وزير الري يشارك في اجتماع "لجنة قادة ائتلاف المياه والمناخ"
شارك الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري، في اجتماع "لجنة قادة ائتلاف المياه والمناخ" والذى ينظمه منظمة الأرصاد العالمية ضمن فعاليات "المنتدى العالمي التاسع للمياه" والمنعقد لمتابعة خطة عمل الائتلاف ومنهجية تنفيذ الخطة خلال الفترة القادمة ، والمجهودات المبذولة من القادة في رفع الوعى بالترابط بين المياه والمناخ.
وفي كلمته، أكد عبد العاطي، الاهتمام الكبير الذى توليه مصر للائتلاف الدولي للمياه والمناخ ، وحرص مصر على عرض أولويات وتحديات القارة الأفريقية فى كافة المبادرات الدولية مثل ائتلاف المياه والمناخ، وحشد الدعم الدولى للائتلاف خلال مؤتمر المناخ COP 27 والذى تستضيفه مصر في شهر نوفمبر المقبل ، وضرورة تكثيف الجهود الوطنية بكافة الدول في مجال التكيف مع التغيرات المناخية ، وتوفير التمويل اللازم لتنفيذ المشروعات التى تُسهم في تحقيق هذا الهدف ، فضلاً عن إتخاذ الإجراءات اللازمة للتقليل من الانبعاثات للتخفيف من التغيرات المناخية ، مع ضرورة تحويل التعهدات الدولية في مجال التكيف مع التغيرات المناخية إلى إجراءات ومشروعات يتم تنفيذها على الأرض على نطاق واسع وفي أسرع وقت .
وأشار إلى أن مصر قد قامت بالفعل بتنفيذ العديد من المشروعات في هذا المجال مثل مشروعات حماية الشواطئ التى تهدف للتكيف مع ظاهرة ارتفاع منسوب سطح البحر والناتجة عن ذوبان الجليد في العديد من مناطق العالم ، وأن تراجع كميات الثلوج على قمم الجبال أصبح ظاهرة يتم رصدها في مدار أعوام متتالية.
الجدير بالذكر أن الائتلاف الدولي للمياه والمناخ يضُم في عضويته فريق رفيع المستوى أبرزهم رئيسي دولتى المجر وطاجيكستان ، وهو الكيان الرئيسي المحرك لهذا الائتلاف ، ويُعد الائتلاف أحد المبادرات الدولية التى تهدف بشكل رئيسى لتحقيق التكامل بين أجندتى المياه والمناخ ، والتعجيل من تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة والمعنى بقطاع المياه ، والاهتمام بوضع حلول مستدامة وتبنى سياسات رشيدة للتعامل مع قضايا المياه والمناخ ، ويعمل هذا الائتلاف تحت قيادة عدد كبير من المنظمات الأممية المعنية ومنها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية والتي تُعد من أهم مؤسسى هذا الائتلاف.
وعلى هامش مشاركة وزير الري فى المنتدى، التقى بعدد من السادة الوزراء وكبار مسئولى المياه بعدد من الدول والمنظمات الدولية، حيث التقى إيف بازيبا ماسودي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزيرة البيئة والتنمية المستدامة بجمهورية الكونغو الديمقراطية ، حيث تم بحث سبل تعزيز العلاقات بين البلدين في مجال المياه فى إطار بروتوكول التعاون الفني في مجال الموارد المائية الموقع بين مصر والكونغو، والذي تم مده لخمس سنوات جديدة بين عامى ٢٠٢٢ - ٢٠٢٧ ، ويتم تحت مظلته تنفيذ مشروع "الإدارة المتكاملة للموارد المائية" والذي يشتمل علي العديد من الأنشطة ذات الطابع التنموي وذلك من خلال منحة مصرية بهدف تعظيم استخدام الموارد المائية وبناء وتنمية الكوادر الفنية لإدارة هذه الموارد ، كما تم التباحث حول مشروع محور التنمية بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط ، باعتبار المياه أساس التعاون بين الدول، الأمر الذى يفتح آفاق التكامل في كافة المجالات ، وتحقيق المنفعة المتبادلة وزيادة التبادل التجاري بين الدول.
والتقى نزار بركة وزير المياه المغربى، حيث ناقش التقدم المحرز في التعاون المشترك بين البلدين في مجال إدارة الموارد المائية، مع التأكيد على ضرورة تحقيق أقصى درجات التعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين لتحقيق أهداف الشعبين في التنمية المستدامة والوصول للإدارة المثلى للموارد المائية، خاصة في ظل ما تواجهه مصر ومعظم الدول العربية من تحديات تواجه مواردها المائية.
