة السياحة والسفر في 1 يوليو 2020.
وتحدث الدكتور خالد العناني عما قامت به مصر في مجال السلامة الصحية، حيث تم اعتماد حزمة من الإجراءات الاحترازية بالتوافق مع التوصيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، ومن خلال العمل المشترك مع وزارة الصحة والسكان والجهات المعنية بالدولة المصرية، مما شجع الحكومة المصرية على اتخاذ قرار بإعادة تشغيل المنشآت الفندقية والسياحية وفق إجراءات صحية صارمة تضمن سلامة زائري المنشآت والعاملين بها، مشيراً إلى قيام المجلس الدولي للسياحة والسفر WTTC منح مصر "خاتم السفر الآمن" في 18 يونيو 2020.
ولفت إلى أن مصر لم تتوقف عند تطبيق الإجراءات الاحترازية الصحية في المنشآت الفندقية والسياحية وحسب، فقد شهدت أيضاً المواقع الأثرية والمتاحف بها تطبيق ذات الإجراءات.
وأضاف أن هناك أيضاً جهودا غير مسبوقة تتسق مع الأهداف الأممية للتنمية المستدامة وتوجهات منظمة السياحة العالمية نحو الرقمنة وتبسيط الإجراءات وتعظيم الاستفادة من الوسائل التكنولوجية الحديثة، حيث تم ميكنة منظومة تذاكر زيارة عدد من المواقع الأثرية والمتاحف الأكثر زيارة، ويجري الانتهاء من إطلاق منصة حجز إلكتروني للحصول على تذاكر الزيارة لجميع المواقع والمتاحف الموجودة في مصر.
وأشار إلى أن الدولة المصرية أخذت على عاتقها دعم قطاع السياحة خلال الأزمة من خلال حزمة قوية من القرارات التي أصدرها مجلس الوزراء المصري تتعلق بالإعفاء أو إرجاء سداد مستحقات الدولة، وجدولة سدادها على فترة طويلة، علاوة على التنسيق بشأن إطلاق مبادرات تمويلية بفوائد مخفضة وتسهيلات في السداد.
وأضاف أنه بالتوازي مع ذلك تم إطلاق نهج ترويجي جمع بين السياسات التحفيزية لمنظمي الرحلات وشركات الطيران، وإطلاق حملات التسويق، وعقد الشراكات مع القطاع الخاص داخل وخارج مصر، وتطبيق برنامج لتحفيز حركة الطيران، بالإضافة إلى إقامة الفعاليات الضخمة حيث قامت وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع كافة الجهات المعنية في الدولة بإقامة فعاليتين عالميتين، أعادتا لمئات الملايين من المتابعين الشوق إلى الاستكشاف والشغف بالسفر، وهما موكب نقل المومياوات الملكية في أبريل الماضي، واحتفالية الأقصر في نوفمبر 2021.
وأشار وزير السياحة والآثار إلى أنه تم اعتماد استراتيجية ترويجية جديدة لإخراج مصر في ثوب جديد تحت عنوان "مصر تنبض بالحياة Egypt is alive " في كل صورها ومقاصدها، وتم إطلاق في إطارها مجموعة من الحملات الترويجية المتتابعة في الأسواق العربية والأوروبية والأمريكية والأسيوية، علاوة على العمل على تطوير المواقع الإلكترونية للوزارة والجهات التابعة لها، وإطلاق تطبيق للهواتف المحمولة.
ولفت إلى أن الحملة الترويجية التي تم إطلاقها في السوق العربي عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، نجحت طبقاً لنتائج تقرير محرك البحث جوجل في استقطاب أكثر من 20 مليون متصفح من دول مجلس التعاون الخليجي خلال شهر واحد، مشيراً إلى أنه سيتم إطلاق حملة جديدة في منتصف شهر رمضان المبارك.
وتحدث عن اهتمام مصر بتعزيز منتج السياحة الثقافية بصورة مبتكرة من خلال تسليط الضوء على عديد من الاكتشافات والافتتاحات الجديدة لمواقع أثرية ومتاحف ومزارات، والتي تم الانتهاء من تنفيذها على الرغم من ظروف الجائحة.
وعلى هامش الاجتماع، وتقديراً من منظمة السياحة العالمية لجهود وزارة السياحة والآثار المصرية لتمكين الشباب وتعزيز نظام جودة التعليم في قطاع السياحة تم منحها 100 منحة مجانية لدورات تدريبية عن صناعة السياحة وإدارتها، وقد منح أيضاً كل دولة من باقي دول المنطقة 100 منحة مشابهة.
وفي سياق متصل، تم عقد لقاء مع وزراء السياحة العرب المشاركين بالاجتماع، تم خلاله مناقشة سبل تعافي قطاع السياحة وتعزيز التعاون المشترك بين هذه الدول وبعضها لبعض في مجال السياحة، وقام الحضور من الوزراء المشاركين ورؤساء الوفود بالتقاط صورة جماعية.