بعد مرور شهر على اندلاعها
شاهد على الحرب: رأيت لحظة سقوط الصواريخ الروسية على كييف.. وعودت للوطن بـ«طيران القاهرة»
بذلت السلطات المصرية جهودًا كبيرة لإعادة المواطنين المصريين المتواجدين على الأراضي الأوكرانية، من خلال التوجيهات المستمرة الصادرة لهم من السفارة المصرية في أوكرانيا بالتوجه نحو النقاط الأمنة على الحدود الأوكرانية مع الدول المجاورة لها، بجانب تدشين نقاط للصليب الأحمر المصري على الحدود، وتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بإرسال طائرات مصرية لنقل المواطنين، الذين نجحو في الخروج من أوكرانيا نحو البلاد المجاورة لها مثل رومانيا وبولندا.
ولإيضاح دور السلطات المصرية في مساعدة المواطنين على العودة إلى القاهرة، تواصل موقع "مستقبل وطن نيوز" مع أحد المصريين الذين نجحوا في العودة إلى القاهرة على متن إحدى طائرات شركة "آير كايرو"، بعد مغادرتهم أوكرانيا إلى إحدى الدول المجاورة لها.
وروى لنا عاطف عبدالمنعم بداية اندلاع الحرب "الروسية – الأوكرانية"، التي دارت رحاياها في 24 فبراير الماضي، إذ كان شاهدًا على اللحظات الأولى للعدوان الروسي على العاصمة الأوكرانية "كييف".
وقال عاطف: "كنت ذاهبًا إلى أوكرانيا بدافع الحصول على شهادتي الجامعية، وتحديدًا كنت أقيم في مدينة كيرفوجراد، التي تبعد مسافة تستغرق 5 ساعات عن العاصمة كييف".
وأوضح: "يوم 24 فبراير الماضي وبالتحديد الساعة 3:55 فجرًا بالتوقيت المحلي للعاصمة وكنت على سلم الطائرة في مطار كييف عائدًا إلى القاهرة، في تلك اللحظة بدأ العدوان الروسي على مناطق محيطة من المطار، وشاهدت الصواريخ تسقط تباعًا جانبه، مما دفع إدارة المطار إلى إلغاء الرحلة، وإنزال جميع الركاب من على متن الطائرة، وتوجيهنا نحو الخروج من المطار، تاركين خلفنا حقائبنا".
وتابع عاطف: "أثناء خروجي من الطائرة كنت أشاهد الصواريخ الروسية وهي تسقط من السماء على المناطق المحيطة بمطار كييف، وكانت أصوات الانفجارات تهز أرض المطار من شدتها، في تلك الأثناء بدأت إدارة المطار توفير سيارات لنقلنا خارج أرض المطار، وأخذنا في التنقل من سيارة لأخرى حتى أصبحنا في الشارع، والصواريخ تتساقط في مناطق ليست ببعيدة عنا".
وأضاف: "بعد خروجي من الشارع اتصلت ببعض من زملائي وانتظرتهم حتى حضروا إلى موقعي الذي كان بجوار مطار كييف، وأخذنا طريقنا إلى مدينة كيرفوجراد، وأثناء عودتنا إلى المدينة التي نمكث بها كنا نشاهد بداية توافد السيارات المدرعة والدبابات الروسية تجاه العاصمة كييف، والمدن المحيطة بها، وسط قصف كثيف ومتواصل من الطائرات الروسية".
"وصلنا بعد ذلك إلى كيرفوجراد، وبقيت فيها 5 أيام، في ظل ظروف صعبة للغاية، بسبب عدم توافر سلع غذائية وغلق البنوك وعدم توافر أمن في الشوارع، وبعد ذلك قررت مغادرة تلك المدينة، بعدما ازدادت الأمور صعوبة بسبب عدم توافر طعام"، هكذا واصل المواطن المصري حديثه.
واختتم: "خرجت من كيرفوجراد تجاه مدينة أوديسا، ومنها نحو الحدود الرومانية، ثم وصلت بوخاريست، وعلى متن طائرة شركة طيران القاهرة "آير كايرو" رجعت إلى القاهرة.
كان الرئيس السيسي قد وجه، في ذلك التوقيت، بإرسال طائرات إلى العاصمة الرومانية بوخاريست لنقل المواطنين المصريين، الذين نجحوا في عبور الحدود "الأوكرانية - الرومانية".
ومازالت المواجهة العسكرية بين روسيا وأوكرانيا تلقي بظلالها على مختلف الأصعدة العالمية، لاسيما الاقتصادية والسياسية والأمنية، الأمر الذي دعا دولًا عديدة للدخول على خط الأزمة لمحاولة وقف المواجهات العسكرية التي أودت بحياة مئات المدنيين والجنود، بخلاف تهجير ملايين الأوكرانيين، بعدما أوشكت القوات الروسية على دخول العاصمة كييف، بعد مرور نحو شهر على بداية المواجهات.