في ذكرى ميلاده.. «علقة موت» في بداية مشوار محمد عبد الوهاب الغنائي بباب الشعرية
في العاشرة من عمره تلقى محمد عبد الوهاب أول مكافاة على الغناء.. علقة ساخنة من والده عبد الوهاب عيسى شيخ مسجد الشعراني حين سمعه يدندن في الشارع، ولم يفلته من يده إلا جيرانه في باب الشعرية.
عرف والد محمد عبد الوهاب أن ابنه يذهب من وراء ظهره إلى المسارح؛ أمسكه من أذنه وذهب به إلى محل محمود شمعون الذي كان يبحث عن صبي، وطلب منه أن “يهد حيله” في الشغل حتى ينام من المغرب، ولم يكن يعلم أنه يسلمه إلى أهل الطرب كله!
كان شقيق شمعون موسيقي، يستضيف المطربين في محل أخيه، وهناك استمعوا إلى محمد عبد الوهاب يغني، ولم يصدقوا أن صبي المحل هو صاحب الصوت الساحر، فقرروا تدريبه واصطحابه معهم في حفلاتهم.
وفي الـ15 من عمره ذهب محمد عبد الوهاب إلى مسرح «كلوب المصري» بحي الحسين، وطلب مقابلة صاحب الفرقة فوزي الجزايرلي شخصيا، ولكنه عندما تحدث إلى الجزائري، وجد معاملة مش ولابد، كان الرجل ينظر إليه من تحت لفوق باشمئزاز، وحين قال له عبد الوهاب أنه مغني، قال له الجزائري: سمّعنا يا سيدي، ولكن بمجرد أن سمع صوته، تغيرت سحنته، وظل يقلب فيه كأنه وجد كنزا، وضمه إلى الفرقة خمسة قروش حتة واحدة.
في الـ17 ابتسم له الحظ حين سمعه أحمد شوقي وقرر أن يقدمه لأصدقائه «العليوي»، غرد في حفلات أبناء الذوات، وتردد اسمه في بر المحروسة، وانتقلت شهرته إلى الدول العربية، وأصبح أشهر من نار على علم.
صفات محمد عبد الوهاب
كان محمد عبد الوهاب يغني أمام الملوك، ويخاف من ركوب الطائرة، ويعاني من فوبيا النظافة، ويغسل الصابونة بالصابونة، ويتردد عندما يمد له شخص يده ليصافحه، ويضع منديلا على أنفه وفمه إذا جلس وسط الناس، حتى لا يتعرض للعدوى، وإذا شك أن أحدهم مصاب بالأنفلونزا يطلب منه أن ينطق كلمة «ممنون» حتى يكشف مراحل تطور المرض.
زيجات محمد عبد الوهاب
كتب مقالا في «آخر ساعة» قال فيه «لن أتزوج ولو شنقوني، ذلك لأنني أعتقد أن الزواج يقضي على الفنان» لكنه لحس كلامه، وتزوج ثلاث مرات وأنجب خمسة أبناء.
أول بخته كانت أكبر منه بربع قرن، ويقال إنها أسهمت في إنتاج «الوردة البيضاء» باكورة أفلامه، طلقها بعد عشر سنوات، والثانية هي إقبال التي انجب منها أولاده، عاش معها 17 عاما، قبل أن يختم مشواره العاطفي بالافتران من نهلة القدسي.
إصابة محمد عبد الوهاب بألزهايمر
أصيب محمد عبد الوهاب مبكرا بداء النسيان، ذات مرة دعا وزير الشئون الاجتماعية لتناول الغداء، كان من المفترض أن يمر عليه في الثانية ظهرا ليصطحبه إلى منزله بالهرم، انتظره الوزير حتى الثالثة ولم يحضر، فأمر سكرتيره بالاتصال به، فرد عليه عبد الوهاب وهو يأكل الدجاج وقد نسي موعد الوزير في المكتب.
ذهب إلى فرنسا لقضاء إجازة الصيف، وأخذ معه سائقه وسيارته، وفي مرسيليا ترك السائق وغادر إلى جينيف، ومن جينيف عاد إلى الإسكندرية بدون حقيبة ملابسه، وكان في استقباله أخوه الشيخ حسن الذي سأله عن السائق، فرد عبد الوهاب «الأسطى حسن.. والله انت ابن حلال.. أنا نسيته في مرسيليا»!