«الفانوس» يجذب «الزبائن» بأسعار وخامات متعددة.. وتجار: المستورد تراجع
في حي العتبة بمنطقة وسط البلد، يقف محمد عبد الكريم على ناصية شارع عدلي، وبحوزته عشرات من فوانيس رمضان بتعدد أشكالها وخاماتها، في مسعى لاقتناص موسم الشهر الكريم تحقيقاً للبيع.
الفانوس الذي يعود ظهوره الأول إلى عصر الدولة الفاطمية التي حكمت مصر في الفترة من 969 ميلادية حتى 1171، تطور بمضي السنين، واتخذ أشكالاً عديدة، لكن سرعان ما تخلى عن مظهره المعدني النحاسي المُذهب ليحل محله «الفانوس الصيني»، ويعتبر الفانوس أحد أبرز المظاهر الشعبية المرتبطة بالاحتفال بشهر الصوم في شوارع وبيوت مصر.
أسعار الفوانيس تختلف بحسب الخامة وتبدأ من 60 جنيه
يقول محمد عبد الكريم لـ«مستقبل وطن نيوز» إن أسعار الفوانيس تختلف بحسب خاماتها، فيتعدد الفانوس بين المصنوع من المعدن وآخر خشبي وثالث صيني، حيث لاقى الأخير إقبالاً كبيراً لما يقدمه من أغانٍ تراثية للدلالة على قدوم شهر رمضان، وهي أغاني طربتها الأذن المصرية طوال عقود، مثل «مرحب شهر الصوم»، و«حالو يا حالو».
«الأسعار بتبدأ من 60 جنيه للفانوس الصيني حتى 120 جنيه، والمعدن الصغير بـ45 جنيه والأكبر حجماً بـ120» كما يقول محمد عبد الكريم، لافتاً إلى أن هناك فوانيس خشبية يتراوح سعرها بين 50 و75 جنيه، وأن الفانوسين الخشبي والمعدني لم يتخليا عن الشكل التقليدي للفانوس بعكس الفانوس الصيني الذي بدأ يأخذ أشكالاً عديدة مثل شخصيات كرتونية كـ«بوجي وطمطم».
انصراف الأغلبية عن الشراء مقارنة بالسنوات الماضية
يوضح التاجر الثلاثيني، أن المطاعم والفنادق الكبيرة تحرص على شراء الفوانيس الأكبر حجماً ويصل سعرها إلى 4 آلاف جنيه وأكثر، كما أن بعض العقارات تحرص على شراء الأقل حجماً لوضعه في مدخل كل عقار، غير أنه مع ارتفاع أسعار الفوانيس مقارنة بذي قبل، انصرفت الغالبية عنها لأولويات استهلاكية أخرى، وفق اهتماماتهم، كما يقول.
علاء عادل، سكرتير شعبة الهدايا والخردوات بغرفة القاهرة التجارية، قال لـ«مستقبل وطن نيوز» إن استيراد فانوس رمضان ليس بمعدلاته السابقة خلال السنوات الماضية، وذلك بسبب ارتفاع أسعار الشحن بشكل قياسي خلال عامي الجائحة، علاوةً على انصراف المواطنين أنفسهم عن شراء المنتجات المثيلة كالهدايا والألعاب.
المجال يمنح الصناعة المحلية للفانوس الفرصة لمعاودة الظهور
أضاف سكرتير شعبة الهدايا والخردوات بغرفة القاهرة التجارية، أن المستهلك لن يقبل بارتفاعات تصل إلى 50% على أسعار السلع، حال قيام المستوردين بالاستيراد مرتفع التكلفة، وبالتالي فإن المجال يمنح الصناعة المحلية للفانوس الفرصة لمعاودة الظهور مرة أخرى، والاستفادة من الغياب الجزئي للمستورد.
واستوردت مصر العام الماضي بأكثر من 30 مليون دولار فوانيس رمضان من الصين رغم ارتفاع أسعار الشحن، ما أدى إلى ارتفاع سعر الفانوس بنسبة 30% مقارنة بالعام السابق له، ليصل للمستهلك بأسعار تتراوح ما بين 100 و600 جنيها حسب الخامة.
وسبق أن أصدر منير فخري عبد النور وزير التجارة والصناعة الأسبق، في شهر مارس عام 2015، قراراً بوقف استيراد فوانيس رمضان من جميع دول العالم خاصة الفوانيس الصيني، لتخفيف الضغط على الدولار.