الصحة تناقش سياسات منع الوصم والتمييز ضد المتعايشين مع الإيدز
أعلنت وزارة الصحة والسكان، تنظيم فعالية لمناقشة سياسات منع الوصم والتمييز ضد (المتعايشين) مع مرض فيروس نقص المناعة البشري، داخل المنشآت الصحية، اليوم الاثنين، من خلال البرنامج الوطني لمكافحة "الإيدز" بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بـ(الإيدز) في مصر.
جاءت هذه الفعالية، بحضور ممثلي برامج مكافحة عدوى الإيدز بمديريات الشئون الصحية بكافة أنحاء محافظات الجمهورية، في إطار حرص الوزارة على التصدي لممارسة الوصم والتمييز ضد المتعايشين مع (الإيدز)، ووضع سياسات وآليات محددة لضمان تقديم خدمات صحية وعلاجية خالية من الوصم والتمييز، بما يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بالقضاء على هذا المرض بحلول عام 2030.
وأشار الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إلى ضرورة القضاء على الممارسات المجتمعية الخاصة بالوصم والتمييز ضد (المتعايشين) مع هذا المرض، خاصةً بين الفرق الطبية، حيث يقع على عاتقهم المسؤولية الأساسية في التصدي لهذه الممارسات السلبية، مؤكدًا أن ممارسة سلوكيات الوصم والتمييز من شأنها إعاقة الوصول إلى حاملي الفيروس.
وتابع أن القضاء على ممارسات الوصم والتمييز من شأنه المساهمة في اكتساب ثقة حاملي هذا الفيروس، وتشجيعهم على زيارة مراكز علاج الإيدز، والتي خصصتها وزارة الصحة والسكان، لخدمة المرضى، وعددها 44 مركزًا موزعين بين مستشفيات الحميات، ومستشفيات الأمانة العامة للصحة النفسية، في مختلف محافظات الجمهورية، والتي تعمل على تقديم خدمات الفحص الطبي والخدمات العلاجية بالمجان، بالإضافة إلى الرعاية الإكلينيكة، وخدمات الدعم النفسي.
وأوضح عبدالغفار، أن الوعي والقناعة المجتمعية بالمساهمة في القضاء على ممارسات الوصم والتمييز ضد (المتعايشين) مع فيروس نقص المناعة البشرية، لها دور أساسي في إحكام السيطرة على هذا الفيروس، وخفض أعداد الإصابات، مشيرًا إلى أن الوصول إلى هذه القناعة المجتمعية، يبدأ من الفرق الطبية داخل المنشآت الصحية بمنع استخدام مثل هذه الممارسات السلبية، وحُسن استقبال المصابين بالمرض، وتقديم كافة الخدمات الطبية، وخدمات الدعم النفسي، بهدف التصدي لهذا المرض وإحكام السيطرة عليه في بداية مراحل الإصابة، بما يساهم في رفع المناعة المجتمعية.
وأكد أن الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، القائم بأعمال وزير الصحة والسكان، وجه بضرورة توفير خدمات الدعم النفسي والمشورة النفسية والرعاية والصحية والإكلينيكة والمعملية بالمجان، لكافة حاملي هذا المرض في سرية تامة، بهدف الحفاظ على انخفاض أعداد الإصابة بين المواطنين والقضاء على فيروس نقص المناعة البشرية، بما يتماشى مع الاستراتيجية العالمية المحدثة للإيدز التي أطلقها برنامج الأمم المتحدة المعني بالإيدز (2021- 2025).
ومن جانبه، قال الدكتور، إيهاب كمال، مساعد وزير الصحة والسكان لشئون التعليم الطبي المهني، والمشرف على أكاديمية الأميرة فاطمة للتعليم الطبي المهني، عضو اللجنة العلمية لمكافحة الإيدز، إنه تم الانتهاء من تدريب أول دفعة من الفرق الطبية وعددهم 90 فردًا، بمختلف محافظات الجمهورية، وذلك في 19 يناير 2022، حيث تم تدريبهم على البروتوكول العلاجي للتعامل مع حاملي هذا المرض، بالإضافة إلى تدريبهم على أسس التعامل نفسيًا مع الحالات المصابة بـ "الإيدز".
ونوه بأنه جارٍ إعداد اختبار تقييمي لجميع الفرق الطبية المتعاملة مع الحالات المصابة بفيروس نقص المناعة البشري، بكافة محافظات الجمهورية، للوقوف على مدى الاستجابة في تقديم أفضل الخدمات الطبية والنفسية لـ(المتعايشين) مع الإيدز، وأيضًا تقييم استجابتهم بتغيير السلوك وتجنب استخدام ممارسات الوصم والتمييز ضد المصابين، والتعامل معهم بدون خوف أو ذعر.
فيما أوضحت الدكتورة هبة السيد، مدير البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز بوزارة الصحة، أن مصر تعد من أوائل دول المنطقة التي تقوم على توفير أدوية مرض فيروس نقص المناعة البشري للمصابين، بأحدث الخطوط العلاجية، لتوفير العلاج مجانا للمصابين، مشيرة إلى أن هذه الفعالية، ناقشت خطة الدولة للتوسع في برامج الدعم النفسي للمرضى المتعايشين مع الفيروس، كما ناقشت الآليات المحددة للقضاء على الوصم والتمييز خلال الفترات المقبلة.
وأشارت، إلى ضرورة التوسع في طرق الكشف المبكر عن المرض، بما يساهم في تقليل فرص نقل العدوى، والوصول إلى "صفر" إصابات، منوهة إلى خدمات الخط الساخن التي توفرها الوزارة، عبر الأرقام (33152802) و(33152801) و(08007008000)، لتلقي استفسارات المواطنين عن فيروس نقص المناعة البشري.
وتابعت السيد أن البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز يقوم بتنسيق العمل بين جميع الهيئات والمؤسسات العاملة في مجال الإيدز بمصر، لضمان عدم الازدوجية والالتزام والاتساق مع إطار العمل الوطني واللوائح والقوانين المنظمة للقضاء على هذا الفيروس.
ومن جانبه، قال الدكتور وليد كمال مدير مكتب الأمم المتحدة المعني بالإيدز في مصر، إن الاكتشاف المبكر للأمهات الحاملات للفيروس، يضمن عدم انتقال العدوى للأجنة، مشيدًا بمبادرة رئيس الجمهورية لدعم صحة الأم والجنين، تحت شعار (100 مليون صحة) والتي تساهم في تقديم خدمات الفحص والكشف المبكر للمرض، بهدف الوصول إلى صفر إصابات بين حديثي الولادة من أمهات مصابات بمرض نقص المناعة البشري، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي لـ(المتعايشين).
وأوضح أن مصر من أوائل الدول التي شهدت انخفاضًا كبيرًا في معدلات الإصابة بالمرض، مقارنة بدول الإقليم، مشيرًا إلى أن تقديم الخدمة الصحية ومنها عدم التمييز والوصم، تعد حق مكفول للمصابين بهذا المرض.