«الذهب أم الشهادات؟».. نصائح الخبراء لزيادة المُدخرات في أوقات التضخم
زادت جاذبية الذهب وأرباحه القياسية المحققة خلال الأيام الأخيرة، من حيرة أصحاب المُدخرات الباحثين عن الوعاء الادخاري الأمثل لزيادة وتنمية مدخراتهم وحمايتها من تقلبات العُملات العالمية، وسط ترقب لقرار «الفيدرالي الأمريكي» بشأن أسعار الفائدة قبل أيام من قرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة على العوائد 24 مارس الجاري.
وتقدم البنوك عوائد تنافسية على منتجاتها المصرفية كالشهادات والودائع وحسابات التوفير بالعملة المحلية وبالعملات الأجنبية الرئيسية، وهو مايجعل من تلك المنتجات، في رأي خبراء اقتصاديون، وعاء إدخاري منافس للذهب، خاصة في حال أقدم «المركزي» على زيادة أسعار الفائدة الفترة المقبلة.
الذهب يُجبر المُدخرين على مراجعة استثماراتهم
الخبراء أقروا في تصريحاتٍ لـ«مستقبل وطن نيوز» بجاذبية الاستثمار في الذهب والشهادات والودائع البنكية، وقالوا إن الذهب ينطوي في العادة على المغامرة في الاستثمار، بعكس الشهادات والودائع التي تأتي بعائد دوري مضمون، إلا أن مواصلة الذهب ارتفاعه الفترة الأخيرة بعد الحرب الروسية على أوكرانيا، يدعو أصحاب المدخرات لمراجعة موقفهم بشأن الاستثمار الأمثل لزيادة مدخراتهم.
عبد المنعم السيد، الخبير الاقتصادي، قال لـ«مستقبل وطن نيوز» إن المنتجات المصرفية التقليدية مثل الشهادات والودائع أو حتى أذون الخزانة تمنح عائداً ثابتاً حسب دورية المنتج، فيمكن للعميل الاختيار بين العائد اليومي أو الشهري أو السنوي أو الربع والنصف سنوي، وهو عائد خالٍ من أي ضريبة في حالة «الشهادات والودائع».
احتمالات بزيادة أسعار الفائدة تزيد جاذبية الشهادات البنكية
وتعتزم لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري، الانعقاد 24 مارس الجاري، لمراجعة أسعار الفائدة على الإيداع والإقراض، ولحسم مستقبل سعر الفائدة خلال الفترة المقبلة، وهو الاجتماع الذي يأتي في ظل ارتباك الأسواق العالمية، على خلفية الأزمة الأوكرانية، وقبلها تأثيرات وتداعيات فيروس كورونا، بعدما وقررت لجنة السياسة النقدية للبنك المركزي المـري في اجتماعهـا مطلع الشهر الماضي، الإبقاء على سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة، وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي عند مستوى 8.25% و9.25% و8.75% على الترتيب، وكذلك الإبقاء على سعر الائتمان والخصم عند مستوى 8.75%.
أضاف الخبير الاقتصادي، أنه مع توقعات ارتفاع أسعار الفائدة الفترة المقبلة، خاصة مع إقدام الفيدرالي الأمريكي على تحريك سعر الفائدة 0.25%، وهو ما يجعل من المنتجات المصرفية المصرية هي أفضل استثمار لغير المغامرين، والباحثين عن العائد الدوري المنتظم دون مخاطرة خسارة رأس المال.
أرباح قياسية في الذهب خلال 3 أسابيع
من جانبه، قال عمرو المغربي، عضو شعبة الذهب بالغرف التجارية بالقاهرة لـ«مستقبل وطن نيوز» إن حائزي الذهب حققوا مكاسب قياسية خلال الأسابيع الثلاث الماضية، وتحديداً منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا، وأن هذه الزيادات بلغت نحو 15% على الأقل، والجرام وصل إلى أكثر من 1000 جنيه لعيار 24 الأيام الماضية.
أضاف عمرو المغربي، أن أسعار الذهب ستواصل الارتفاع الفترة المقبلة، وأن الشراء في الوقت الحالي لا يزال مطلوباً من جانب الراغبين في تحقيق الأرباح، علاوةً على أن المعدن النفيس يختلف عن بقية الأوعية الادخارية الأخرى في سهولة بيعه وشراءه وتداوله في أي وقت ومن أي مكان.
وارتفعت أسعار الذهب اليوم، جنيهًا واحد خلال يوم، ليسجل عيار 24 مبلغ 1009 جنيها، و883 جنيهًا لعيار 21، و757 جنيها لعيار 18؛ بعد موجة من التأرجح السعري صعودًا وهبوطًا الأيام الماضية، بينما سعر الجنيه الذهب 8 جرامات عيار 21: 7064 جنيها، وسعر الأونصة الذهب: 31384 جنيها.