كما التقى سيرين مباى ثيام وزير المياه والصرف الصحى السنغالى، حيث أشاد بالتنظيم المتميز للمنتدى، مشيراً للروابط القوية التى تربط البلدين ، وتم الاتفاق خلال الاجتماع على الاستمرار في تفعيل بنود مذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين والتى تشتمل على التعاون المشترك فى الإعداد للفعاليات المائية التي يستضيفها الطرفان ، وتحفيز التبادل المشترك بين المنظمات العامة ومنظمات القطاع الخاص في قطاع المياه من كلا الدولتين ، وتبادل الخبراء والمتدربين من كلا البلدين في كافة مجالات إدارة الموارد المائية وخصوصا في المجالات التكنولوجية التي تتعلق بنظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد والتنبؤ بالفيضان.
والتقى عبد العاطى، لوي فاشون رئيس المجلس العالمي للمياه ، حيث تم خلال اللقاء الاتفاق على تعزيز التعاون بين الوزارة والمجلس في مجالي التخفيف والتأقلم مع التغيرات المناخية ، والتنسيق بين الجانبين لعرض رؤية الترابط بين المياه والمناخ خلال فعاليات أسبوع القاهرة الخامس للمياه ومؤتمر المناخCOP27 .
كما التقى حميد ديان رئيس مفوضية نهر السنغال ، والذى أشار لأهمية تحقيق التعاون الإقليمي بين الدول في إدارة الأنهار الدولية المشتركة، مشيراً إلى أن نهر السنغال يتم إدارته بشكل تشاركى بين السنغال وموريتانيا ومالى وغينيا لتحقيق المنفعة للجميع.
والتقى بيث دانفورد نائب رئيس بنك التنمية الإفريقي لشئون الزراعة والتنمية البشرية والاجتماعية ، حيث أشار الدكتور عبد العاطي للتعاون القائم بين مصر والدول الإفريقية ، والذى يتم من خلاله تنفيذ العديد من المشروعات التنموية التى تعود بالنفع المباشر علي مواطني تلك الدول ، بما يسهم فى تحقيق التنمية المستدامة ورفع مستوى معيشة المواطنين بما يسمح بمواجهة التحديات التى تتعرض لها القارة الافريقية مثل الزيادة السكانية وانتشار الفقر والأمية والأمراض ، كما أشار سيادته لأسبوع القاهرة الخامس للمياه والذى سيُعقد تحت عنوان "المياه في قلب العمل المناخي" ، ومؤتمر المناخ الذى تستضيفه مصر فى شهر نوفمبر القادم ، باعتبارهما فرصة ذهبية لعرض تحديات القارة الأفريقية فى مجال المياه ، ومؤكداً على أهمية أن تحظى التحديات المرتبطة بقطاع المياه بالاهتمام الدولي الكافى وخاصة في الدول الإفريقية ، وتوفير التمويل اللازم لمجابهة تلك التحديات.
كما التقى عبد العاطى مع جانيت روجان السفير الإقليمي للمملكة المتحدة لمؤتمر الأطراف للتغيرات المناخية cop 25 لمنطقة الشرق الأوسط ، حيث تم استعراض أهمية توفير التمويل اللازم لمشروعات التكيف مع التغيرات المناخية خاصة لدول منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا والتي يجب ان تحظى بالأولوية فى الحصول على الدعم فى ضوء آليات التمويل المتاحة.
والتقى هينك أوفينك المبعوث الهولندى رفيع المستوى لشئون المياه ، لاستعراض سُبل تنسيق الجهود الأممية فى دعم قضايا المياه ، ومواجهة التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية على قطاع المياه، حيث أشار إلى أن قضية التغيرات المناخية تُعد من أهم القضايا التى يواجها العالم في الوقت الحالى ، نظراً للآثار الواضحة والمتزايدة للتغيرات المناخية على الموارد المائية والإنتاج الغذائي حول العالم والتسبب في ارتفاع منسوب سطح البحر والتأثير الغير متوقع على كميات الأمطار بمنابع الأنهار ، كما إستعرض سيادته موقف الاستعدادات الجارية لعقد أسبوع القاهرة الخامس للمياه ومؤتمر المناخ (COP27).
ولفت وزير الري، أهمية تحقيق التكامل وتنسيق الرؤي بين مخرجات "أسبوع القاهرة الخامس للمياه" و "الائتلاف الدولي للمياه والمناخ" و "تحالف التكيف مع المناخ" و "ائتلاف الدلتاوات" ، وأى مبادرات أخرى معنية بقضايا المياه ، كمدخلات رئيسية لمؤتمر الأمم المتحدة للمراجعة الشاملة لنصف المدة والخاص بالمياه والمقرر تنظيمه في مارس عام ٢٠٢٣ ، ومن جانبه أكد السيد أوفينك على أهمية إبراز ملف "المياه والتغيرات المناخية" خلال الفعاليات الدولية بدأً من أسبوع القاهرة الرابع للمياه ، وصولاً إلى مؤتمر المراجعة لنصف المدة ، والدعم الكامل للمسار الذى تقوده مصر "حوار السياسات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بالمناطق التى تعانى من الندرة المائية".