قصة إنشاء إذاعة القرآن الكريم في عهد الرئيس جمال عبد الناصر
إذا كانت قصة إذاعة القرآن الكريم بدأت في عصر الرئيس جمال عبد الناصر دفاعا عن القرآن الكريم وحفظه من العبث، فإن إذاعة القرآن الكريم استطاعت عاما بعد آخر أن تثبت قدرتها على تشكيل الوجدان المصري، ما جعلها الإذاعة المفضلة لدى المواطنين.
في البيوت المصرية تصدح إذاعة القرآن الكريم ببث آيات الذكر الحكيم وبرامجها المتنوعة على مدار الساعة، لتشيع أجواء روحانية وخاصة خلال شهر رمضان المبارك أعاده الله على الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات.
بدأت الحكاية في أوائل الستينات من القرن الماضي ليتم إطلاق مشروع إنشاء إذاعة القرآن الكريم بعد واقعة تحريف آية من المصحف الشريف بحذف كلمة "غير" من الآية "58" بسورة آل عمران: "وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ"، وتم طبعها.
ورأت الدولة أهمية إنشاء إذاعة القرآن الكريم لتحمي المصحف الشريف من أي أخطاء مقصودة أو غير مقصودة عن طريق تسجيل المصحف المرتل برواية حفص عن عاصم بصوت القارئ الشيخ محمود خليل الحصري، بهدف توزيعها على المسلمين في أنحاء العالم الإسلامي.
أول جمع صوتي للقرآن الكريم
وتعتبر إذاعة القرآن الكريم بمثابة أول جمع صوتي للقرآن الكريم على مدار التاريخ، بعد أول جمع كتابي له في عهد خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبي بكر الصديق، وعليه اتخذ قرار عمل قناة إذاعية عبر الراديو، والتي تعتبر من أقدم الإذاعات بالعالم.
وأنشأت إذاعة القرآن الكريم في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، عن طريق تخصيص موجة قصيرة وأخرى متوسطة لإذاعة المصحف المرتل الذى تم تسجيله بواسطة المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.
وانطلق البث الرسمي لـ إذاعة القرآن الكريم في مثل هذا اليوم من شهر مارس منذ 58 عاما، واستمر لمدة 14 ساعة يوميا، حيث أنها كانت تبدأ من السادسة حتى الحادية عشرة صباحًا، ومن الثانية حتى الحادية عشرة مساءً على موجتين إحداهما قصيرة وطولها 30.75 ك.هـ والأخرى متوسطة طولها 259.8 ك.هـ.
واستطاعت إذاعة القرآن الكريم أن تحقق هدفها المنشود لحفظ المصحف من المحاولات التحريفية التي كانت تحدث باستمرار، في الوقت الذي وصل إرسالها إلى الملايين من المسلمين حول العالم في كل من دولي آسيا وشمال أفريقيا.
